ذكراهم خالدة

أسماؤهم في الساحات والشوارع والقلوب

في نهر البارد، في عرسال، وفي مواقع أخرى دماء طاهرة سالت لتمنح الحياة والأمان للآخرين وتحمي الوطن أرضًا وكيانًا وشعبًا.
ذكراهم الحاضرة أبدًا في الوجدان أحيتها عائلاتهم برعاية قيادة الجيش، فأطلقت أسماؤهم على أكثر من ساحة وشارع وحديقة... ورفعت من أجلهم الصلوات.

في الذكرى الثالثة لاستشهاده: نصب للعقيد الشهيد داني حرب
برعاية العماد جوزاف عون قائد الجيش ممثلاً بالعميد الركن الياس شامية، أقامت عائلة العقيد الشهيد داني حرب قداسًا لراحة نفسه في دير مار روكز- الدكوانة، ترأسه سيادة المطران سمعان عطالله. أعقب القداس إزاحة الستار عن نصب برونزي للشهيد في الشارع المقابل لمنزله.
حضر الاحتفال إلى جانب العميد شامية السيّدة نعمت عون زوجة العماد قائد الجيش، حشد من السياسيين ورؤساء البلديات والمخاتير وممثلي الأجهزة الأمنية والفعاليات الدينية والإعلامية، بالإضافة إلى ضباط وعائلات الشهداء والعسكريين المخطوفين.
في عظته، قال المطران عطاالله: إنّ عائلة حرب واجهت الواقع بشجاعة لأنها تؤمن أنّ في الشهادة رسالة، طالبًا من الله الرحمة للشهداء والحماية لجيشنا الأبي.
ابنا الشهيد قدّما النوايا خلال القداس. رواد عبّر عن فخره بوالده، أمّا ريان، فقد أخبره بما تغيّر منذ استشهاده وحتى اليوم...

إزاحة الستار
بعد القداس انتقل الجميع لإزاحة الستار عن نصب الشهيد وسط احتفال قدّمته الإعلامية غريس مخايل، وتخلّله كلمة مؤثرة لزوجة الشهيد السيّدة إليونور، وكلمة ممثل قائد الجيش الذي قال: أحيّي فيكم مشاعر الوفاء لرفيقنا في السلاح العقيد الشهيد داني حرب، وأرى أن هذا النصب التذكاري الذي يحمل اسمه، يجسّد التزام المبادئ التي نشأ عليها، والتي زرعها لدى كلّ من عمل معه ورافق مسيرته، ولدى عائلته على وجه الخصوص...
وأضاف قائلًا: في الذكرى الثالثة لاستشهاد العقيد داني حرب، نستذكر بكل فخر واعتزاز مسيرة هذا الشهيد البطل من خطواته الأولى وصولاً إلى استبساله وتضحيته بالذات مع كوكبة من رفاقه في مواجهة الجماعات الإرهابية المجرمة في منطقة عرسال خلال العام 2014، فكانت دماؤه الزكية ودماء شهدائنا وجرحانا، والآلام التي كابدها جنودنا المخطوفون ولا يزالون، فداء للبنانيّين جميعًا، والعنوان الأبرز لتلك الملحمة البطولية التي شكّلت بداية الطريق لتحقيق الانتصار تلو الآخر على الإرهاب.
وتوجّه إلى الشهيد بالقول: أمام هذا النصب الشاهد على مآثرك وإخلاصك، نعاهدك اليوم مجدّدًا بأن نبقى أوفياء للأمانة التي استودعتها جيشك الذي أحببت، وأن نواصل مسيرة الدفاع عن لبنان مهما كلفنا ذلك من أثمان وتضحيات...

آب الشهادة
رئيس بلدية الدكوانة السيّد أنطوان شختورة، ألقى بدوره كلمةً من القلب أكّد فيها أن عيد الجيش لا يمرُ من دون استذكار شهدائه الأبطال، والذكرى نابعةٌ من إيمانٍ عميقٍ بمعانيها وجوهرها وقداستها...
وأضاف: كمْ أنني محظوظٌ اليوم في هذه الوقفةِ أمام نُصب بطلٍ خالدٍ من لبنان، والخلود ليس بالنصب فقط الخلودُ للعقيد داني حرب بدأ لحظة استشهاده عندما اتخذ القرار الصعب بالموت بكرامةٍ مرفوع الجبين، رافضًا الهروب أو الاستسلام...
في الختام، شكرت عائلة الشهيد قيادة الجيش ومديرية الهندسة وفوج الأشغال وكل من ساهم في إنجاز هذا النصب الحلم، وخصّت بالشكر رئيس بلدية الدكوانة الذي قدّم الأرض حيث أقيم النصب، ورئيس مجلس إدارة شركة Alfa السيّد مروان حايك لمساهمته المادية القيّمة، وقدّمت لكل منهما درعًا. كما قدّمت دروعًا لرؤساء بلديات، الجديدة السيّد أنطوان جبارة، الشياح- عين الرمانة السيد إدمون غاريوس، الحازمية السيد جان الأسمر، المنصورية السيّد وليم الخوري وابنه فريد، والسيّدان جهاد حدّاد وزاهر محمود، لدعهمهم الكبير لهذا المشروع.

العقيد نور الدين الجمل: شهادته مشعل يحمله الرفاق
 برعاية قائد الجيش العماد عون ممثلًا بالعميد الركن وليد البرخش، أحيت عائلة العقيد الشهيد نور الدين الجمل الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاده في مسجد الخاشقجي – قاعة البرغوث.
حضر الاحتفال شخصيات سياسية واجتماعية وأمنية ورفاق السلاح والأهل والأقارب.
وقد ألقى العميد الركن البرخش كلمة قيادة الجيش في المناسبة، ومما جاء فيها:
إنّ المآثر البطولية الرائعة التي سطّرها الشهيد بثباته وصموده واستبساله في الميدان، وهو يواجه مع كوكبة من رفاقه الأبطال غدر التنظيمات الإرهابية الحاقدة، لم يطوها النسيان ولن يطويها، بل أصبحت مشعل هداية لرفاق السلاح الذين يواصلون رفع مشعل الشهيد...
وتابع قائلًا: باسم قائد الجيش العماد جوزاف عون، أتوجّه بمشاعر المحبة والتضامن إلى أفراد عائلة الشهيد، كما أحيي الحاضرين جميعًا، وأشكر كلّ من شارك أو أسهم في إحياء هذه الذكرى الطيبة.
تحية إكبار وإجلال لك أيّها الشهيد البطل، حيث أنت في عالم المجد والخلود، ونقول لك: نَم قرير العين مطمئنًا في جنان الخلد، فالجيش لن يغمض له جفن حتى توقيف جميع المعتدين على عسكرييه وتقديمهم إلى العدالة، وما كان إلقاء القبض في مطلع شهر تموز الفائت على أحد المشاركين الأساسيين في ارتكاب جريمة الاعتداء عليك وعلى رفاقك، إلّا خير دليل على ذلك. نحن على العهد باقون وعلى القسم ثابتون وعلى الأمانة محافظون.

... وقداس للرائد الشهيد داني خيرالله
أحيَت عائلة الرائد الشهيد داني خيرالله الذكرى الثالثة لاستشهاده بقداس احتفالي حضره العميد الركن منير سرور ممثلًا العماد قائد الجيش وعدد من الضباط أصدقاء الشهيد وفاعليات بلدية ودينية وإعلامية.
ترأس الذبيحة الأب جهاد صليبا الذي ألقى عظةً تحدّث فيها عن معنى الحرية والشهادة، وإذ اعتبر أنّ الشهيد مملوء بالحب، قال إن العسكري صاحب رسالة وهو يعيش رسالته من أجل الآخرين.
وأضاف: لا أصلّي معكم إلى الله لكي يستقبل داني، فهو ليس بحاجة لوساطتنا، بل شهداؤنا في السماء هم يتوسّطون لنا وهم علامة منظورة تتحوّل إلى حضور ملائكي فيصبح ما عاشوه دافعًا لنا لكي نحبّ الآخر ولكي نتعلّق أكثر بالحياة التي كانوا يدافعون عنها. صحيح أن الألم يبقى موجودًا والبكاء والغصّة تبقى، ولكن ما يعزّيكم على الأقل هو أنّ موت شهدائنا له معنى، وغيابهم هو حضور بذاته لأنه ذو معنى، معنى الحرية.
نصلّي معًا من أجل كل شخص رسالته أن يعطي الحرية للآخرين، فوضع حياته على كفّه وسار في هذا الطريق لكي يدافع عن الآخرين، نصلّي لشهدائنا ولكل من غابوا.
في ختام القداس، وضع ممثل قائد الجيش إكليلاً من الزهر على نصب الشهيد أمام الكنيسة، وقدّمت العائلة للحاضرين صورته محفورة على خشبة أرز تحمل شعار الجيش، كتذكار.
 
 

حديقة إحياء لذكرى النقيب الشهيد أبو غزالة
أحيت بلدة بنعفول – صيدا وعائلة النقيب الشهيد روي أبو غزالة الذكرى العاشرة لاستشهاده بقداسٍ أُقيم في كنيسة البلدة، حضره العميد الركن رينيه حبشي قائد لواء المشاة الخامس ممثّلاً العماد قائد الجيش وشخصيات رسمية ودينية واجتماعية، وفاعليات بلدية واختيارية وحشد من أبناء المنطقة.
وبعد القداس، تمّ وضع حجر الأساس لحديقة عامة تحمل اسم النقيب الشهيد إحياء لذكراه.
وقد ألقى العميد الركن حبشي كلمة اعتبر فيها أنه ليس هناك أعزّ من ذكرى الشهيد وأسمى من مآثره...
وقال: نلتقي وإيّاكم اليوم أهلًا ورفاقًا وأصدقاء، في واحدةٍ من وقفات لشهيدنا البطل النقيب روي أبو غزالة، الذي أبى أن يترجّل عن صهوة جهوده في الميدان إلّا في سبيل لبنان، وهو ملء الثقة بأنّ رايته كما سلاحه سينتقلان من يد رفيقٍ إلى آخر، إلى أن يتحقّق الانتصار النهائي على الإرهاب...
وتابع قائلًا: إنّ في هذه الحديقة التي نضع حجر أساسها اليوم، مزيّنةً باسم شهيدنا البطل النقيب روي أبو غزالة، إشارة واضحة إلى اللحمة المتينة بين الجيش وأهله في المجتمع المدني، وإشارة أيضًا إلى أنّ ما قدّمه الشهداء من تضحيات جسام، سيبقى نابضًا في ضمير كلّ مواطن مخلص.
وختم قائلًا: أتوجّه بالتحيّة إلى عائلة الشهيد الوفيّة، التي أثمر زرعها كرامة وعزّة للجيش والوطن، كما أحيّي جميع الحاضرين وأشكر كلّ من أسهم في إطلاق مشروع هذه الحديقة، والتي ستبقى زهورها على مرّ الزمن فوّاحة بعطر البطولة، شاهدةً على مآثر لا تنسى.
 
نصب تذكاري للعريف الشهيد حسين همدر في بشتليدا
أزيحت في بلدة بشتليدا – قضاء جبيل، الستارة عن نصب تذكاري للعريف الشهيد حسين همدر الذي استشهد في منطقة عرسال بتاريخ 29/3/2014، وذلك خلال احتفال أقيم في البلدة حضره العميد الركن عوّاد نجم ممثلًا وزير الدفاع الوطني يعقوب رياض الصرّاف وقائد الجيش العماد جوزاف عون، وعائلة الشهيد ورفاقه وأهالي البلدة.
تخلّلت الاحتفال عدّة كلمات إلى كلمة قيادة الجيش التي ألقاها العميد الركن نجم.
ومما قاله: نلتقي اليوم أهلًا ورفاقًا وأصدقاء، لنرفع لك نصبًا تذكاريًا أردناه أن يكون رمزًا لمعاني استشهادك، وشاهدًا على عظمة تضحياتك. ومن أمام هذا النصب نعاهدك أن نبقى أوفياء لدمائك ولدماء جميع شهدائنا الأبرار، راسخين كالأطواد في محبة الوطن، وفي التزام معاني الرسالة والقسم.
وأضاف: باسم معالي وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش، أتقدّم من عائلة الشهيد، ومن أنسبائه وأبناء بلدته، في أي مكان، بمشاعر الافتخار، كما أتوجّه بالشكر إلى كلّ من أسهم في تشييد هذا النصب التذكاري الذي سيبقى على مدى الأيام، شاهدًا على تضحيات الشهيد ومآثره الخالدة في سجل المجد والخلود.