- En
- Fr
- عربي
قضايا إقليمية
يتبيّن من استطلاع للرأي اجرته صحيفة «هآرتس» في كيان العدو، أن نصف الإسرائيليين يتخوّفون من عدم استمرار كيانهم بعد نشوب حرب مع إيران، على الرغم من أنّ الاكثرية هناك تستبعد نشوب هذه الحرب المستعصية، بسبب ما يمكن ان تنطوي عليه من تداعيات ونتائج كارثية على اسرائيل والمنطقة والعالم. فقد تبين انّ 27% يرون انّه يوجد احتمال كبير لنشوب مثل هذه الحرب العام 2013، فيما قال 29% إنه يوجد احتمال متوسط للحرب، ورأى 32 % إنه يوجد احتمال ضئيل لنشوبها. ووفق هذا الاستطلاع فإن 20% من الإسرائيليين يتخوفون من زوال اسرائيل بعد حرب كهذه، بينما عبّر 30% عن تخوّف كبير من ذلك، وقال 24% إنهم لا يتخوفون كثيرًا و23 % إنهم لا يتخوفون مطلقًا.
وتعليقًا على هذه النتائج تقول «هآرتس» إنّ تطمينات نتنياهو وباراك لم تقنع على ما يبدو الجمهور الإسرائيلي الذي يبدو خائفًا ومرعوبًا وأكثر تصديقًا لرئيس الدولة شمعون بيرس وبعض القادة الأمنيين، الذين حذروا من نتائج كارثية لهذه الحرب.
وقالت هآرتس إن نتائج الاستطلاع تدلّ على أن «الجمهور مذعور وخائف» وأن هذه النتائج ينبغي أن تثير قلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يلوّح بمهاجمة إيران وقلق وزير الدفاع إيهود باراك الذي اعتبر أن عدد القتلى الإسرائيليين في هذه الحرب المفترضة لن يزيد عن 500 قتيل. وفي موازاة ذلك حذر قادة الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية من أن نتائج الحرب مع إيران ستكون وخيمة وأنه لا ينبغي أن تخوض إسرائيل حربًا كهذه لوحدها.
من ناحية أخرى، شهدت العلاقات الأميركية - الإسرائيلية نوعًا من التوتر، على خلفية التهديدات الإسرائيلية بشنّ هجوم عسكري من طرف واحد ضد المنشآت النووية الإيرانية، حيث ذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية أن سجالًا صاخبًا اندلع بين السفير الأميركي في تل أبيب دانيال شابيرو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بعد أن انتقد الأخير الرئيس باراك أوباما. وقد ذهب نتانياهو إلى حد اعتبار أن «الوقت انتهى» في ما يتعلق باحتمالات مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، والتمكن من عرقلة البرنامج النووي الإيراني. وكان التوتر قد بدأ على خلفية تنديد نتانياهو بعدم وجود «خط أحمر واضح» من جانب المجموعة الدولية في مواجهة البرنامج النووي الايراني، حين قال: «اعتقد أن علينا قول الحقيقة: المجموعة الدولية لا تضع خطًا أحمر واضحًا لإيران، وإيران لا ترى تصميمًا من جانب المجموعة الدولية لوقف برنامجها النووي».
على الخلفية ذاتها، كانت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية قد ذكرت أن الإدارة الأميركية بعثت برسالة سرية لإيران، أكدت فيها أنها لن تشارك في هجوم عسكري إسرائيلي محتمل، وطالبت الأخيرة بعدم مهاجمة قواعدها في الخليج. ووفق المحلل السياسي في الصحيفة، شمعون شيفر، فإن مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأميركية توجهوا إلى نظرائهم في إيران بواسطة دولتين أوروبيتين يتم استخدامهما كقناة اتصال في حالات الأزمات، حيث أوضح الأميركيون للجانب الإيراني أن الولايات المتحدة لا تنوي الدخول في حرب، إذا قررت إسرائيل شن هجوم أحادي الجانب، ومن دون تنسيق معها.
على ضوء ما تقدم وصف تسفي ريخليفسكي، المحلل السياسي في صحيفة «هآرتس»، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه فاقد الأهلية، ولا يصلح طبيًا أو سياسيًا لقيادة إسرائيل. وقال إنّ نتنياهو يسير على الدرب نفسه الذي سار عليه رئيس الوزراء الراحل مناحيم بيغن من قبل، والذي كان فاقدًا للأهلية في آخر أيام حكمه، بعدما أصابه النسيان وأمراض الشيخوخة، وقد أخفى هذا السر طوال أسابيع عن الإسرائيليين، وأخفى الوزراء ورؤساء المؤسسة الأمنية هذه الحقيقة عن الشعب، إلا أن هذه المفاجأة انكشفت بعد ذلك، حتى بات الكثير من الإسرائيليين ينظرون إليه نظرة سلبية وبازدراء، بعد أن كان يحظى بالتقدير. وأضاف ريخليفسكي، إن نتنياهو فقد أيضًا أهليته، وهذا ما يعرفه عدد من الوزراء الآن، قائلًا: «من هنا يمكن فهم العبء الثقيل الملقى على عاتق رؤساء المؤسسة الأمنية في حال أمرهم نتنياهو بشن الحرب ضد المنشآت النووية الإيرانية، قبيل الانتخابات الأميركية، ومن دون الاتفاق مع الولايات المتحدة بغية جرها إلى الحرب رغمًا عن إرادتها».
واستخلص ريخليفسكي: «إن الهجوم الحاد الذي يشنه رئيس الحكومة على الولايات المتحدة وتدخّله الواضح في معركة انتخابات الرئاسة الأميركية إلى جانب المرشح الجمهوري ميت رومني، والخلاف الإستراتيجي العلني مع الولايات المتحدة، والذي يهدد بالقضاء على التحالف الإستراتيجي الحيوي مع الولايات المتحدة، هذه الأمور كلها هي من صنع شخص واحد هو رئيس الحكومة... الذي كلما اتضح له فشل الرهان الذي وضعه على ميت رومني زادت حدة تصريحاته الصحافية وتصرفاته غير المتوازنة، بصورة من الممكن أن تعرّض وجود إسرائيل للخطر». وختم ريخلفسكي حديثه بالتأكيد على ضرورة فحص نتنياهو ذهنيًا حتى لا يدفع الإسرائيليون ثمن جنونه.