الجيش والمجتمع

مدير التوجيه: فلنشرّع العقول والقلوب لثقافة الحرية والانفتاح والإبداع

في حضور مدير التوجيه العميد علي قانصو ممثلًا قائد الجيش العماد جان قهوجي، وعدد من الضباط ومندوبين عن الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة و«جمعية شباب لبنان نحو الوطنية»، أُقيم في النادي العسكري المركزي- المنارة حفل تسليم الجوائز للفائزين في مسابقة أفضل ملصق من وحي عيد الجيش وشهدائه للعام 2016.

العميد قانصو
بعد النشيد الوطني اللبناني، ألقى ممثل قائد الجيش العميد علي قانصو كلمة قال فيها: «يسرّنا أن نلتقي بكم اليوم، نخبةً من أساتذة جامعاتنا الوطنية، وكوكبة من شباب لبنان الواعد، في حفل تسليم الجوائز للطلاب الفائزين بمسابقة تصميم أفضل ثلاث ملصقات من وحي عيد الجيش وشهدائه، فشكرًا لحضوركم وأهلاً وسهلاً بكم في مؤسـسة الجيش، المؤسـسة العامرة بمحبتكم وبسواعد أخوتكم وأبنائكم العسكريين».
وأضاف: «إنّ أكثر ما نحتاج إليه في هذه المرحلة العصيبة، حيث رياح الإرهاب والتطرّف تعصف بمنطقتنا من كلّ جانب، وتطال بسمومها لبنان بين الحين والآخر، هو تشريع أبواب العقول والقلوب أمام ثقافة الحرية والانفتاح والإبداع، والعودة إلى الأصول والجذور أي إلى القيم الانسانية العليا، وتعاليم الأديان السماوية الحقّة التي تدعو جميعها إلى المحبة والخير، والتفاعل الحضاري بين مختلف الشعوب ومكوّناتها.
فالإرهاب الذي يعيث فسادًا وخرابًا وانتهاكًا للكرامات والحرمات، ليس مجموعة مسلّحين مجرمين فحسب، بل هو قبل كلّ شيء فكرٌ إلغائي هدّام، يرفض قبول الآخر والاعتراف بوجوده، ويسعى إلى تدمير المجتمعات، جسمًا وتاريخًا وحضارةً، وإلى تدمير الذات في نهاية المطاف.
من هنا، فإنَّ المواجهة العسكرية والأمنية لهذا الخطر الداهم، لا يمكن أن تحقّق أهدافها كاملةً، ما لم تواكب بمواجهة ثقافية شاملة وعميقة، وتربية وطنية وأخلاقية صحيحة، بدءًا من العائلة الصغيرة مرورًا بالمدرسة والجامعة وصولاً إلى الدولة ومؤسساتها، فسلاح الباطل لا يواجه إلّا بسلاح الحقّ والوعي والمعرفة، والفكر المظلم لا يواجه إلّا بالفكر الخلّاق المستنير».
وتابع العميد قانصو: «إنَّ قيادة الجيش، وانطلاقًا من موقع المؤسـسة العسكرية، كمساحة للانصهار الوطني بكلّ ما للكلمة من معنى، وضعت في سلّم أولوياتها مسألة الانفتاح على المجتمع المدني بمختلف هيئاته ومؤسساته ونخبه الفكريّة والثقافيّة والفنيّة، كما أولت اهتمامًا خاصًا بالشباب الجامعي الذي يمثّل نبض المجتمع وقادة غده، وترجمت هذا الأمر عمليًا من خلال التواصل والتعاون واللقاءات والندوات والنشاطات المشتركة، كما من خلال المسابقات الفنيّة كالتي نحتفل بواحدة منها اليوم. وذلك ليس من باب محاولة تشجيع الطلاب على التعبير عن طاقاتهم ومواهبهم فحسب، بل أيضًا بهدف ترسيخ مبدأ التضامن وثقافة المواطنة في نفوسهم، والوقوف على نظرتهم إلى دور الجيش وأدائه وتضحيات جنوده في ساحات الدفاع عن لبنان».
وختامًا توجّه العميد قانصو باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي، بالشكر إلى «جمعية شباب لبنان نحو الوطنية» لمساهمتها في إنجاح المسابقة، وبالتهنئة إلى الطلاب الفائزين وجميع رفاقهم الذين شاركوا في هذه المسابقة باندفاع وحماسة، وبروح الإبداع والعطاء التي لا تغيب عنها مشاعر الوفاء والإخلاص، ثمّ أعلن أسماء الفائزين بالمراتب الثلاث الأولى.

جمعية شباب لبنان نحو الوطنية
ثم ألقى السيد ميشال المر كلمة «جمعية شباب لبنان نحو الوطنية» معتبرًا أن الأوطان يبنيها المثقفون وجيل الشباب والجيش...مضيفًا: من هنا كان لجمعيتنا مئات النشاطات المشتركة مع الجيش، وقد شارك فيها حتى الآن أكثر من مئة ألف طالب وطالبة، تحت شعار «لا وطن من دون جيش قوي ولا جيش من دون شباب مثّقف واعٍ لمسؤولياته الوطنية...».
وتابع السيد المر: أجمل ملصق إعلاني بعيد الجيش، هي محطة، من مئات المشاريع التي يجتمع فيها الجيش مع المجتمع المدني على مدار السنة، وكل لقاء مع الشباب، يعتبر بمثابة رصاصة تطلق للدفاع عن لبنان. وعلى جميع المثقفين السعي لبناء لبنان الذي يحكي عن بطولات الشهداء والعزّ العنفوان والثقافة والجمال...
وهنّأ الفائزين، شاكرًا قيادة الجيش – مديرية التوجيه على إنجاز هذه المسابقة، كما شكر القيّمين على الجامعات للتعاون والطلاب للمشاركة في هذا الإنجاز الفنّي – الوطني، إضافةً إلى اللجان الفاحصة والأهل.
 بعد ذلك جرى عرض فيلم وثائقي عن الجيش وعلاقته بالمجتمع المدني...

فرقة «التراث»
وكان للمناسبة هذا العام طعم فني وطني مميّز، قدّمته فرقة «التراث» بصوت طلاب من مدرسة مار الياس- طرابلس وطلابٍ من معظم الجامعات، بقيادة المايسترو خالد نجار (أستاذ في المعهد العالي للموسيقى – طرابلس)، حيث قدّمت الفرقة أجمل الأغاني الوطنية.

الفائزون
قدّم ممثل قائد الجيش العميد علي قانصو، والعقيد الإداري فاديا صقر والسيدة رونزا أبو قرم (عن الجمعية) الجوائـز للفـائزيــن الثلاثة الأول، لكن نظرًا إلى عدد الملصقــات المميّــزة لهــذا العــام، قُدّمـت جوائــز لأربعـة آخرين.
أسماء الطلاب الفائزين جاءت على الشكل الآتي:
- المرتبة الأولى: مايا أبي سمعان، عن الملصق «كل بيت لبناني بيتك».
- المرتبــة الثانيــة: نيكولا طبنجي، عنــوان الملصق «جنـدي ومـش مجهول».
- المرتبة الثالثةِ: ميلاني طحان، التي صمّمت ملصقًا بعنوان، «على تواصل دائم».
  يُذكر أن الفائزين الثلاثة جميعهم من طلاب جامعة الروح القدس، الكسليك.
  أما الجوائز الأخرى، فكانت من نصيب الطلاب:
- نور باسيل – جامعة الروح القدس، الكسليك: «نتّحد فنتحدّى».
- جيسي فرام- جامعة الآداب والتكنــولوجــيـا AUL: «ماما بدّي روح معك».
- نغم الدنف، معهد الفنون الجميلة الجامعة اللبنانية، الفرع الأول: «واحد آب 2016 بيكمل بوجودك».
- كريستيل حلوة- جامعة الكفاءات: «لأنك منّا وفينا».
  ثم قدّمت رئيسة الجمعية السيدة كارول آصاف درع الجمعية للعميد علي قانصو.
  وبعد أخذ الصور التذكارية، شرب الجميع نخب المناسبة.