- En
- Fr
- عربي
في المواجهة
نوّه قائد الجيش العماد جوزاف عون «بالجهود التي يبذلها عناصر الطبابة العسكرية من ضباط وعسكريين ومدنيين في مواجهة كورونا، للحد من تفشّي الفيروس والاستعداد لكل الاحتمالات»، معتبرًا أنّهم «أثبتوا إخلاصهم لمبادئ الشرف والتضحية والوفاء من خلال السهر على تدابير التصدي للوباء، والقيام بمبادراتٍ لتصنيع مستلزمات الوقاية ومنع انتشار الفيروس داخل المؤسسة العسكرية».
بهذه الكلمات ثمّن العماد قائد الجيش جهود العسكريين العاملين في الطبابة العسكرية، خلال تفقّده مركز كورونا الذي تم تجهيزه لمتابعة الحالات التي تصل إلى الطبابة العسكرية.
هذا الإنجاز الذي حقّقته الطبابة العسكرية، وبدعمٍ مطلق من قيادة الجيش، ترافق مع خطوات متتالية وجهود جبارة لاحتواء الوضع والحد من إمكانات تفشّي المرض، وذلك بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة اللبنانية وبالاستناد إلى المعايير التي تم وضعها لمواجهته.
اعتمدت الطبابة العسكرية استراتيجية متكاملة في مواجهة كورونا، ويخبرنا رئيسها العميد الركن جورج يوسف أنّه «بالإضافة إلى الإجراءات الاحترازية التي اتُّخذت في المرحلة الأولى لاحتواء الفيروس وساهمت في رفع مستوى المناعة إزاء خطره، أنشأت كوادر الطبابة على مختلف أنواعها (لوجستية، طبية وإدارية) غرفة عمليات خاصة بكورونا، مهمّتها تلقّي الاتصالات على مدار الساعة من المراكز الطبية في طبابات المناطق كافة أو من المستفيدين، بغية تخفيف الضغط عن وزارة الصحة العامة ومستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي.
كذلك، تم إنشاء «مركز فحص الكورونا» وهو مستقل عن قسم الطوارئ، وقد جُهّز لمتابعة الحالات التي تصل إلى الطبابة العسكرية، حيث تؤخذ العينات من المرضى وتُرسل إلى مختبر تم تجهيزه بأحدث المعدات لإجراء فحص الـ PCR والذي أصبح بدوره متوافرًا لدى الطبابة.
وفي خطة استباقية في حال وجود إصابات في صفوف العسكريين والمستفيدين، وعدم قدرة مستشفى رفيق الحريري على استيعاب الإصابات، ومن بينها تلك التي تُسجّل في صفوف الجيش، أشار العميد الركن يوسف إلى أنّه تم تخصيص طابق خاص لمرضى كورونا مجهّز بأحدث المعدات المطلوبة، بالإضافة إلى طابق آخر خاص بعزل الأشخاص الذين تبدو عليهم عوارض الفيروس.
أما بالنسبة إلى العلاجات المرتقبة لفيروس كورونا والأدوية المستعملة حاليًا على المرضى، فقد شُكّلت لجنة علمية من الطبابة لمتابعة آخر التطورات بالنسبة للعلاجات وملاحقة الدراسات الواردة من الخارج أو الصادرة من الداخل، كما شُكّلت لجنة مختصة مهمّتها إيجاد أماكن تُستعمل لحجر المرضى.
وشدد رئيس الطبابة على أنّ فيروس كورونا يمكن أن يتعرّض له أي مواطن، وهو ليس مدعاة خجل والجميع عرضة للإصابة به، والإفادة المبكرة عنه ضرورية لحماية الجميع، داعيًا إلى ضرورة التعامل مع التدابير الوقائية بجديةٍ تحسّبًا للأسوأ، فتفشّي العدوى يؤدي إلى صعوبة توفير الخدمة الطبية لأعدادٍ كبيرة.
المبنى الخاص بكورونا
في المرحلة الأولى من تنفيذ الخطة، كان يجري التنسيق مع وزارة الصحة ومستشفى رفيق الحريري الحكومي والصليب الاحمر اللبناني لنقل المصابين من العسكريين أو من المستفيدين إلى المستشفى المذكور. أما اليوم فقد أصبح المستشفى العسكري المركزي جاهزًا لاستقبال المصابين. وبهدف فصل مرضى كورونا عن الحالات الطبية الأخرى (كالقلب، غسل الكلى وغيرها...)، أعلن رئيس المستشفى العميد الطبيب عبد الله علّاوة أنّه تقرّر تخصيص المبنى الخلفي من المستشفى لاستقبال المصابين بالفيروس ومعالجتهم، وتجنّب نقل العدوى إلى المرضى الآخرين. وقد جُهّز المبنى المقسم إلى طابقَين بنظام ضغط سلبي لمنع انتشار المرض، وبنظام تهوئة خاص لتنقية الهواء، بالإضافة إلى أحدث المعدات والأجهزة الطبية الخاصة به لمعالجة جميع المرضى.
الطابق الأول مؤلف من جناح غربي يتم فيه عزل الحالات الحرجة، ويضم سبع غرف تتسع كل واحدة منها لسريرَين، وهي مجهّزة بآلات للتنفّس الاصطناعي والأدوية المحفّزة والمساعدة على العلاج، بالإضافة إلى آلة أشعة متنقلة وأخرى للتصوير الصوتي وجهاز مراقبة لكل الإشارات الحيوية للمريض وكاميرا للمراقبة عن بُعد لمتابعة حالته.
أما الجناح الشرقي المخصص للحالات الطبية العادية، فيجري تحويله إلى غرفة عناية من ستة أسرّة لاستقبال مرضى العناية المركزة، ليصبح العدد الإجمالي ٢٠ سريرًا. وجدير بالذكر، أنّ جميع الأطباء تطوّعوا للعمل في هذا المبنى كما أبدى الممرّضون كل الاندفاع.
وفي التدابير التي اتخذها المستشفى للوقاية من الوباء، تم تركيب كاميرات حرارية حديثة لقياس الحرارة على جميع مداخل الطبابة المركزية وطبابات المناطق، بالإضافة إلى نفق لتعقيم الوافدين. كما تمّ تكليف عناصر على المداخل الرئيسة بمعاينة حرارة الوافدين من عسكريين ومستفيدين، مع حرص شديد على اتباع إرشادات السلامة العامة ومن ضمنها ارتداء القفازات والكمامات.
غرفة العمليات الخاصة بكورونا
مع بدء الخطة التي وضعتها قيادة الجيش لمواجهة فيروس كورونا، تم استحداث غرفة عمليات خاصة بالفيروس التي تعمل على مدار الساعة للاستجابة للطوارئ ومتابعة الحالات على أنواعها. رئيس المركز العقيد إيلي ضرغام يشير إلى أنّ مهمة الغرفة هي تنظيم آلية العمل واحتواء الأزمة والبقاء على جهوزية في حال حدوث أي طارئ. وهو يشرح آلية العمل قائلًا: يتلقّى الطاقم في المركز المؤلف من طبيبٍ وممرضَين مجازَين الاتصالات والاستفسارات والبلاغات لمتابعة الحالات على أنواعها، ويقدّم التوجيه والتثقيف الصحي للمتّصلين بغية إرشادهم والرد على استفساراتهم لتسهيل الوصول إلى الخدمات جميعها، بالإضافة إلى تنسيق عملية نقل المشتبه بإصابتهم والتواصل المستمر معهم (مرة أو مرتين في النهار) بعد التثبت من إصابتهم وخضوعهم للحجر المنزلي، لمتابعة المستجدات والعوارض وإجراء اللازم.
ولفت العقيد ضرغام إلى أنّه «بهدف توحيد الإجراءات وتنسيقها، تم وضع خطوط ساخنة في طبابات المناطق وأخرى في غرفة عمليات كورونا المستحدثة، ما سهّل على المصاب الاتصال المباشر بقطعته إذا كان عسكريًا، فتتصل بدورها بطبابة المنطقة المعنية للاستفسار عن أي طارئ، وإذا كان من المستفيدين يتصل مباشرة بطبابة المنطقة ضمن النطاق الجغرافي الذي يوجد فيه.
عيادة الحرارة وفحص كورونا
من جهة أخرى، أنشأت الطبابة مع بداية الأزمة عيادة الحرارة وفحص كورونا، لتشخيص أي حالة مشتبه إصابتها بالفيروس. وقد شرح رئيسها الملازم أول الطبيب كلود حايك، أنّها عيادة مستحدثة بشكلٍ مستقل ومؤلفة من أربعة أقسام وهي تستوعب نحو ٢٥ مريضًا دفعة واحدة. يتم في القسم الأول استقبال المريض من قبل ممرّض بعد اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة (مراقبة الحرارة، تعقيم اليدين، لبس الكمامة وغيرها) وتعبئة استمارة حول المعلومات الضرورية بهدف متابعة وضعه والتواصل معه لا سيما في المراحل اللاحقة. في القسم الثاني (عيادة الـ Triages) يخضع المريض إلى فحص سريري يقوم به طبيب مختص يقرر بحسب نتيجته ما إذا كان المريض بحاجةٍ إلى سحب العينات PCR أو البدء بإجراءات العزل والتعقب والتوعية، فيحوّله عندئذٍ إلى القسم الثالث المعني بهذا الإجراء واتخاذ الخطوات اللاحقة. في القسم الرابع يقوم طبيب مختص يعاونه ممرض بسحب العينات بطريقةٍ تراعي المعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العامة والتعليمات الطبية.
المختبرات العسكرية المركزية
يتم إجراء فحص الـPCR في المختبرات العسكرية المركزية، وقد استُحدثت لإجرائه وحدة جديدة. أمّا العسكريون العاملون في المختبر فتابعوا تدريبات خاصة لإجراء فحوصات الـ PCR ما زاد من قدرتهم وكفاءتهم لإجراء الفحوصات بإشراف طبيب المختبر المختص.
ويشير رئيس المختبرات العسكرية المركزية الرائد حبيب عبدو أنّه بعد أخذ العينات والتي تصل في اليوم الواحد إلى أكثر من ٢٠٠ فحص، يتم إغلاقها ونقلها إلى المختبر، ثم فحصها بعد ذلك على دفعات.
أخيرًا، الجولة في المركز الخاص بكورونا في المستشفى العسكري المركزي تظهر حجم العمل الذي أُنجز لتكون الطبابة العسكرية جاهزة للنهوض بأعباء مواجهة الفيروس، وهو عمل يعزز الثقة بالقدرة على المواجهة وكسب المعركة، فجيشنا لم يقصّر مرة في مواجهة الاستحقاقات، وهو لن يقصّر الآن.
الجيش يتسلّم هبة أميركية وأخرى فرنسية
في إطار مواجهة كورونا، تسلّمت وحدات من الجيش اللبناني في إطار برنامج التعاون العسكري – المدني CIMIC، نحو ١٧٠٠٠ كمامة طبية و١٢٠٠٠٠ زوج من القفازات الطبية قدّمتها وحدة التعاون العسكري – المدني في السفارة الأميركية CMSE، وتم توزيعها على العسكريين للوقاية من فيروس كورونا.
كذلك، زار الملحق العسكري الفرنسي العقيد Fabrice Chapelle مختبر المستشفى العسكري المركزي، واطلع على المهمات التي ينفّذها لمكافحة فيروس كورونا، وأعلن عن تقديم هبة قوامها ٢١٣٠ فحصًـا مخبريًـا PCR لكشـف الفيروس.
للمستفيدين من الطبابة العسكرية عند الشعور بأي من عوارض الكورونا الإتصال بالأرقام الساخنة التالية:
بيروت: ٣٨٦٠٠٢ /٠١ - ٣٨٦٩٢٥ /٠١ - ٣٨٦٦٢٩ /٠١
البقاع: ٩٠١١٧٧ /٠٨ - ٩٥١٢٠٦ /٠٨
الشمال: ٣٩٠٨١٨ /٠٦
الجنوب: ٧٥٢٨٣٩ /٠٧
جبل لبنان: ٢٢١٧٠٤ /٠٩