trending

برنامج Zoom حلّ مؤقت أم واقع دائم؟
إعداد: الرقيب أول جيهان جبور

فرضت جائحة «كورونا» آثارها القوية في كل المجالات، ليبدأ الإنسان بالبحث عن كل ما هو متاح لتنظيم حياته. على صعيد الدراسة والعمل، شهدت منصّات البث المباشر عن بُعد نجاحًا لافتًا، حيث جمعت عشرات الأشخاص من أماكن مختلفة في لحظة مباشرة واحدة. ومن هذه المنصّات Zoom التي بدأت بشكلٍ ناجح ثم تراجع الإقبال عليها.

 

تأسست شركة «زوم» في سان خوسيه في كاليفورنيا في العام 2011 على يد مهندس رئيس من سيسكو سيستمس ووحدة أعمالها التعاونية «ويب أكس». وبدأت الخدمة في العام 2013 جامعة مليون مشارك.

يُستخدم هذا البرنامج لتنظيم الاجتماعات واللقاءات حيث يساعد المعلم والمحاضر ورجل الأعمال على تنظيم اللقاءات بجودةٍ عالية وبشكلٍ مجاني، مع إمكان مشاركة الملفات مع الحاضرين في اللقاء بشرط أن يكون لكل فرد حسـاب خـاص به.

ومع انتشار فيروس كورونا COVID-19، اعتمد الكثير من الشركات والجامعات سياسات تنظيم الدروس والاجتماعات الإلكترونية عن بُعد. وبالتالي، ازداد عدد الذين يستخدمون هذه المنصة في العالم الافتراضي. يتيح هذا البرنامج التواصل بين أكثر من 100 متصل معًا من دون أن ينتقص ذلك من جودة الخدمات التي يقدّمها.

 

ما له وما عليه

مثل أي تكنولوجيا، لهذا التطبيق إيجابيات استفاد منها المستخدمون، وسلبيات راحت تظهر ملامحها مع الوقت.

الميزات:

• هو تطبيق مجاني ومتاح في متجرَي Apple و Google Play، فهو يعمل على أنظمة التشغيل كافة باختلاف أنواعها مثل: Android ،Windows ،Mac ،iOS.

• يقدّم جودة عالية ودقة في الصوت والصورة (HD).

• لا يحتاج استخدام التطبيق سوى لبريدٍ إلكتروني أو أحد حسابات برامج التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك.

• هو منصة بسيطة وسهلة الاستخدام، ويسمح بإرسال رسائل جماعية وصور.

• يقدّم خاصية ملء الشاشة وعرض مختلف الفيديوهات، ومشاركة الشاشة Share Screen مع باقي أطراف الاتصال بوضوحٍ تام.

• يتيح التطبيق إنشاء غرف للاجتماع والانضمام إليها بالصوت والصورة، كما يتيح تسجيل هذه الاجتماعات وحفظها على الكمبيوتر للاستفادة منها وولوجها لاحقًا.

• يقدّم إمكان الحضور كمشاهدٍ فقط، كما يمكّن مضيف المكالمة من كتم صوت أي متصلٍ أو إخراجه من المكالمة في أي وقتٍ.

• يمكن الانضمام إلى المكالمة على هذا التطبيق عن طريق الاتصال الهاتفي.

 

المساوئ:

على الرغم من الميزات التي يتمتع بها هذا التطبيق إلا أنّه يعاني عدة شوائب قد لا تشجّع المستخدمين على تنزيله. فالباحث Jonathan Leitschuh، وهو أحد أعضاء فريق الأمن في شركة Gradle، اكتشف أنّه عند تحميل هذا البرنامج على جهازٍ من نوع Mac من شركة Apple، يُحمَّل معه وبشكلٍ تلقائي خادم ويب خفي يعرّض المستخدم للاختراق ويسهّل دخول المصادر والمعلومات المشتركة. وبالتالي، يصبح الحساب والجهاز الخاص ساحة مفتوحة للقرصنة، حتى وإن تمت إزالة التطبيق بأكمله عنه، إذ يبقى خادم الويب الخفي موجودًا ويكون قادرًا على إعادة تحميل التطبيق في حال تم إلغاؤه.

بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن إجراء أي اجتماعٍ أو انضمام المشاركين إليه إلا في حالة استعمالهم التطبيق نفسه، وتطبيق زوم لا يعتمد اللغة العربية، ما شكّل عائقًا أساسيًا بالنسبة للكثيرين.

على الرغم من أنّ التطبيق مجاني للتحميل، إلا أنّ إضافة أي ميزة إلى الحساب الخاص قد تتطلّب كلفة إضافية، الأمر الذي قد يُبعد المستخدمين.

 

نحو الحظر؟

في آذار من العام 2020، أطلق المدعي العام لولاية نيويورك James Letitia تحقيقًا حول ممارسات الخصوصية والأمان المستخدمة في مراكز بيانات تطبيق Zoom. فبعد التنبّه لخطورة هذا البرنامج، تم حظر استخدامه من قبل عدة دول مثل الولايات المتحدة وأستراليا والهند وألمانيا... لأنّه يسمح للمقرصنين عبر الإنترنت بالولوج إلى المعلومات الخاصة.

وفي سنغافورة، تم وقف استخدام تطبيق زوم للتعلّم عبر الإنترنت بعد أن اخترق قراصنة أحد الدروس وأظهروا صورًا مخلّة بالآداب العامة للطلاب. وازداد بشكلٍ ملحوظ خلال الأيام الأخيرة ما يُطلق عليه «قصف زوم» (zoombombing)، وهو وجود ضيوف غير مرغوب فيهم يتطفلون على اجتماعات الفيديو.

 

حل مناسب في زمن الأزمات

من جهتها، تجد معلمة صفوف متوسطة أنّ هذا البرنامج كان الحل الأنسب بالنسبة إليها لا سيما وأنّه لم تمضِ ثلاثة أشهر على وضعها مولودتها الأولى، وقد شعرت بالراحة لاعتماد هذا البرنامج للتدريس، خصوصًا مع الارتفاع الخطير لإصابات كورونا، وتعليق الدوام في المدارس والجامعات.

وتشير المعلمة إلى أنّ هذا النظام التعليمي الجديد قد لا يكون بالتجربة الناجحة من المرة الأولى، فالتلميذ يجد صعوبة في التركيز لمدة 40 دقيقة سواء كان في الصف أم في المنزل، وقد تكون الصعوبة أكبر في البيت. لكنّها ترى من ناحية أخرى، أنّ اعتماد التكنولوجيا الحديثة في التعليم يسهم في تطوير قدرات المعلم، ويعزز دوره في العملية التعليمية، كما يعزّز التفاعل بين الطلاب والمعلمين.

من جهتها، ترى موظفة في شركة سياحية أنّ برنامج زوم يسهّل عليها التواصل مع البلديات وهيئات المجتمع المدني، إلا أنّ مشكلته الأساسية تكمن في مدّته التي تبلغ 40 دقيقة فقط، وبعدها ينبغي إعادة الدخول إلى البرنامج من جديد للمتابعة.

المشكلة نفسها أي محدودية وقت الحصة التواصلية، أشار إليها عدد من التلامذة، ما اضطر إدارة مدرستهم إلى استبدال هذا التطبيق بآخر أكثر فعالية.

شركات، مدارس، جامعات... الجميع يلحق موجة الأونلاين بالعمل والعلم، ويبحث عن البرنامج الأفضل والأكثر فعالية وأمانًا للوصول إلى أهدافه. ويبقى السؤال: هل إنّ نجاح منصات التواصل عن بُعد سيجعلها أساسًا بينما يصبح الحضور هامشيًا؟ وهل ستخلق هذه المنصات مع مرور الأيام واقعًا ثقافيًا جديدًا، أم أنّها مجرد بديل مؤقت إثر جائحة؟