لجان وأعمال

في إطار الإجراءات التي اتخذتها قيادة الجيش عقب انفجار مرفأ بيروت بهدف معالجة تداعياته الكارثية ولملمة خسائر البشر والحجر، تم إنشاء لجنة تقدير الخسائر التي يرأسها العميد الركن فؤاد عبيد. تضم اللجنة إلى رئيسها ستة ضباط من مديرية الهندسة وفوج الأشغال المستقل، ومديرية القوامة، أما مهمتها فتتجاوز تقدير الخسائر إلى مجالات أخرى.

يوضح العميد الركن عبيد أنّ هدف المهمة التي أُسندت إلى اللجنة كان بداية تقدير الخسائر في المرفأ ومحيطه وإعلام القيادة بالأرقام التقريبية لهذه الخسائر. وبهدف تسهيل العمل ورسم صورة دقيقة للوضع، عملت اللجنة على تقسيم المرفأ إلى خمسة أقسام، وذلك على النحو الآتي: المرفأ القديم وعنابره، إهراءات القمح، السوق الحرة، المرفأ الجديد، ومحطة الركاب السياحية على أطرافه. وكذلك مباني الأجهزة الأمنية كافة.

من المرفأ إلى الأحياء السكنية

بعد الانتهاء من الكشف على أضرار المرفأ، توجّهت اللجنة نحو المناطق السكنية المتضرّرة التي قُسّمت بدورها إلى بقع وفق اتجاهات الشوارع، وجرى مسحها تباعًا. ويشير العميد الركن عبيد إلى أنّ هذا العمل اقتصر على تقدير عدد الوحدات السكنية والسيارات المتضررة بشكلٍ عام، أما تقدير الأضرار بالتفصيل فقد تولته لجنة مسح الأضرار.

أُعطيت الأولوية للمؤسسات الحكومية نظرًا إلى ضرورة تأمين سير العمل فيها، علمًا أنّ المنطقة تحتوي على عدد كبير من هذه المؤسسات. وقد تم تقدير الخسائر في الثكنات العسكرية ومستشفى الكرنتينا الحكومي الذي يضم مستودع الأدوية المركزي، ومركز توزيع أدوية الأمراض المستعصية، بالإضافة إلى المؤسسات الخاصة ومن بينها المستشفيات.

لم يخل العمل من صعوبات لوجستية، ما استدعى الاستعانة بضباط اختصاصيين في الطب والهندسة وسوى ذلك.

مهمات كثيرة

إضافة إلى مهمتها الأساسية، تولت اللجنة مهمات أخرى، فأنشأت فِرقًا تُعنى بتنظيف الأحياء السكنية من الردميات. وهذا العمل يتكرّر بشكل يومي بسبب الحجم الهائل للحطام، فإزالة الأنقاض من الشقق لا تتم دفعة واحدة، ما يعيد عملية تنظيف الشوارع إلى الصفر عند إشراقة كل صباح...

إلى ذلك، تشرف اللجنة على عمل ١٨ قطعة من الجيش تقوم بمهمة توزيع الحصص الغذائية على المتضررين في منازلهم. اعتماد هذه الخطوة حقق عدة أهداف، أولها التأكّد من وصول المساعدات إلى مستحقّيها. وثانيها احترام كرامات الناس. وثالثها الوصول إلى أبواب مواطنين لا يمكنهم طلب المساعدة بسبب العمر أو المرض وسوى ذلك من أسباب. «الاهتمام بهؤلاء والسؤال عن حالهم، واجب إنساني» يقول العميد الركن عبيد.

تعمل لجنة تقدير الخسائر على «عدة جبهات»، وعملها لن ينتهي مع إنجازها مهمتها الأساسية، وإنما سيستمر إلى أن يستعيد المتضررون حياتهم الطبيعية.