- En
- Fr
- عربي
أخبار ونشاطات
ممثل العماد قائد الجيش: بالبذل تصان الاوطان وبدماء الشهداء يصنع إرثها وحاضرها وغدها
رعى قائد الجيش العماد ميشال سليمان ممثلاً بالعميد الياس ريحانا وبحضور ملكة جمال لبنان ندين نجيم سلسلة نشاطات في عكار تكريماً لأطفال شهداء الجيش اللبناني والصليب الاحمر اللبناني الذين سقطوا في معارك نهر البارد، وذلك بدعوة من «الجمعية اللبنانية لإسعاد الطفولة و«عكار برس».
ممثل قائد الجيش ألقى كلمة في مهرجان الطفولة الذي أقيم في سياق هذه النشاطات، اعتبر فيها أن الأوطان تصان بالبذل وتحيا بدماء الشهداء الذين يصنعون إرثها الغني وحاضرها القوي وغدها الواعد المشرق.
وفي مستهل كلمته قال:
يسرني ويشرّفني أن أقف بينكم اليوم، ممثلاً قائد الجيش العماد ميشال سليمان، في هذا الحفل الذي أرادت منه جمعية إسعاد الطفل في عكار مشكورة، التعبير عن تضامنها الوطيد مع الجيش، واعتزازها بدوره الوطني، وتوجيه تحية وفاء من الأعماق إلى شهدائه وشهداء الصليب الأحمر اللبناني، الذين سقطوا بالماضي القريب في نهر البارد. وهذا الأمر بالتأكيد ليس غريباً على مروءة أهل عكار وشهامتهم وحميتهم اللبنانية الأصيلة، وليس غريباً على هذه الجمعية الكريمة التي اتخذت من الطفولة المنتصرة على الألم والحرمان، والبسمة المشرقة على وجوه الأطفال، عنواناًَ لمسيرة ناضحة بالمحبة والعطاء في خدمة الوطن وأجياله الصاعدة.
وأضاف قائلاً:
كما حبة القمح تبذل نفسها في التراب، لتنمو فيها جذوة الحياة من جديد، وتتوالد أضعافاً مضاعفة، هكذا هي الأوطان تصان بالبذل، والتضحيات، وتحيا بدماء الشهداء الذين يصنعون بمآثرهم البطولية، إرثها الغني وحاضرها القوي وغدها الواعد المشرق. واليوم نكرّم نخبة من رجالنا الشجعان، هالهم ما تعرض له رفاقهم ومواطنوهم من غدر وإجرام على يد تنظيم إرهابي، فانتفضوا لكرامة جيشهم وشعبهم، وانبروا إلى ساحة القتال ملبين نداء الواجب، ومواجهين كيد الأعداء بعزم لا يلين وقَسَم أكبر من الحياة، فكان قدرهم أن ارتفعوا شهداء على مذبح السيادة والكرامة الوطنية، ومع تضحياتهم الجسام انتصر لبنان، وعلت راية الحق والحرية فوق كل شبر من ترابه الغالي.
إنها محطة مشرقة في تاريخ وطننا المعاصر، أكدت بصورة جلية تمسك الجيش بثوابته الوطنية والعسكرية، واستعداد أبنائه لتقديم الدماء من دون حساب، إذا ما تعرضت بلادهم لأي خطر، مثلما أكدت هذه المحطة تلاحم اللبنانيين، بمختلف مناطقهم وانتماءاتهم وأطيافهم مع جيشهم الوطني، في الظروف العصبية، والأوقات المصيرية، وإيمانهم المطلق بوحدة الوطن وصيغة عيشه المشترك، التي تمثل أساس وجود الكيان، ونموذجه الإنساني والحضاري الفريد في المنطقة العربية والعالم.
وختم بالقول: لا شك بأن ما قُدم من دماء وتضحيات، قد جنّب الشعب الكثير من المآسي والويلات التي كان يخطط لها الإرهابيون، ورسم لنا درب الخلاص إلى رحاب المستقبل المنشود، وأسهم في تحصين ساحتنا الداخلية، وتعزيز مناعة الوطن في مواجهة كل المخاطر والتحديات المحدقة به. باسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان أتوجه بتحية شكر وتقدير إلى جمعية إسعاد الطفولة رئيساً وأعضاء، وإلى ملكة جمال لبنان،التي أضفت على الحضور إشراقة أمل وسحر وجمال، كما أشكر كل من أسهم في إقامة هذا الاحتفال، وعهدنا لكم ولشهدائنا الأبرار في عليائهم، أن يبقى الجيش أميناً على رسالته، وفياً لقسمه، يداً تحمي ويداً تبني على طريق وطن آمن حر مزدهر.
وكانت النشاطات التكريمية قد استهلت بزرع شجرة زيتون على مفرق المحمرة عند المدخل الشرقي لمخيم نهر البارد بحضور رئيسة الجمعية اللبنانية لإسعاد الطفولة الدكتورة نزيهة سعيد اليوسف والزميل منذر المرعبي ورئيس بلدية المحمرة نديم تلاوي وفعاليات وطلاب، وبعد ذلك غرست الملكة والعميد ريحانا شجرة أرز في حديقة منيارة بحضور فعاليات بلدية وطلاب، ثم جالت نجيم والعميد ريحانا وأصحاب الدعوة على مدرسة ليسيه الدكتور عبدالله الراسي حيث أقيم لهم استقبال حاشد من قبل الهيئة الإدارية والطلاب. وألقى مدير الدروس في المدرسة جان أبي شعيا كلمة أشاد فيها بتضحيات الجيش والصليب الأحمر اللبناني مرحباً بملكة الجمال وشاكراً لإسعاد الطفولة وعكار برس تنظيمهم هذه الزيارة.
كذلك تم افتتاح معرض الأعياد في المدرسة الوطنية الارثوذكسية في الشيخ طابا بحضور مدير المدرسة نضال طعمة والهيئة التعليمية وألقى طعمة كلمة رحب فيها بالحضور مشيداً بتضحيات الجيش والصليب الأحمر اللبناني ودعا إلى نبذ الأحقاد وترسيخ المحبة، مشيراً الى أن النهوض بلبنان يحتاج إلى جميع أبنائه، ثم قدّم دروعاً تقديرية للملكة نجيم والعميد ريحانا والإعلامي منذر المرعبي وقدّم طلاب المدرسة لوحات فنية فلكلورية.
وفي الإطار نفسه أقيم مهرجان الطفولة في المدرسة الحديثة في منيارة عكار بحضور راعي أبرشية عكار للروم الارثوذكس المطران بولس بندلي وممثل عن دولة الرئيس عصام فارس الأستاذ ناصر بيطار وعقيلات النواب هادي حبيش ورياض رحال ومصطفى هاشم ومصطفى علوش، وممثل مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي العقيد الركن خالد علم الدين وآمر فصيلة درك حلبا الرائد ماجد الأيوبي، والفنانة مادونا والآنسة نتالي فضل الله وملك جمال العالم جيف زلزلي، وفعاليات بلدية واختيارية وأمنية واجتماعية وتربوية وحشد من أهالي شهداء الجيش والأطفال.
بعد النشيد الوطني اللبناني ألقى الاعلامي منذر المرعبي كلمة قال فيها:
«ليـس غريبـاً على عكـار هذا الاحتـفـال التكريمي لشهـداء الجيـش والصليب الأحمر فهي أعطت الأمثـولة الصالحـة في التضحيـة وبذل الدماء من أجل لبنان وجيشه»، منوّهاً بحكمة ومناقبية وشجاعة قائد الجيش العماد ميشال سليمان وجميع ضباط وجنود المؤسسة العسكرية.
ثم تـحـدث مدير المدرسـة الحديثـة شفيـق عبود فأعرب عن ترحيبه الكبير بمختلف النشاطات الوطنية والثقافية التي تقام في المدرسة.
وأضاف: «إن جيشنا البطل هو عزتنا وشرفنا»، شاكراً لملكة جمال لبنان زيارتها إلى المنطقة مشيداً بدور الصليب الأحمر اللبناني.
وألقت رئيس الجمعية اللبنانية لإسعاد الطفولة الدكتورة نزيهة سعيد اليوسف كلمة دعت فيها إلى الاهتمام بالطفولة في لبنان وتأمين الرعاية الصحية لهم، والبرامج التلفزيونية اللائقة والملاعب والحدائق والتعليم وغيره.
وأضافت اليوسف:
إن احتفالنا هذا العام يأتي بعد معركة نهر البارد التي قدّم الجيش والصليب الأحمر اللبناني خلالها خيرة أبنائهما من أجل الوطن في مواجهة الإرهابيين، وإننا ننحني إجلالاً أمام أرواحهم الطاهرة وإننا فخورون بجيشنا البطل المقدام قيادة وأفراداً، ونرحّب بنادين نجيم التي زرعت الأمل والمحبة في عكار.