- En
- Fr
- عربي
إسرائيل: الحرب
تقرع إسرائيل طبول الحرب، وتقيم التحصينات وجدران الفصل العنصري، وتعّدل قوانينها الداخلية لصالح ما تعتبره شعب الله المختار، وتزّور القوانين الدولية وتفسرها وفقاً لرغبات منظّريها وحاملي عقائدها، ومع ذلك تتحدث وسائلها الإعلامية عن السلام، وتتغّنى به، وتحنّ إليه وتتمناه، وتبشّر بإطلالته القريبة.
وتجري إسرائيل المناورات الكبيرة وتستنفر قواتها، وتتزّود كل جديد من السلاح والعتاد، ومع ذلك تنادي بحسن الجوار، وتتباكى على الأمن والاستقرار والهدوء.
وتجوب الطائرات الإسرائيلية المعادية أجواءنا تراقب تراب بلادنا، معلنة صَلفها وكبرياءها، مؤكدة عدوانيتها، ومحاولة إرساء تفوقها العسكري، ومع ذلك تشكو الظلم وتستغرب أن يتم اللجوء إلى السلاح في حل مشكلات هذا العصر، مدّعية رفض العودة إلى شريعة الغاب التي طبعت الأزمنة الغابرة.
إسرائيل الحمَل الوديع الذي أتى إلى بلادنا العام 1948 وهو يحمل باقات الزهر، لن تجيب على سؤال بخصوص مجازرها على مدى سنّي عمرها القصير، كما أنها قد تدّعي في يوم من الأيام أنّ هناك من خاض الحروب باسمها ضد الدول العربية واحدة واحدة، أما هي فبريئة "من دم هذا الصّديق".
إسرائيل التي يعتبرها بعض الدول واحدة من رموز الحضارة في هذه المنطقة، تعتدي على خيرات الآخرين، وتخطط للاستيلاء هنا، وللهدم هناك، والسرقة في كل مكان، وتوقع على المعاهدات الدولية في الوقت نفسه، وتشارك في الاجتماعات وفي اتخاذ القرارات.
تهيء جيشها للحرب باستمرار، حتى وإن كانت تسميّه جيش الدفاع، وهي تستقدم من السلاح ذاك الهجومي والفتاك المدمر، وتعتمد من الذخيرة تلك المحرمة دولياً، وهذا ما جربته في جنوب لبنان أكثر من مرة على مرأى، وبحضور القوات الدولية، ومراقبتها. وهي تمنع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى مستحقّيها، وتحاصر رسل الخير، وتقفل في وجوههم الأبواب وتلغي السبل، وتعرقل محاولات التأسيس للسلام العادل، وتربط تلك المحاولات بالقيود المسبقة، وعندما تتأكد من العرقلة والتأخير، تعود وتعلن رغبتها في المحادثات السلمية من دون قيود ولا شروط.
بعد ذلك، كيف للسلام المنشود أن يكون؟ غصن زيتون في فوهة مدفع؟ أصابع طفل بين فكيّ ذئب؟ طيراًُ صغيراًَ في جوف محرك طائرة محرقة؟ هل ينشأ السلام في ذلك، وان ابتدأ ونشأ، هل يدوم؟