الجيش والمجتمع

«ستبقى الدامور دائمًا في قلب الجيش مثلما كان هو دائمًا في ضمير أبنائها...»، بهذه الكلمات، وباسم قائد الجيش العماد جان قهوجي، عبّر العميد يوسف مشرف مسيّر أعمال مديرية التعاون العسكري المدني «CIMIC» في أركان الجيش للعمليات عن «اهتمام المؤسسة العسكرية بهذه البلدة العزيزة، بعد معاناة أهلها قساوة الأحداث الأليمة وصمودهم وإعادة إعمار حجارة بيوتهم بعرق المحبة وسواعد الخير»... وقد جاء كلامه هذا في احتفال افتتاح المقر الجديد لبلدية الدامور الذي جرى تشييده بمساعدة أميركية من خلال الـCIMIC، وبحضور شخصيات رسمية وفاعليات ومخاتير ورؤساء بلديات، إلى أهالي الدامور والجوار. وكان قد سبق الاحتفال وضع أكاليل من الزهر على نصب شهداء الصحافة باسم البلدية ونقابتي الصحافة والمحررين وأهالي الشهداء.

كلمة قائد الجيش
استُهلّ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني عزفت أنغامه فرقة من موسيقى الجيش، ثمّ الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء. بعدها ألقى العميد مشرف كلمة قائد الجيش فقال: «بكلِّ فخرٍ واعتزاز نفتتح اليوم مقرّ بلدية الدامور الجديد، بعد أن تمّ تشييده بمساعدة أميركية عبر مديرية التعاون العسكري المدني في الجيش اللبناني «CIMIC». وفي هذا الإنجاز التنموي الرائع، يمضي أبناء الدامور قدمًا في مسيرة الإنماء والإعمار والتشبث بالأرض، وتؤكّد الدولة بمؤسساتها وفي مقدمها مؤسسة الجيش، اهتمامها بهذه البلدة العزيزة، التي تستحق من العطاء والخدمات الكثير، بعد أن عانى أهلها قساوة الأحداث الأليمة إلى أبعد الحدود، لكنّهم صمدوا وضحّوا، ولم يدعوا لليأس مكانًا في قلوبهم، ليشكّل إيمانهم الراسخ بهذا الوطن، والعيش المشترك بين أبنائه، وثقتهم بالجيش، الدليل الواضح للعودة إلى ربوع الأجداد والآباء، الذين أحيوا هذه الأرض الطيّبة، ورفعوا حجارة بيوتها العتيقة، بعرق المحبة وسواعد الخير».
وتابع: «إنه لمن حسن حظ الدامور اليوم، أن تشهد على أرضها واحدةً من محطّات الصداقة اللبنانية – الأميركية، التي نعتزّ بها، ونحن في المؤسسة العسكرية إذ نثمّن عاليًا دور الولايات المتحدة الأميركية، في تقديم الدعم العسكري السخي للجيش اللبناني، والذي كان له بالغ الأثر في مساندة جهوده لمكافحة الإرهاب والحفاظ على استقرار لبنان، نتطلّع في الوقت نفسه بعين الإعجاب والتقدير إلى وقوفها الدائم إلى جانب لبنان، وحرصها على سيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع اقتصادية وإنمائية لمصلحة الشعب اللبناني، عبر مؤسسات وأجهزة مختلفة، في طليعتها، برنامج التعاون العسكري – المدني «CIMIC»، الذي كانت له الذراع الطولى في إنجاز هذا المشروع الحيوي. ذلك كلّه يشير في دلالاته إلى عمق علاقات الصداقة بين البلدين، والتي ما هي في الحقيقة، إلّا نتاج طبيعي للقيم الإنسانية والثقافية المشتركة التي تجمع الشعبين اللبناني والأميركي، والثقة المتبادلة التي أرسى دعائمها، التعاون البنّاء والمثمر على مختلف الصعد».
ختامًا، وباسم قائد الجيش العماد جان قهوجي، قال العميد مشرف: «أتوجّه بخالص الشكر والامتنان إلى السلطات الأميركية والسفارة الأميركية في لبنان، والقيّمين على مشروع التعاون العسكري – المدني «CIMIC»، وكلّ من أسهم في إعادة تأهيل مبنى البلدية، كما أتوجّه بالتهنئة إلى جميع أهالي البلدة، وأعاهدهم بأن تبقى الدامور دائمًا في قلب الجيش، مثلما كان هو دائمًا في ضمير أبنائها ووجدان شبابها الأبطال، الذين سطّروا التضحيات الجسام والمآثر الكبار في مسيرته، مسيرة الشرف والتضحية والوفاء».

البروفسور القزي
بعدها، كانت كلمة للبروفسور أمين نبيه القزي أكّد فيها أهمية الدفاع عن قيم التسامح والمساواة بين الطوائف وتعزيز العدالة للجميع، معتبرًا أنّ «هذه هي مبادئ الولايات المتحدة وشعبها الكريم»، متحدّثًا عن خبرته التي عاشها في أميركا علــى مــدى 30 عامًــا.. وحيّا شهداء الدامور شاكرًا الولايات المتحدة الأميركية والشعب الأميركي والجيش اللبناني على هذه المساعدة.

رئيس البلدية
تحدّث رئيس البلدية المحامي الأستاذ شارل غفري، قال: «بعد أربعين عامًا، عاد هذا الصرح إلى محله ومجده التاريخي بدعم من الشعب الأميركي ومكتب التعاون العسكري - المدني في الجيش اللبناني، وبفضل جهود الصديق البروفسور أمين القزي». وأضاف: «يصادف اليوم ذكرى شهداء الصحافة ونحن نجتمع بالقرب من النصب التذكاري لهم، وهو رمز الكلمة الحرّة، كلمة الحق التي نذروا حياتهم في سبيل بقائها وخلودها. فمن أمام هذا الصرح وهو رمز الشرعية الدامورية أوجّه تحية فخر واعتزاز إلى كلّ داموري يؤمن بأرضه المقدسة ويتمسّك بالقيم والأخلاق التي ورثناها من أسلافنا...»، شاكرًا «الشعب الأميركي والجيش اللبناني ونقابتي الصحافة والمحررين وكلّ من شارك في إنجاح هذا اليوم المبارك».

نقابة الصحافة
كلمة نقيب الصحافة ألقتها عضو مجلس النقابة السيدة مارسيل نديم، فقالت: «تمرّ السنين و6 أيار يعود مثقلًا بالأحداث ومجدّدًا العهد للذاكرة الجماعية بأنّ لبنان باقٍ، وسيبقى مهما تبدلت الظروف وتفاقمت الأحداث بقساوتها وقهرها لنفوس اللبنانيين»، مشيرةً إلى أننا «بهذه الذكرى العطرة لشهداء الصحافة اللبنانية لا نستطيع إلا أن ننحني إجلالًا لكل شهيد لبناني روى بدمه تراب هذا الوطن ليكرس استقلاله وليرسخ إلى الأبد دور الكلمة الحرّة ببناء الشعوب».

شهداء الصحافة
ألقى كلمة شهداء الصحافة المحامي جهاد جورج عقل، فأمل «أن يكون افتتاح المقر الجديد للبلدية في الدامور باكورة عهد من الازدهار والاستقرار للبلدة،» مشيرًا إلى «أنّ الدامور فخورة بتقديم أحد شهداء 6 أيار سعيد فاضل عقل ضمن كوكبة من رجال الفكر والصحافة الحرة دفاعًا عن حرية لبنان واستقلاله». ودعا عقل الجميع إلى الاتعاظ بعبر الماضي ومآسيه لتوحيد الصفوف، ولبناء الدولة الديمـوقراطية العادلة والقوية، دولة القانون والاستقرار والأمن الاجتماعي.

نقابة المحررين
كلمة نقابة المحررين، ألقاها الإعلامي سعيد غريّب، قال: «في زمن العنف المتنقّل، والأحزان الزاحفة إلينا من كلّ حدب وصوب مع كل شهيد يسقط، ومع كلّ مأساة ترتسم، لا نرى نهجًا لنا إلا الحوار في ما بيننا نحن أبناء هذا الوطن المعذب ولا نعرف سلاحًا إلا الكلمة...».
واختتم الاحتفال بعزف موسيقى الجيش أناشيد وأغاني وطنية قبل إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية لافتتاح مقر البلدية، وحفل كوكتيل بالمناسبة.