- En
- Fr
- عربي
أصداء دولية
تعمل الأمم المتحدة على تمكين المرأة، ويحتل هذا الأمر موقعًا مركزيًا في أولوياتها وفي قرارات السلام والأمن على المستويات كافة، وبالتالي فهي تعمل لمواجهة العوائق الاجتماعية والثقافية والسياسية ومخاطر الحماية التي تحدُّ من المشاركة الكاملة للمرأة في تحقيق السلام وحفظه. وفي هذا السياق، شكّل حدث تخريج أول دفعة ضباط إناث من الكلية الحربية في مجال العلوم العسكرية بعد أن تابعن ثلاث سنوات تدريب في الكلية، محطةً ثمّنتها الأمم المتحدة من ضمن جهود لبنان لتنفيذ القرار 1325 بشأن المرأة والسلام والأمن.
وقد عبّرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة يوانا فرونتسكا عن أهمية هذا الموضوع في لقائها مع الضباط الإناث الـ47 المتخرجات في الكلية الحربية، واللواتي يشكّلن 50% تقريبًا من مجموع المتخرجين هذا العام، وهو ما يمثل سابقة في تاريخ الجيش الذي احتفل بالذكرى الـ 77 لتأسيسه.
ترى المنسقة الخاصة في كل تصريحاتها، أنّ دور المرأة أساسي في تعزيز السلام والأمن، سواء احتلّت مناصب صنع القرار أو كانت موجودة على مستوى القاعدة الشعبية ومستوى العمل للتعامل مع أي فرصة أو أي تحدٍ. وهي تؤكّد على أنّه لا يجوز تقويض هذا الدور أو إهماله لتمكين لبنان من الاستفادة من إمكانات جميع مواطنيه.
كما أنها عبّرت أمام المتخرجات، وكذلك على حسابها على تويتر، عن تقديرها لهذه النقلة النوعية الكبيرة للبنان والجيش اللبناني، لا سيما في تنفيذ القرار 1325 حول المرأة والسلام والأمن، مشيرةً إلى أنّ المتخرجات يُعتبرنَ ركيزة للمؤسسة العسكرية في المستقبل، ووعدت بعرض هذا التطور خلال تقديم تقريرها القادم إلى مجلس الأمن الدولي باعتباره إنجازًا مهمًا للجيش اللبناني في تعزيز المساواة بين الجنسَين.
وقد تحدّثت المتخرجات بفخرٍ أمام المنسقة العامة، عن إنجازاتهنَّ وانتصارهنَّ على التحديات النفسية والجسدية بالمثابرة والتصميم.
وعقب زيارتها، وجّهت المنسقة الخاصة رسالة شكر إلى قائد الكلية الحربية العميد الركن جورج صقر، شكرته فيها على الاستقبال المميز، وأشادت بالاندفاع والتفاني اللذَين لمستهما لدى الضباط الإناث، ولفتها شغف المؤسسة العسكرية وأبنائها والتزامهم خدمة لبنان. وهي إذ أشادت بقدرة قائد الكلية على إلهام التلامذة الضباط وتوجيههم، الأمر الذي بدا واضحًا خلال الزيارة، أكّدت استعدادها لأي دعم قد يسهم في تطوير الكلية الحربية.
وها هنَّ المتخرجات ينطلقنَ بخطواتهنَّ الأولى في مسيرة المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقهنَّ منذ لحظة تخرجهنَّ، ليحملنَ راية تطور الجيش أسوةً بجيوش الدول الكبرى، ويكنَّ صورة صادقة عن هذا الجيش الصغير بحجمه والكبير بطموحاته وآماله.