- En
- Fr
- عربي
ندوات ومؤتمرات
نظّم مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية في الجيش بالتعاون مع ملتقى التأثير المدني ندوة حوارية تحت عنوان «الأمن القومي في لبنان – واقع قطاع الطاقة والكهرباء»، وذلك بمشاركة وزارة الطاقة والمياه وأكاديميين ومتخصّصين وعدد من الضباط.
شراكة منتجة
تناول مدير المركز العميد الركن فادي أبي فراج مفهوم الأمن القومي الذي يتضمن قدرة الدولة على حماية أمنها الداخلي والخارجي، مع تحقيق أعلى معدّلات التنمية الشاملة، متوقّفًا عند أهمية الطاقة في هذا المجال.
وتطرّق العميد الركن أبي فرّاج الى أزمة الكهرباء المتواصلة في لبنان التي أدّت إلى آثار سلبية على جميع القطاعات الإنتاجية، وأضرّت بالاقتصاد الوطني، معتبرًا أنها هاجس يقلق اللبنانيين، ومعضلة تستلزم إيجاد حلول لها قبل فوات الآوان، وذلك عبر إدخال المفاهيم العلمية كمبدأ للتنمية المستدامة.
ثم تحدّث رئيس مجلس إدارة ملتقى التأثير المدني المهندس فهد السقّال، معربًا عن إيمانه بالشراكة بين الدولة والقطاع الخاص في مختلف القطاعات، خصوصًا في قطاع الكهرباء الذي يعتبر ركيزة أساسية للأمن القومي في لبنان. وتناول الشراكة القائمة بين الجيش والمؤسّسات المدنية.
بدوره استعرض مستشار وزير الطاقة والمياه المهندس سيزار أبي خليل، واقع قطاع الطاقة والكهرباء، مشيرًا إلى التأثيرات السياسية والاقتصادية على هذا القطاع، مفصّلاً مصادر الإنتاج المائي والحراري واستجرارهما، وكلفة الإنتاج والنقل والتوزيع.
كما تحدّث عن وضع الشبكات والمحطّات والتعرفة وساعات التغذية والامتيازات، مبيّنًا العجز الحاصل في هذا القطاع، وسبل توفير الكهرباء بشكل دائم من دون تقنين.
مداخلات
تخلّل الندوة مداخلات لكل من: عضو مجلس أمناء وإدارة ملتقى التأثير المدني الدكتور منير يحيى الذي قدّم عرضًا تاريخيًا للتحدّيات التي واجهها قطاع الكهرباء والطاقة في لبنان، ولرئيس قسم هندسة الطاقة الكهربائية في الجامعة الأميركية – بيروت الدكتور فريد شعبان، الذي ركّز على ضرورة معالجة الهدر في قطاع الكهرباء، ولمدير عام شركة Butec الدكتور زياد يونس متحدّثًا عن تجربة القطاع الخاص في مجال الكهرباء.
وركّز الدكتور هادي كنعان (الجامعة اليسوعية)، على أهمية تخفيف تأثير التلوّث على الشبكة الكهربائية، بينما تحدّثت الدكتورة ماري نوال صبرا (الجامعة اللبنانية) عن أهمية استخدام الطاقة المتجدّدة، مبيّنةً المردود الكبير الناتج عن مشروع فعلي طُبِّق على الأرض.
كذلك شدّد مدير المشاريع في CEDRO الدكتور حسان حراجلي، على أهمية نتائج استخدام الطاقة البديلة أو المتجدّدة من خلال المشاريع التي يديرها عبر برامج الـUNDP في لبنان، واستعرض المهندس ناجي جريصاتي تجربة كهرباء زحلة.
المداخلة الأخيرة كانت للعقيد المهندس نبيل صرّاف من مديرية الهندسة الذي عرض تجربة الجيش في استخدام الطاقة المتجدّدة في بعض المراكز العسكرية.
سياسة تواصل وطنية
في الجلسة الختامية عرض العميد الركن أبي فراج التوصيّات التي خلصت إلى أنّ قطاع الكهرباء في لبنان يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأمن القومي، لذلك ينبغي إطلاق سياسة تواصل وطنية لتجذير هذا المفهوم وإبعاد هذا القطاع عن التجاذبات السياسية وإعادة هيكلته، وعدم الاكتفاء بتوصيف الخلل فيه من دون وضع الحلول. وتضمنت التوصيات أيضًا: ضرورة وضع مخطّط توجيهي إصلاحي متكامل لوقف النزف المادي في قطاع الكهرباء، اعتماد خارطة طريق شفافة وشاملة لإنقاذه، إمكان اعتماد الشراكة بين القطاعين العام والخاص، إطلاق حملة وطنية للتوعية حول ترشيد استخدام الكهرباء، العمل على إتمام المشاريع المتعلّقة بهذا القطاع وعدم عرقلتها وإطلاق مشاريع جديدة لتعزيز التغذية بالتيار الكهربائي.