- En
- Fr
- عربي
العوافي يا وطن
يوم الجمعة هو إجمالًا آخر أيام الدراسة في الأسبوع، والثالثة إلا ربعًا هو الوقت الذي يغادر فيه معظم التلامذة مدارسهم.
غير أن هذا الموعد يوم الجمعة 19 تشرين الأول 2012 كان موعدًا أسود في شارع إبراهيم المنذر في الأشرفية، حيث دوى إنفجار ما لبثت أصداؤه أن ترددت في مختلف مناطق لبنان.
أمهات كثيرات كن يجهزن المائدة لأولادهن، أخريات ينتظرن «الأوتوكار»، أناس في أعمالهم، عابرو سبيل في الشارع الضيق، لم يعرف أحد ما الذي حصل في تلك اللحظة.
دوي فركام ونار وذعر ليأتي من بعدُ الخبر: إستشهاد رئيس شعبة المعلومات العميد وسام الحسن ومرافقه في إنفجار سيارة مفخخة.
حزن وغضب وذهول وخوف، فاستهدافات الجريمة كما بدا واضحًا من اللحظات الأولى، غير محصورة بفئة أو موقع، وإنما هي تذهب إلى أبعد بكثير، إلى إستهداف الدولة وإستقرار الوطن.
ردات الفعل التي أعقبت الجريمة شملت العديد من المناطق، وشبح الخوف بدأ يتجول بسرعة ليروّع المواطنين، تحركات الإحتجاج الواسعة ترافقت مع ظهور مسلح وتوتر أمني في أماكن متعددة.
كان الغضب كبيرًا وكذلك الخوف من إشعال الفتنة.
وكما في كلّ مرةّ، كانت الأنظار كلها في إتجاه واحد: المؤسسة العسكرية. وهذه المؤسسة التي طالما كانت على قدر الآمال والتطلعات في الأوقات العصيبة، أثبتت مرة جديدة جدارتها في التصدي للشدائد، وعزمها على حماية الدولة ومؤسساتها وصون الوطن وإستقراره.
في الشوارع والأزقة كان العسكريون سدًّا في وجه نيران الفتنة ورصاصها وقذائفها. في بيروت وطرابلس وحيث إقتضت الحاجة كانوا صفًا واحدًا ويدًا واحدة في مواجهة المعتدين والقنّاصين والمفتنين.
أداؤهم العالي الكفاءة كان ترجمة واضحة لمناقبّيتهم ووعيهم وإلتزامهم المسؤولية الوطنية والولاء للوطن.
فجر 22 تشرين الأول المنصرم، كان العسكريون يخطون بعرقهم وإندفاعهم كلمة جديدة في صفحة الأمل التي لن تستطيع الأيادي المجرمة طيّها، وكان إلى جانبهم عمادهم يشد على أيديهم ويوصيهم من جديد: الأمن خط أحمر فعلًا لا قولًا، هم يعرفون... فلطالما سال أحمر دمائهم فداءً للوطن.
العوافي يا جيش الوطن، العوافي يا وطن.