- En
- Fr
- عربي
تحقيق عسكري
القوات الجوية هي أحد الأذرع الرئيسة لكل الجيوش. في لبنان، ومع تطور الأحداث منذ العام 2000 والحرب غير المتماثلة التي يقودها جيشنا ضد الإرهاب والمتطرّفين، كان للقوات الجوية الأثر الكبير في حسم معظم المعارك التي وقعت منذ تاريخه ولمّا تزل.
قائد القوات الجوية العميد الركن الطيار غسان شاهين يضيء على مهماتها وواقعها وعلى الخطة الموضوعة لتطويرها.
القوات الجوية ومهماتها
بداية, يوضح قائد القوات الجوية العميد الركن شاهين أن الأجواء اللبنانية منطقـة جوية واحدة تتبع لقائد القوات الجوية وتتم السيطرة عليها من قبل قيادة القوات الجوية والقواعد الجوية (رياق - بيروت - حامات - القليعات).
وإضافة إلى القواعد الجوية، تتبع للقوات الجوية وحدات أخرى، ومنها:
- مدرسة القوات الجوية، وهي القطعة المسؤولة عن تدريب الطيارين والملاحين والمراقبين والفنيين وإعدادهم.
- مصلحة عتاد الجو، وهي القطعة اللوجستية التي تهتم بتحضير موازنة القوات الجوية السنوية، وبإعداد طلبات لقطع الغيار المطلوبة والعدة اللازمة لذلك.
- كتيبة الرادار، وهي القطعة المسؤولة عن تشغيل الرادارات والاتصالات في القوات الجوية.
وقد ألحق في الفترة الأخيرة بالقوات الجوية كتيبة الحراسة والمدافعة عن مطار رفيق الحريري الدولي لكنها عملانيًا تتبع لجهاز أمن المطار.
في المقابل تنتشر أسراب الطائرات والطوافات في القواعد الجوية وتنفّذ المهمات الآتية:
- المحافظة على سلامة المجال الجوي الوطني عبر مراقبة الأجواء الوطنية.
- تقديم الدعم الجوي للوحدات البرية والجوية الصديقة (دعم ناري - عمليات مجوقلة...).
- تنفيذ مهمات أخرى وهي على سبيل المثال لا الحصر:
مكافحة التهريب الجوي والبري، تنفيذ عمليات بحث وإنقاذ بري وجوي، ومساندة الوزارات المختلفة في تنفيذ مهماتها (إطفاء حرائق - رش مبيدات - تصوير جوي - مواكبة شخصيات - المساعدة عند حدوث كوارث طبيعية...).
مهمات دقيقة في الحرب على الإرهاب
في العــام 2000، شــاركت القوات الجوية بما عرف بمعركة جرود الضنية، حيث نفّذت إنزالات لعناصر الفوج المجوقل ومغاوير البحر قرب مراكز المسلّحين، مما ساعد على تطويقهم والقضاء عليهم، كما كانت لها مهمات متعددة في ذلك التاريخ.
أما أهم المعارك التي شاركت فيها القوات الجوية حديثًا، فكانت معركة نهر البارد (2007)، وقد كان للقوات الجوية الدور الحاسم في إنهاء هذه المعركة عبر تدمير مراكز الإرهابيين وابتكار طرق جديدة للقصف بواسطة المروحيات بصورة دقيقة، الأمر الذي أشادت به القوات العربية والأجنبية الصديقة. ومنذ ذلك التاريخ تعمل القوات الجوية بصورة متواصلة على تطوير قدراتها وإمكاناتها، وزيادتها، حتى باستعمال الأسلحة القديمة العائدة للطائرات النفاثــة، على الطوافــات.
في تطوّر مستمر
يؤكّـد العميد الركن شاهين أنّ التطور الذي شهده استخدام الطيران في الحروب الجديدة، أخذ مداه أيضًا في القوات الجوية اللبنانية بدءًا من العام 2009، وذلك بفضل استخدام طائرات المراقبة الحديثة Cessna Caravan والتي بإمكانها مراقبة سير المعارك لفترات طويلة ونقل الصور مباشرة إلى مراكز القيادة والسيطرة، وضرب الأهداف بصورة دقيقة جدًا (أسلحة دقة عالية).
تشارك القوات الجوية بجميع وسائلها الجوية من طائرات استطلاع وطائرات مسيّرة عن بعد وطوافات قتالية (غازيل وبوما مسلّحة محليًا) في التصدي لهجمات المجموعات الإرهابية المسلّحة، وفي دكّ مراكز المسلّحين ومطاردتهم أينما وجدوا.
وتدخّل القوات الجوية في بعض المراحل، يكون حاسمًا في المعركة، وهذا ما حدث في تلّة الحمرا في جرود رأس بعلبك. ومعلوم أن سلاح الجو اللبناني شارك في معركة عرسال وجرودها منذ اليوم الأول لاندلاعها (2 آب 2014)، وكذلك الأمر بالنسبة إلى جرود رأس بعلبك.
ويقول قائد القوات الجوية إن خطة تطوير هذه القوات تقضي بالحصول على أسلحة جديدة عبر الهبة المقدمة من المملكة العربية السعودية. وتشمل هذه الأسلحة: سبع طوافات جديدة من نوع «Cougar»، ورادارات للمراقبة والإنذار تغطي الأراضي اللبنانية، إضافة إلى رادارات ملاحية للقواعد الجوية، وشبكة صواريخ أرض- جو قصيرة المدى، ومدافع مضادة للطائرات، وشبكة اتصالات مشفّرة.
وبموجب الخطة أيضًا، تحصل القوات الجوية على أسلحة أميركية جديدة قوامها ست طائرات «Super Tucano» مسلّحة للدعم الجوي القريب، وثمان طوافات قتالية خفيفة نوع «بل»، وذلك ضمن هبة المليار دولار الإضافية التي قدمتها المملكة العربية السعودية.
وفي الختام، يعقد قائد القوات الجوية آمالاً كبيرة على العنصر البشري المميز في هذه القوات، ويؤكد أن لا مشكلة أبدًا في استقبال العتاد الجديد، فالطيارون والفنيون على درجة عالية جدًا من الكفاءة والالتزام، مما يؤمن الاستخدام الأمثل لأسلحة القوات الجوية.
محطات تاريخية
أول طائرة حلّقت في سماء لبنان، كانت فرنسية وهبطت في بيروت في 25 كانون الأول 1913 بقيادة الطيّار فيدرين. أما الطائرة الثانية فكانت تركية بقيادة الضابطين فتحي وصادق وحلّقت في سماء لبنان في 13 شباط 1914.
تأسّس سلاح الجو في الأول من حزيران 1949 في قاعدة رياق الجوية وكلّف المقدم إميل البستاني بقيادته.
رفدت القوات الجوية منذ نشأتها بأنواع عديدة من الطائرات والطوافات، واعتبر تاريخ 20 حزيران من كل عام عيدًا للقوات الجوية، وذلك بعد أن شاركت هذه القوات في احتفال في حضور رئيس الجمهورية في العام 1955 وقامت بعروضات مميزة.
شعار القوات الجوية
في العام 2014 تم تغيير شعار وبيرق القوات الجوية ورايات القطع والقواعد الجوية لتصبح على الشكل الآتي:
قاعدة بيروت الجوية
• رأس الأفعى « Viper»:
يرمز إلى السرعة والدقة والقدرة على التمويه الجيد والحنكة في التعامل مع العدو والقدرة على تنفيذ الضربات الاستباقية الشرسة.
• بيرق القوات الجوية:
- الخلفية الزرقاء: ترمز إلى سماء لبنان.
- إكليل الغار: يرمز إلى الشموخ والإباء.
- النسر: يرمز إلى التحليق عالياً والعين الثاقبة.
- الدائرة الحمراء بداخلها مثلث أبيض يتوسطه دائرة خضراء «دلتا»: ترمز إلى الشعار العالمي للطيران.
- الأرزة الخضراء: تمثل أرز لبنان الشامخ.
- الشريط الأحمر والأبيض: يرمز إلى العلم اللبناني.
قاعدة رياق الجوية
• رأس الغزال:
يرمز إلى الدقة في تحديد الهدف والسرعة في التنفيذ والخفة والمرونة في المناورة.
قاعدة حامات الجوية
• التنين:
يرمز إلى القوة والسيطرة، واللهب الأحمر يرمز الى غزارة النيران.
كتيبة الرادار
• الرادار:
يرمز إلى مهمة الكتيبة الأساسية في حماية الأجواء اللبنانية والبحث والإنذار المبكر عن العدو الجوي وتدميره.
قاعدة القليعات الجوية
• العقرب:
يرمز إلى الوجود في منطقة نائية ذات طبيعة قاسية ووعرة، كما يرمز للمادة السامة التي تستخدم للدفاع عن النفس ولمحاربة يد الغدر.
مصلحة عتاد الجو
• الطائرة والكرة الأرضية:
ترمز الطائرة العسكرية إلى مصلحة عتاد الجو التي تبحث على كامل الكرة الارضية لتأمين الدعم اللوجستي للقوات الجوية.
مدرسة القوات الجوية
• النسر:
يرمز إلى عالم الطيران فهو يقود بعزم نحو تحقيق أهدافه وصقل مهاراته وينقض على العلم والمعرفة وينهل منهما.
• الكتاب:
يرمز الى متابعة العلم والمعرفة على الصعيدين الأرضي والجوي.
• الطوافة:
ترمز الى الطيارين والفنيين الذين يتم تخريجهم من المدرسة.