- En
- Fr
- عربي
زيارة القائد
الجيش على استعداد دائم لدرء الأخطار المحدقة بالوطن وعدم السماح بجعله مرة جديدة ساحة لتصفية حسابات الآخرين
تلبيةً لدعوة رسمية من قيادة الجيش البريطاني، توجّه قائد الجيش العماد جان قهوجي إلى المملكة المتحدة، في زيارة رسمية هدفت الى بحث سبل تطوير علاقات التعاون العسكري بين الجيشين اللبناني والبريطاني وتعزيزها. استمرت الزيارة من 23/9/2012 وحتى 2/10/2012، والتقى خلالها العماد قهوجي عددًا من كبار المسؤولين العسكريين البريطانيين. كما حضر القائد حفل استقبال أقامته على شرفه سفيرة لبنان في المملكة، حيث التقى حشدًا من أفراد الجالية اللبنانية في بريطانيا وفعاليات رسمية واغترابية.
لقاءات وزيارات
شملت زيارة القائد لقاءً في مبنى وزارة الدفاع البريطانية في العاصمة لندن مع رئيس أركان الدفاع الجنرال David Richards Sir ونائبه اللواء Richard Barrons، ثم مساعد وزير الخارجية لشؤون الدفاع اللورد Astor of Hever، ومستشار الأمن القومي Sir Kim Darroch، وتناول البحث العلاقات الثنائية بين الجيشين ومواضيع ذات اهتمام مشترك، وتم التوافق على تعزيز المساعدات البريطانية للجيش اللبناني في مجالات التدريب واللوجستية والتسليح.
كما زار قائد الجيش والوفد المرافق الكلية الحربية الملكية (Sandhurst)، حيث كان في استقباله قائدها Major General Tim Evans، بالإضافة إلى زيارته عددًا من المواقع التدريبية واللوجستية ومتحف تشرشل التاريخي، حيث جال في أقسامها واطلع من مسؤوليها على إيجاز عن عملها ونشاطاتها المختلفة، والتقى عددًا من الضباط اللبنانيين الذين يتابعون دورات دراسية فيها واطلع على أوضاعهم، ثم عقد غداء عمل مع الجنرال Richards بحضور كبار ضباط القوات المسلحة البريطانية وسفيرة لبنان في بريطانيا السيدة إنعام عسيران، والسفير البريطاني في لبنان السيد Tom Fletcher.
حفل تكريم وكلمة للقائد
بمناسبة الزيارة أقامت السفيرة عسيران، حفل استقبال على شرف قائد الجيش والوفد المرافق، حضره حشد من أفراد الجالية اللبنانية في بريطانيا وفعاليات رسمية واغترابية، وقد ألقى العماد قهوجي كلمة بالمناسبة أشاد فيها بارتباط أبناء الجالية بوطنهم الأم، ورسالتهم الحضارية في عالم الانتشار، لافتًا إلى أن وعي اللبنانيين بجناحيهم المقيم والمغترب والتفافهم حول المؤسسة العسكرية، كفيلان بأن يتجاوز لبنان المرحلة الدقيقة التي يمرّ بها بأقل الأضرار الممكنة، ومؤكدًا استعداد الجيش الدائم لدرء الأخطار المحدقة بالوطن، وعدم السماح بجعله مرة جديدة ساحة لتصفية حسابات الآخرين.
وهنا النص الكامل للكلمة:
سعادة السفيرة إنعام عسيران أبناء الجالية اللبنانية أيها الحضور الكريم
يطيب لي أن ألتقي بكم أنتم أبناء الجالية اللبنانية في بريطانيا التي كانت سبّاقة في تجسيد المبادئ الوطنية من خلال تواصلها مع الوطن الأم ومن خلال إخلاصها لدولة بريطانيا الصديقة.
أيها الحضور الكريم
بالأمس حلّ قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر في لبنان، في زيارة بالغة الأهمية في معانيها وتوقيتها، ولاقت ترحيبًا حارًّا من جميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم. وإذ أعاد البابا تأكيد أهمية لبنان ورسالته الحضارية والإنسانية، إلاّ أنه شدّد على دعوة الشباب اللبناني والعربي إلى التجذّر بأرضهم وعدم الهجرة.
وأنا إذ أخاطبكم أنتم المغتربين الذين دفعتكم الحرب والوضع الاقتصادي إلى الهجرة، أدعوكم إلى عدم التخلي عن لبنان... وعن هويتكم اللبنانية وجنسيتكم. فدوركم الذي تقومون به في التواصل مع لبنان والدفاع عن قضاياه المحقّة لا بدّ أن يقترن بحملكم أنتم وأولادكم الهوية اللبنانية والدفاع عنها أيًا كانت انتماءاتكم الطائفية والسياسية.
إن رسالتكم كمنتشرين في العالم، تتعدى ما يسعى البعض إلى تصويره من حاجة لبنانية إلى المغتربين كرأسمال اقتصادي. إن دوركم حيوي بالنسبة إلينا نحن المقيمين، للحفاظ على موقع لبنان الريادي ووجهه الحضاري في ميادين الإبداع والعطاء والمشاركة في نهضة بلدكم المضيف، ودعم وطنكم الأم بأفكاركم وأحلامكم.
إنكم تتابعون بلا شكّ ما يحصل من أحداث يومية في لبنان، وتلك التي تشهدها البلدان العربية المجاورة ولا سيّما سوريا، وانعكاساتها على الساحة اللبنانية.
إن الجيش اللبناني الذي نجح في كسر يد الإرهاب، في مخيم نهر البارد، ونجح في تطبيق القرار 1701 الدولي في جنوب لبنان بالتعاون مع القوات الدولية «اليونيفيل» يعمل جاهدًا بالإمكانات المتوافرة والضئيلة على ضبط الأوضاع الأمنية على الحدود وفي الداخل.
إن التحديات كثيرة، فإسرائيل لا تزال تتربص بنا، والأحداث في سوريا ترخي بظلالها علينا، والمنظمات الإرهابية تسعى إلى ضرب الروح اللبنانية، لكن الجيش نجح إلى حدٍّ كبير في الحفاظ على السلم الأهلي، وضبط الحدود وتطويق أحداث طرابلس ووقف عمليات تهريب الأسلحة وغيرها من الأحداث الأمنية.
ودور الجيش أيضًا، يكمن في الحفاظ على الديمقراطية والحرية في لبنان، وهو مؤتمن عليهما كما هو مؤتمن على السيادة والاستقلال.
أعاهـدكم اليوم أن لا عودة إلى الوراء، والجيش لن يسمح أن يكون مكسر عصا أو أن يكون لبنان مرّة أخرى ساحة لتصفية الحسابات أو مقرًّا لتصدير الفتنة أو استيرادها.
وكلّي ثقة بأن لبنان سيتجاوز هذا الوضع الدقيق بأقل الأضرار الممكنة بفعل وعي أبنائه، وأنتم في مقدمهم، والتفافهم حول مؤسستهم العسكرية.
عشتم
عاشت الصداقة اللبنانية البريطانية
عاش لبنان