- En
- Fr
- عربي
ثقافة وفنون
بدعوة من "جمعية جذور" و"مجلس الفكر" وقّع الأديب والمربي جورج مسعد كتابه الجديد "الأبعاد الشعرية عند نزار قباني في التسعينات 1990 - 1998 ، وذلك في احتفال رسمي وشعبي حضره عدد كبير من الشعراء والمفكرين والفنانين والمهتمين. بداية النشيد الوطني، ثم تعريف من الدكتور شوقي عمار، وترحيب من النائب العام للرهبانية الأنطونية الأباتي يوحنا سليم، ليبدأ الإحتفال ويتوالى المتحدثون على الكلام عارضين لتجربة المؤلف في استحضار الأبعاد الشاعرية عند نزار قباني. بداية، ألقت كلمة مجلس الفكر وجمعية جذور رئيسة المجلس الدكتورة كلوديا شمعون أبي نادر، قالت فيها: في عرضك الموضوعي للأبعاد الشعرية عند نزار قباني وشمولية بحثك الوافية والوارفة، لم تعرف ولو للحظة سأم الأبحاث الأكاديمية في فكر الشاعر قلباً وقالباً، فأحييته ليس كلوحة باردة، أو كمنحوتة جامدة، أو كذرى خاوية، بل استحضرت ثورة رسالته.
وألقى مدير العلاقات العامة في "هيئة علماء جبل عامل" العلامة الشيخ فضل مخدّر كلمة، قال فيها: أردتني أن أقف على نفس البعد من الوجهين لجنس واحد يسمى جنس البشر، وزاد الشوق التهاباً يتأجج في روحي وأنا أقترب من ذلك البُعد، فقد طُفت على تلك الأبعاد عند نزار وتبعتك حرفاً بحرف، وما تخليت عني في وقفة تأمل أو لحظة استغراب، بل كانت شفافيتك مرادك في سهلك الممتنع، تأخذ بيدي وتدفعني الى ذاك الشاعر العملاق، في زمن تقزّمت فيه القضايا وتاهت القيم، وما رأيت نزار كما رأيته اليوم، في إنسان ووطن.
بعدها، تلا كل من الممثل جهاد الأطرش والممثلة ألفيرا يونس مقاطع من قصائد لنزار قباني كانت موضع دراسة الكاتب. ثم تحدث القاضي الدكتور غالب غانم، فقال: ما يجعل الكتاب منضماً الى الأدب الممتع والمفيد، هو ميزات أربع، في الأولى، أن نشدان الحرية والدعوى الى التحرر هما ناران مقدستان أشعلتا الكلام في شعر نزار قباني وفي أدب جورج مسعد، وفي الثانية أن نصرة المرأة كانت عند الشاعر والأديب في آن، أول الهواجس ورأس الدعوات، وفي الثالثة أن قباني في شعره كما مسعد في كتابته النثرية، هما شهادة للشعر الدائم الحضور، الغض النضر، وفي الرابعة أن صاحب هذا الكتاب حشد جيوشاً من الأفكار تناولت المرأة والوطن، البهاء والبهاء الثاني، الحب والفروسية...."
بعدها ألقى عضو اتحاد الكتّاب العرب الأديب والشاعر السوري غسان حنا كلمة، عرض فيها لأهمية انتقاء المؤلف للمرحلة الأخيرة من حياة الشاعر أي نزار التسعينات، وقال: جورج مسعد باحث مضموني بامتياز ينصرف عن دراسة الشكل الفني والهندسة المعمارية لشاعره حرصاً على استيفاء الأفكار والمعاني حقهما في البسط والتحليل، يستوي في ذلك شعر نزار في المرأة وشعره القومي، مما يدفعني الى إطلاق توصية بهذا الكتاب باعتباره مرجعاً تربوياً تثقيفياً، يدخل بنزار وشعره عقول المريدين وقلوبهم، ولا شك أن روح نزار ممتنة لمن بذل هذا الجهد الكبير، فانفرد دون الكثيرين من محبي نزار في الوطن العربي بكتاب يتوج عهد الصداقة والمحبة.
ثم ألقى الشاعر العراقي جابر الجابري كلمة، قال فيها: نزار قباني الشاعر الذي ملأ بعض الدنيا وشغل نصف الناس، رأى وطنه وعروبته وهويته الإنسانية مكتوبة بالمقلوب على جبهة المجتمع الذكوري، فأراد أن ينتزع منه الأثنى ليضعها على الجبهة الأخرى مقاتلة ومتحدية ومنتصرة، فقاتل خمسين عاماً بجيش من النساء ليخلص المرأة من أنياب الرجل، لكنه حين أنهى فصول المعركة، وجد نفسه مرمياً على الطريق، اكتشف أن المرأة التي يقاتل بها وعنها ذهبت مع الرجل الآخر الى شهر العسل. ورأى أن "“هذا الاعتراف النزاري بعد خمسين عاماً من القتال يدعونا الى دراسة أسباب الحرب ودوافعها ونتائجها على يد الأستاذ جورج مسعد الصديق الوفي للشاعر نزار قباني".
ختاماً، ألقى الأديب جورج مسعد كلمة، أشار فيها الى أن "علاقتي بالشاعر الكبير بدأت عام 1971"، وقال: كنت أتمنى لو أعطى مساحة زمنية أكبر، لأكشف عن هذا البحر، عن هذا الكم الهائل من الفكر العربي الذي اتهم ولطخوا على صوره اتهامات آسف أن أذكر شيئاً منه" “شاعر المرأة، شاعر النهد، شاعر التنورة..." مما يؤسف له. ليس همي نزار كشاعر، بل همي نزار كفكر. وأضاف: عملي المتواضع يبحث عن أبعاد الفكر التي يرمي إليها نزار خلال شعره مخترقاً أفقه الفكري، ذاهباً الى وراء كلامه، متسائلاً ماذا يريد نزار وعما يبحث؟ ما هي الغاية التي يهدف إليها...؟ جئت مفتشاً عما نستطيع أن نبنيه على فكر نزار، اخترت هذا الموضوع لأسباب عـديدة، منـها أن المـرأة والأرض أهم عـاملـين في الوجـود، فهما أما الحياة وإذا لم يصلـحا فلا قيـمة للوجـود، وعنـيت بالأرض الوطـن والإنسـان (...) . بعدها، وقّع مسعد كتابه وأقيم حفل كوكتيل احتفاءً بالمناسبة.