- En
- Fr
- عربي
عبارة
شكّل سعي اللبنانيين إلى الاستقلال والحرية سمة بارزة عُرفوا بها خلال حقبات التاريخ المختلفة، وعلى هذا الأساس خاضوا نضالًا طويلًا حافلًا بالتضحيات، فكان العام 1943 شاهداً على تتويج إرادة وطنية عبّرت عن نفسها بقوّة، وتطوّرت بشكل تصاعدي إلى أن تكرّس لبنان وطنًا حرًّا سيّدًا مستقلًّا، واحدًا لجميع أبنائه. ويكتسب الاستقلال هذا العام حلّة جديدة ومظهرًا أكثر تألّقًا لكونه يمثّل اليوبيل الماسي لنيل اللبنانيين حرّيتهم، لذا تداعوا لإقامة المهرجانات وإحياء النشاطات في البلدات والقرى، على الرغم من الظروف الصعبة التي يمرّون بها، وتَزيّن لبنان من أقصاه إلى أقصاه بزينة الاحتفالات. وكان الجيش في صلب هذا العرس الوطني بفعل المبادرات والنشاطات العديدة التي نظّمتها القيادة، والتي لاقت تجاوبًا واسعًا لدى مختلف شرائح المواطنين. التهنئة هي إذًا للوطن والجيش على حدّ سواء، فلا ديمومة للوطن من دون جيش يحميه، وفي الوقت عينه، لا قوّة للجيش من دون التفاف وطني يواكب انطلاقته نحو المعركة واندفاعه في سبيل القيام بالواجب.
اليوم، وفي ظل الظروف الإقليمية الحرجة، يطل العدو الاسرائيلي برأسه ليحاول قضم جزء من أرضنا والاستيلاء على قسم من ثرواتنا، فيسارع الجيش مدعومًا بتضامن شعبي واسع ليفرض الاستقرار على الحدود الجنوبية، ويمنع الخطر من إصابة مؤسسات الدولة ويعطل مقومات استقرارها.
في عيد الاستقلال الخامس والسبعين، يزداد الشعور بالمسؤولية الوطنية، ويزداد تماسك المؤسسة العسكرية، كما تتضافر الجهود ويتبلور الاستعداد للتضحية أكثر فأكثر، وهذه مآثر الشهداء الأبرار تشهد وتنير الدرب.