- En
- Fr
- عربي
أفلام في الذاكرة
من «والديأنا فخور بك» إلى «براعم نوّار» وأفلام أخرى
خلال ستينيات القرن الماضي تجوّلت كاميرا المخرج جورج نصر، في قطع الجيش اللبناني وبين عسكرييه، راصدة نشاطاته ودوره على الصعيدين العسكري والمدني. وكانت النتيجة عدة أفلام قصيرة أنتجتها مديرية التوجيه. أحد هذه الأفلام «براعم نوّار» مثّل لبنان رسميًّا في مهرجان «فرساي» للسينما العسكرية.
والدي أنا فخور بك
في ستينيات القرن الماضي، وتحديدًا في العام 1967، طلب النقيب جان خوري (مديرية التوجيه) من المخرج جورج نصر إعداد أفلام قصيرة عن الجيش اللبناني، وإبراز دوره العسكري وكذلك الإنمائي في المجتمع اللبناني. استمر هذا التعاون بين الطرفين نحو ثمان سنوات وكانت باكورته الفيلم القصير (20 دقيقية) «والدي أنا فخور بك» الذي تمحورت قصته حول رقيب في الجيش اللبناني يؤدي خدمته العسكرية على الحدود اللبنانية - الفلسطينية، وإبنه المراهق (14 عامًا) يراسله بصورة مستمرة. ومن خلال كتابة الرسائل والردّ عليها، يتمّ استعراض نشاطات الجيش العسكرية والإنمائية، وأهمية دوره في المجتمع اللبناني.
نهاية الفيلم كانت اللقاء المؤثّر جدًا بين الأب العسكري والإبن وقد أدّى دور الإبن إيلي النمري إبن الممثلة القديرة الراحلة عليا النمري التي كانت تساعد ابنها في كتابة الرسائل، كما أن قسمًا من أحداث هذا الفيلم صوّر في منزلها.
معمودية النار
في العام 1968 تمّ إعداد فيلم «معمودية النار» (عشر دقائق)، الذي سلّط الضوء على تفاصيل وقائع معمودية النار. أبطاله عناصر من الجيش اللبناني من مختلف القطع والوحدات، صوّر في أحد حقول الرماية العسكرية، واعتبر مميّزًا جدًا، لما أظهره من احترافية عالية لدى الجيش اللبناني ومن دقة بإطلاق النار فور صدور الأوامر.
رجل أمام دبابة
في العام 1969 كان فيلم «رجل أمام دبابة»، أبطاله عناصر من الجيش اللبناني. لم تستغرق أحداث قصّته أكثر من خمس دقائق، بحيث أنها تمحّورت حول عسكري يجلس في حفرة ويحمل بيده قنبلة مولوتوف (Molotof)، وعند وصول إحدى دبابات العدو إلى نقطة محددة، رمى العسكري القنبلة على مؤخّرتها، حيث خزّان الوقود، فاشتعلت بالكامل.
أظهر هذا الفيلم دقة عناصر الجيش اللبناني في التصويب على الأهداف، وما يمكن أن يقوم به رجل واحد في مواجهة دبابة.
رادار
«رادار» (1974)، فيلم قصير (عشرون دقيقة)، تدور قصته حول رادار الجيش الذي كان موقعه في أعلى تلّة في منطقة الباروك. وقد ركّز الفيلم على التقنيات والتجهيزات العالية التي تميّز بها الرادار، الذي كان يمثّل قيمة دفاعية عالية تشمل سبعة مواقع عسكرية، ويصل مدى إحداثياته إلى 1500 متر.
ومعلوم، أن طائرات العدو الإسرائيلي، قصفت هذا الرادار لكنها اضطرت إلى الارتفاع 2 كيلو متر في الجو لتتمكن من التقاط ذبذباته وقصفه.
تمّ التصوير داخل موقع الرادار ولفترة وجيزة جدًا، نظرًا لدقة عمله، واختتم الفيلم بلقطة رائعة عند مغيب الشمس.
براعم نوّار
«براعم نوّار» من أهم الأفلام التي أعدّها المخرج جورج نصر وأنتجتها مديرية التوجيه، وقد مثّل هذا الفيلم لبنان رسميًّا في مهرجان فرساي للسينما العسكرية، ونال إعجاب لجنة التحكيم وإعجاب الضباط الأجانب الحاضرين. وعدم حصوله على أي من الجوائز الثلاث كان مفاجأة كبيرة. وبعد انتهاء الحفل اتضحت الأسباب، فقد قال رئيس لجنة التحكيم للمقدم خوري: «براعم نوّار» هو من أفضل الأفلام التي عرضت في المهرجان، ولكن مراعاة للحساسية الموجودة في منطقة الشرق الأوسط، لم يحصل على أي جائزة.
الهدف من هذا الفيلم إبراز الدور الذي يضطلع به الجيش خلال الكوارث الطبيعية. وتدور أحداثه في منطقة بقاعكفرا، حيث أدّت عاصفة ثلجية قوية إلى عزل المنطقة. تدخّل الجيش لفتح الطرقات وتأمين المواد الغذائية للمواطنين، إضافة إلى أجهزة للتدفئة وبطانيات... ولكن الوضع تعقّد مع شعور امرأة بآلام المخاض. وكان الحلّ بنقلها إلى إحدى مستشفيات المنطقة بواسطة طوّافة عسكرية. أدّت دور المرأة الحامل عليا النمري.
أفلام أخرى
لقد أعدّ المخرج جورج نصر عدّة أفلام أخرى عن الجيش أحدها كان موضوعه فوج المغاوير بتدريباته القاسية التي تؤهّله لمواجهة التحديات وتكسبه قدرات قتالية عالية. كما تناول في فيلم آخر احتفال تقليد السيوف للضباط المتخرجين من المدرسة الحربية في الأول من آب، وأعدّ فيلمًا عن سلاح الطيران في الجيش، يظهر التناغم والتنسيق في أداء قطعه المختلفة (المدفعية، البحرية، سلاح الجو، وفصائل الألوية المقاتلة)، خلال تنفيذ أي مهمة (إنقاذ، دفاع أو عملية عسكرية خاصة). ويقول جورج نصر إن هذا الفيلم كان من أصعب الأفــلام التــي نفّذهــا لمصلحــة الجيــش.
إندلاع الحرب اللبنانية في العام 1975، وضع حدًا لهذه التجربة التي يعتبرها نصر تجربة مميّزة ومشرّفة في مسيرته السينمائية.