- En
- Fr
- عربي
متقاعد يتذكّر
المعلم الذي صار عسكرياً
كان يمارس مهنة التعليم ويعيش في بلدته بهدوء. راوده حلم الانضواء في الجيش والانتقال من صفوف التعليم إلى صفوف العسكر، فلم يتأخر في تحقيق مشروعه.
المعاون الأول مراد مهنا، يتحدث في هذه السطور عن حياته في مؤسسة كانت بالنسبة إليه عائلة حقيقية.
كان عمري 19عاماً وكنت قد بدأت حياتي المهنية بعد تخرجي من المدرسة أستاذاً في مدرسة خاصة، براتب 75 ليرة لبنانية.
وكنت أعيش في بلدتي أبلـح هانئـاً، إلا أن صوت الوطـن نادانـي فتركت عمـلي وتوجهت مع شـلة من أصدقائـي في الضيـعة الى ثكنـة أبلـح، حيـث قدّمـنا أوراقـنا واتخـذت الاجـراءات الـلازمة لتـطويعنا.
في ثكنة الشيخ عبد الله في بعلبك تابعت دورة الأغرار التي تخرّجنا منها رجالاً أشدّاء جاهزين للبدء بخدمة الوطن الغالي.
بعد انتهاء الدورة شكّلت الى فوج الإشارة أو المخابرات كما كان يسمى في السابـق، حيث بقيت نحو 13 سنة في الفوج الذي كان مركزه في ثكـنة الفيّاضية. بعدها شكلت في العام 1983 إلى مديريـة المخابرات وبقيت أمين سـر في غـرفـة العملـيات حتى العام 1993، حين انتقلت الى اللواء الخامس، الذي كان متمركزاً في صربا. ثم انـتقلت مع الفوج الى أماكن عدة، من هنري شهاب الى النبطية والغازية - صيدا، وكفرشخنا وزغرتا، حيث عملت كمحاسب معدات وكرتيب للسرية، وبقيت في هذا المركز حتى تسريحي في الأول من تشرين الأول 1989.
وتدرّجـت في الرتـب منذ العام 1970حين أصبحت جنـدياً أول إلى أن سرّحت برتبة معاون أول.
ويتـابع المعاون الأول مهنا قائلاً: في بداية حياتي العسكرية مارست مهنتي السابقة فقد كنت أعطي دروساً في الدورات التي يقيمها الجيش لمحو الأمية. وخلال سنوات الخدمة عايشنا الكثير من الأحداث المهمة والتجارب الصعبة.
في أيامــنا كانت الحـياة العسـكرية قاسـية لجـهة تطـبيق القوانـين، لكن الحياة الاجتماعية كانـت حـلوة، فقد كنا نشعر اننا بالفعل اخوة وعائلة واحـدة، أيام العـطلة كانت تمـر ثقيـلة بعيداً عن العـمل والرفـاق... لقد قضـيت 30 سـنة من الجـيش أتعامل خلالها مع أشخاص أحببتهم وقضـيت معـهم وقـتاً أطـول مما قضيته مع عائلتي.