بطاقة ملونة

أستدفئ هوية وطني العصي على الأعاصير، وأغرس في أرضه: أرزًا أخضر عصيًا على الخريف، أنسج من ثلجه: شالًا ابيضٍ عصيًا على السواد، وأسامر غيمه الماطر: ينابيع وجداول وأنهارًا وبحيرات.
وأشمخ بتاريخه العصي على التزوير، وأعلو بعمرانه العصي على الدمار، وأقوى بوحدته العصية على التقسيم، وأتحصّن بكيانه العصي على الزوال، وأردّد نشيده العصي على النسيان، وأجدد حضارته العصية على الإندثار، وأحاور بأبجديته العبقرية التي علّمت الدنيا الكتابة والنطق وصناعة الحرف.

كن واثقًا بنفسك من دون غرور، ومتواضعًا من دون ضعف، وشجاعًا من دون تهوّر، ومبادرًا من دون ارتجال، ومتحدثًا من دون تطفل، ومعطاءً من دون تبذير، ومقتصدًا من دون بخل، وحذرًا من دون خـوف، وسريعًــا من دون تسرّع، ومستمعًا من دون شرود، وصاحب دعوة من دون ادعاء.

وطني: مساحة معنوية غير قابلة للإنتقاص، وإرادة استقلال غير قابلة للإحتواء، وشعب واحد غير قابل للإنقسام، وحضور سيادي غير قابل للإنقياد.

الحياة اليومية، لدى الشاعر: مشروع قصيدة، ولدى الكاتب: مشروع مقال، ولدى الجندي: مشروع إنتصار، ولدى الفلاح: مشروع حرث، ولدى العامل: مشروع رغيف، ولدى المريض: مشروع دواء، ولدى الكاذب: مشروع نفاق، ولدى الصادق مشروع وفاء وحقيقة.

الإستقواء: ضعف، والإدعاء: جهل، والإستعلاء: هبوط، والتواضع شموخ.

السباحة في السراب، كالكتابة على جدار الرياح، ففي السراب جفاف، وفي الرياح اختطاف.

سلاح الإرادة: أقوى من سلاح الآلة، وسلاح الموقف أبقى من سلاح الموقع، لأن الإرادة والموقف سلاح معنوي، والآلة والموقع سلاح مادي.

الوقوف على الأطلال:
ندب للحظوظ.
والوقوف على الأعتاب:
إسترقاق للنفوس.

لا جدران عازلة بين المناطق ولا انقسام أو تقسيم بين الطوائف، ولا ارتهان لإرادة الغير، ولا مساومة على المصير.

قوّة القانون: حماية للحرية.
وقانون القوّة: إلغاء للحرية.

المغتربون اللبنانيون، سفراء دائمون لوطنهم في جهات الوطن الأربع.