مسابقة

حول «جيش بلادي»

برعاية قائد الجيش العماد جوزاف عون ممثّلًا بالعميد الركن جورج الحايك، وللسنة الخامسة على التوالي، نظّمت الجامعة الأنطونية مسابقة «إملاؤنا لغتنا» بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وقد خصصت هذا العام لضباط الكلية الحربية وتلامذتها، والضباط والرتباء المتقاعدين، بالإضافة إلى عدد من السياسيين والإعلاميين والروحيين.

وقائع الاحتفال
بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، فكلمة ترحيب من الإعلامي بسّام برّاك، ثم ألقى رئيس الجامعة الأب الدكتور ميشال جلخ كلمة أشار فيها إلى العلاقة الوطيدة بين الجامعة والمؤسسة العسكرية، ومما قاله: بين الجامعة الأنطونيّة والجيش اللّبنانيّ سماتٌ وقواسمُ مشتركة جعلتنا اليوم نلتقي ونتشرّفُ أسرةً جامعيّة بزيارة هذه الكلّيّة منبتِ الضبّاط وموئلِ الأبطال. فالجيرةُ المكانيّة تضعُنا على الطريق نفسه، طريق الوصول إلى الحرم الجامعيّ وحرم الكلّيّة، والروزنامة الزمنيّة تشهدُ على أنّ بدايات الكلّيةِ الحربيّة في لبنان حطّتِ الرّحلَ في المعهد الأنطونيّ لسنة ونصف السنة قبل الانتقال إلى الفيّاضيّة، وهذا خيرُ دليل على أننا نسجنا نولَ الوطنيّة في رحِم واحدة، وها نحن ننسج صورة بهيّة للأجيال الطالبيّة فنغرسُ في طلابنا المناقبيّة علمًا وثقافة إنتماء ومواطَنة، لنخرّجَ دفعاتٍ تخدم لبنانَ بشهادة جامعيّة في الأنطونيّة وشهادة البطولة في الحربيّة، فما أحلاه وأبهاه تماهيًا في الرسالتين الأكاديميّة والعسكريّة... ولقائدِ الجيش العماد جوزاف عون ممثلا بقائد الكليّة الحربيّة العميد الركن جورج الحايك أصدقُ تحيّة أنطونيّة.
وأضاف: ها نحن استرجعنا بثلاث مئة كلمة تاريخَ الجيش ومسارَ قادته الكبار إلى اليوم مفتخرين بهم وبالشهداء الأبرار، سائلينَ اللّه أن يبقى الجيشُ شعارَنا وحامينا في الملمّات، لنرفع دومًا جبينَنا معه إلى الأعالي ونشكرَ الآبَ السماويَّ على نعمة وجود الجيش في بلدنا الحبيب لبنان.

كلمة قائد الجيش
كلمة الرعاية ألقاها قائد الكلية الحربية العميد الركن جورج الحايك الذي نوّه بمبادرة الجامعة الكريمة إلى إقامة مسابقة باللغة العربية، وأكّد على أهمية التمسّك باللغة العربية- لغتنا الأم، وضرورة تحفيز الأجيال على استيعاب أصولها وقواعدها، والإبحار في معانيها الواسعة والعميقة، ولا سيّما أنّ الشعب اللبناني كان السبّاق بين الشعوب العربية في تطويرها، أسلوبًا ومضمونًا، عبر نخبٍ من الأكاديميين والشعراء والأدباء الذين حملوا لواءها عاليًا حتى ذاع صيتهم في جهات الأرض الأربع.
وأضاف: أما أن تُعَنون المسابقة بعبارة «جيش بلادي»، فهذا ما نعتزّ به كمؤسسة عسكرية، ونتطلّع إليه بكثير من الإعجاب والتقدير، لأنّه بمنزلة تحية وفاء من الجامعة لهذه المؤسسة ولشهدائها وجرحاها الأبطال، وهو كذلك دليل على الروح الوطنية العامرة في نفوس أهل الجامعة، فمحبة الجيش الذي يمثّل رمزًا لوحدة الوطن وسيادته واستقلاله، هي حكمًا من محبة هذا الوطن الذي يمثّل الدفاع عنه جوهر رسالتنا، ولا نتخلّف لحظة عن البذل والتضحية في سبيله حتى الاستشهاد.
وتابع قائلًا: إنّ أكثر ما نحتاج إليه في مسيرة بناء الوطن، هو زرع بذور الوعي والمعرفة والثقافة الوطنية الصحيحة في نفوس الأجيال، هذه الثقافة التي يجسّدها جنودنا على أرض الواقع، عرقًا وتضحية في ساحات الشرف والواجب، تجسّدونها أنتم في الجامعة الأنطونية كما في سائر جامعاتنا الوطنية، معرفة والتزامًا، سواء عبر المناهج التعليمية والتربوية، أو من خلال المواقف الوطنية التي تطلون بها على الصفحات والمنابر، تضامنًا ثابتًا مع الجيش، ونبذًا للفئوية البغيضة ومختلف أشكال التعصّب والانغلاق، وإيمانًا راسخًا بوحدة لبنان وسيادته واستقلاله.
وفي هذا الإطار يضع الجيش نصب عينيه الارتقاء بتعاونه العلمي والثقافي مع الجامعات الوطنية إلى أبعد الحدود، ومن أبرز وجوه هذا التعاون: توقيع العديد من الاتفاقات التعليمية الجامعية، والاستفادة المتبادلة من الخبرات والطاقات والتقنيات، وإقامة الندوات والمحاضرات والاحتفالات، وتشجيع الشباب على إبراز مواهبهم الفنية والثقافية، كالمباراة التي نشهدها اليوم، إدراكًا منّا بأنّ الشباب هم نبض الوطن وأمل حاضره وقادة مستقبله.
وفي الختام، شكر باسم قائد الجيش العماد جوزاف عون الجامعة الأنطونية، إدارة وأساتذة وطلابًا، وخصّهم بتحية شكر وعرفان على ثقتهم بالجيش ودعوتهم الكريمة إلى رعاية هذه المباراة.

المتبارون والمراتب
شارك في المسابقة التي جرت في الكلية الحربية، 300 متبار ومتبارية حول نص مسبوك باللغة العربية حمل عنوان «جيش بلادي» للإعلامي بسّام برّاك (منسّق اللغة العربية والإعلام في الجامعة).
وقد فاز في المرتبة الأولى عن فئة الضباط والمتقاعدين العميد المتقاعد أنطوان نجيم، وحلّ في المرتبة الثانية النقيب حسين غدار، وجاء في المرتبة الثالثة المؤهل أول المتقاعد فؤاد رحّال.
أما عن فئة تلامذة الضباط ففاز محمد ماضي الحاج حسن في المرتبة الأولى، وحلّ في المرتبة الثانية محمد فخر الدين، وأتى في المرتبة الثالثة رمزي ياسين.
وقد حلّ في الأولى عن فئة الصحافيين علي أحمد حمود من جريدة «الاخبار»، وأتى في المرتبة الثانية الصحافي جمال مرعشلي عن موقع ليبانون فايلز، وحلّت في المرتبة الثالثة الإعلامية إسلام جحا عن إذاعة الفجر.
في ختام المسابقة قدّمت الجامعة للفائزين قاموس الرائد لجبران مسعود فضلًا عن شهادات الامتياز والتقدير.

نصّ ارتدى زي العسكر
حول مضمون النص، يقول الإعلامي بسّام برّاك: هي ثلاث مئة كلمة بثلاث مئة قلم اخضرّ معها الحبر الأزرق وارتقى اللفظ والمعنى كما جبين الجيش لا ينحني... نصي الجديد في النسخة الخامسة حبّرته بانتمائي الوطني ودثّرته بزي العسكر وأعلّقه على صدر مسيرتي الإعلامية- الأكاديمية شرفًا...
شكرًا للجامعة الأنطونية المتبنّية هذا اللقاء التقليدي ولرئيسها الأب ميشال جلخ ولقائد الجيش وقائد الكلية الحربية العميد الركن جورج الحايك وللزملاء الإعلاميين والمؤسسة اللبنانية للإرسال والضباط، متقاعدين وحاليين وتلامـذة في الكلّيـة الحربية وللرتباء وللجمهور الوفـي للإملاء ولي، وإلى مواعيد وإطلالات إعلامية قريبة.