- En
- Fr
- عربي
صحة ووقاية
الإنفلونزا عدوى فيروسية حادة تصيب الجهاز التنفسي ويمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة. يتكاثر فيروس الإنفلونزا وينتشر ابتداءً من نهاية الخريف، ويستمر حتى بداية الربيع، أما ذروته فتكون خلال شهرَي كانون الثاني وشباط. عدوّه الأول هو اللقاح، والوقت الأمثل لأخذه هو في بداية موسم الأمطار. حاليًا وبسبب انتشار كورونا يبدو تلقيح بعض الفئات ضروريًا، ولذلك ثمة طلب عالمي كثيف على لقاح الإنفلونزا، فما هو واقع هذا اللقاح في الطبابة العسكرية، وفي لبنان بشكلٍ عام، ومن هم الأكثر حاجة إليه؟
بداية، يوضح رئيس الطبابة العسكرية العميد الركن جورج يوسف أنّ اللقاح يُصنّع ويُستورد مرة واحدة سنويًا، ولا يمكن تخزينه من سنة إلى أخرى، لأنّه يطوّر في كل عام ليغطي التغييرات التي تطرأ على بُنية الفيروس الجينية.
ويشير العميد الركن يوسف إلى أنّ الكمية التي من المتوقع استيرادها إلى لبنان سيتم استلامها من قبل وزارة الصحة لتوزّع من قِبلها وفق الأولويات. وقد تمّ الاتصال بالشركتَين المستوردتَين منذ أكثر من شهرَين لحجز كمية لصالح الطبابة العسكرية. وطمأن إلى أنّ الطبابة العسكرية سوف تؤمّن اللقاح في صيدليات الشراء كما في كل عام، ويُعطى بناءً على وصفة طبية من الطبيب المعالج عند وصوله إلى لبنان.
ثمة حديث جدي في وزارة الصحة العامة اللبنانية ونقابة الأطباء بأنّ اللقاح سيتأخر في الوصول إلى لبنان هذا العام، وستكون كمياته أقل مقارنة بالأعوام الماضية. لذا لن يكون بالإمكان تأمينه للستفيدين كافة الراغبين في الحصول عليه، بل ستكون الأولويات بإعطائه للأشخاص الذين هم بحاجةٍ ماسة له؛ لذا تُعطى الأولوية بتأمين اللقاح للأطفال (من عمر 6 أشهر وحتى 5 سنوات)، والحوامل والمسنّين (65 عامًا وما فوق) وأصحاب الأمراض المزمنة والمستعصية (القلب، الرئة، الكلى، السكري، السرطان، نقص في المناعة)، والعاملين الصحّيين.
مزيد من التفاصيل
بالانتقال إلى الوضع في قطاع الأدوية عمومًا، يشير نقيب الصيادلة الدكتور غسّان الأمين إلى أنّ لقاح الإنفلونزا يُصنّع من قِبَل شركات خاصة، ويستغرق إنتاجه حوالى ستة أشهر، ويعتمد توافره على وقت اكتمال إنتاجه. وفي العادة تقوم شركتا UPO و Mersaco باستيراد اللقاحات من فرنسا وهولندا. ومن هذه الناحية، تختلف أسماء اللقاح التجارية، إلا أنّ التركيبة موحّدة في الأسماء كافة.
ويلفت النقيب إلى أنّ جائحة كورونا سبّبت في هذه الفترة بلبلة في عالم تصنيع لقاح الإنفلونزا فقد صبّت كل جهود المختبرات على العمل لتصنيع لقاح ضد فيروس Covid19، ما جعل عمليات تصنيع لقاح الإنفلونزا تتراجع عالميًا، وفي المقابل، يتزايد الضغط والطلب على اللقاح في أنحاء العالم كافة.
الأولوية للجسم الطبي
يرى الدكتور طانيوس عتيّق (طبيب صحة عامة) أنّ الأطباء والممرضين هم في طليعة من يجب أن يُلقّح ضد الإنفلونزا، فهم الأكثر تعرّضًا لمرضى الإنفلونزا ولحاملي الفيروسات على أنواعها. بعدها يأتي المصابون بالأمراض المزمنة والخطرة كالضغط والسكري والربو والانسداد الرئوي والحساسية والسرطان، كذلك ينبغي على كبار السن أن يتلقّوا اللقاح لتجنّب المشكلات في الرئتين. إلى هؤلاء، ثمة فئة أخرى قوامها من يعانون أمراض ازدياد المناعة، والذين يخضعون لعلاجٍ من أجل تخفيف مناعتهم، فالمناعة الزائدة تؤدي إلى عدة مشكلات صحية.
ويوضح الدكتور عتيّق أنّ تلقيح من سبق ذكرهم يزيد مناعتهم ضد الإنفلونزا، ويسهّل تشخيص حالتهم إذا أصيبوا بفيروس كورونا، خصوصًا أنّ أعراض الحالتَين متشابهة إلى حد كبير ويصعب التمييز بينها: ألم في الحنجرة، حرارة مرتفعة، رشح، آلام في مختلف أنحاء الجسم. لذا نقوم بإلغاء احتمال الإصابة بالإنفلونزا، وبالتالي، يتم تشخيص الكورونا بسرعةٍ.
هل يمكن أخذ اللقاح في الصيدلية؟ المفضل أن يتم التلقيح لدى الطبيب لأنّه يستطيع تحديد كمية اللقاح الواجب تقديمها وفق سن المتلقّي وحالته الصحية.
أما بالنسبة لإجراءات تعزيز المناعة فيقول الدكتور عتيّق أنّها تبدأ قبل كل شيء بالوقاية ثم الوقاية: عدم اقتراب المصاب بالإنفلونزا من الفئات التي سبق ذكرها من ذوي المناعة المنخفضة، واحترام التباعد الاجتماعي، بالإضافة إلى وضع القناع بطريقةٍ صحيحة عند اختلاطنا بالآخرين، وعدم وضع الأيدي على الوجه، وغسلها بشكلٍ متكرر، ومسح الأسطح يوميًا بالماء والكلور ليبقى المحيط معقّمًا بأفضل الطرق.
من جهة أخرى، يسهم تناول الزنك والفيتامين D والفيتامين C بكمياتٍ مدروسة بتقوية جهاز المناعة في الجسم.
إنفلونزا وكورونا واللقاح
يشدد الدكتور برنار جرباقة رئيس اللجنة العلمية في نقابة أطباء لبنان على أنّ الإجراءات نفسها تُتّبع للوقاية والحماية من الإنفلونزا والكورونا على السواء. ويوضح: «لاحظنا خلال فترة الحجر الصحي تناقصًا في الأمراض الانتقالية الجرثومية وليس فقط الكورونا. إذًا، عمليًا أفضل طرق الحماية من الإنفلونزا هي باحترام قواعد الحماية من عدوى كوفيـد 19.
في المقابل، اللقاح مهم في عملية الوقاية فهو يحمي من عدة أنواع من فيروسات الإنفلونزا. بعد ذلك تأتي التغذية الصحيحة مع الاهتمام بالصحة البدنية والابتعاد عن التدخين، والحصول على كمية كافية من الفيتامين D والمعادن».
كيف يعمل اللقاح على تنشيط المناعة؟ يجيب الدكتور جرباقة: «للّقاح دور أساسي في تنشيط المناعة الهادفة إلى محاربة الفيروس؛ فعندما تتلقّى اللقاح، يُنتج جهازك المناعي أجسامًا مضادة لحمايتك من الفيروسات، التي تكون في اللقاح حية، وإنما ضعيفة وبجرعةٍ خفيفة، أو ميتة يتعرّف إليها الجسم ويُكوّن مناعة ضدها.
وهناك نوعان من اللقاحات: الثلاثي Tri والرباعي Tetra، وننصح كلجنةٍ علمية في نقابة أطباء لبنان باللقاح الرباعي، فهو يحمي ضد نوعَين من الفيروس A و B، وهو معتمَد منذ العام الماضي، إذ إنّ مفعوله يدوم لفترةٍ أطول وفعاليّته مضمونة أكثر، كما أنّه لا يُظهر إلا القليل من الآثار الجانبية. لذلك، نوصي كلجنةٍ علمية في نقابة الأطباء باعتماده من أجل تخفيف وطأة المرض وخطورته وانتشاره، فالوقاية أفضل حماية».
ويشير الدكتور جرباقة إلى الفرق الشاسع بين فيروسَي الإنفلونزا والكورونا لأنّ كلًا منهما ينتمي إلى عائلة مختلفة تمامًا؛ كما أنّ لقاح الإنفلونزا لا يعطي أي حماية ضد الكورونا، إنما وبسبب تشابه الأعراض يتم تنحية فرضية الإنفلونزا، وبالتالي، عند وجود الأعراض تطغى فرضية الكورونا. وفي بعض الأحيان يمكن أن يلتقط الشخص فيروسَي الكورونا والإنفلونزا في الوقت نفسه، ما يمكن أن يشكل خطرًا على حالته الصحية عامة والتنفسية خصوصًا.
أخيرًا، ينصح الدكتور جرباقة بأخذ لقاح الإنفلونزا لأنّه يمكن أن يقلل خطر التعرض لمضاعفاتها، كما أنّ اتّباع الاحتياطات يساعد في الحماية من الإنفلونزا وغيرها من الأمراض التنفسية. وهو ينصح الأكثر عرضة وذوي المناعة الضعيفة باللقاح ضد الالتهاب البكتيري - الرئوي، وإنما بعد استشارة الأطباء المختصين.
10 أطعمة تعزز جهاز المناعة ضد الإنفلونزا
1. اللبن: الغني بالبروبيوتيك أو تلك «الكائنات الحية النشطة» التي تُعدّ بمثابة بكتيريا صحية تحافظ على القناة الهضمية والأمعاء خالية من الجراثيم المسببة للأمراض؛ كوبٌ واحدٌ يوميًا يقلّل فرص الإصابة بالإنفلونزا.
2. الحمضيات: تُعدّ ثمار البرتقال والغريب فروت والحامض، غنية بفيتامين C الذي يعمل على زيادة إنتاج خلايا الدم البيضاء وهي مفتاح مكافحة الالتهاب، خصوصًا وأنّ جسم الإنسان لا يُنتج الفيتامين C ولا يخزّنه، وبالتالي فإنّ تناول جرعة يومية منه أمرٌ حيوي للغاية.
3. الثوم: تأتي خصائص تعزيز المناعة التي يتميّز بها الثوم من التركيز الكبير للمركّبات التي تحتوي على الكبريت.
4. البروكولي: هذا النوع من الخضار غنيّ بالفيتامينات، ويحتوي كذلك على مجموعة متنوعة من المواد المضادة للأكسدة التي تساعد جسمك على مكافحة العدوى والالتهابات.
5. السبانخ: لا تتميز هذه الأوراق الخضراء بغناها بفيتامين C فحسب، بل بالعديد من المواد المضادة للأكسدة، بما في ذلك حمض الفوليك الذي يساعد الجسم في بناء الخلايا الجديدة وإصلاح الحمض النووي.
6. الأسماك وثمار البحر: غنيةٌ بالزنك والسيلينيوم، وتساعد خلايا الدم البيضاء على إنتاج بروتينات معينة تعمل على تنظيف بعض الفيروسات من الجسم. كما أنّها غنيةٌ بأحماض أوميغا 3 الدهنية، التي تعمل على التقليل من الالتهاب، وزيادة تدفّق الهواء وحماية الرئتين من نزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي.
7. ثمار التوت: تشتهر هذه الثمار بغناها بمجموعةٍ واسعة من المواد المضادة للأكسدة والتي تسهم في القضاء على الشوارد الحُرة Free radicals وحماية الجسم ضد الالتهابات.
8. الشاي الأخضر: غني بالمواد المضادة للأكسدة والأحماض الأمينية، التي تساعد في إنتاج خلايا المناعة التي تحارب الجراثيم.
9. الزنجبيل: يساعد في تقليل الالتهاب، ما يسهم في الحد من التهاب الحلق وأمراض الالتهابات العامة.
10. الكركم (العقدة الصفراء): هذه التوابل ذات اللون الأصفر والطعم المرّ، تم استخدامها لسنوات كمضاد للالتهابات.
نصائح عامة لتقوية جهاز المناعة
1. عدم التدخين.
2. تناول غذاء صحّي يحتوي على الخضار والفواكه.
3. تناول كمية وافرة من السوائل.
4. تجنّب المشروبات الكحولية.
5. أخذ القسط الكافي من النوم.
6. اتباع الخطوات الصحيحة لتجنّب الإصابة بالعدوى كغسل اليدين باستمرار.
7. تنظيف وتعقيم الأسطح التي تُلمَس بكثرةٍ بانتظامٍ، مثل الطاولات، مقابض الأبواب ومفاتيح الإضاءة.
8. التقليل من مستوى الضغط النفسي.
9. ممارسة التمارين الرياضة بانتظامٍ، ما يُساعد على التحكّم بالوزن وإبعاد الأمراض.