تقدير وتكريم

 تقديراً لتضحياته وإنجازاته في المؤسسة العسكرية، خصوصاً خلال فترة توليه قيادة الجيش بالنيابة، منح مجلس إدارة «IPSP - WONM» البرلمان الدولي للأمن والسلام والمنظمة الدولية الصحية الطبيعية، رئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري شهادة دكتوراه فخرية دولية في احتفال أقيم للمناسبة في أوتيل Regent Palace في عاليه.
حضر الإحتفال ممثل رئيس الجمهورية العميد الركن المتقاعد سالم أبو ضاهر، ممثل رئيس مجلس الوزراء القاضي الدكتور عمر الناطور، الشيخ محسن الجردي ممثلاً سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، ممثل وزير الداخلية قائمقام عاليه منصور ضو، سفير سلطنة عُمان الأستاذ محمد الجزمي، سفير الصين العميد شين يونغ، ممثل الوزير طلال أرسلان المحامي أكرم مشرفية، النائب بيار دكاش، النائب فؤاد السعد، النائب هنري حلو، النائب عبدالله فرحات، ممثل مدير عام قوى الأمن الداخلي العميد منير شعبان، العميد الركن إحسان أبو شقرا ممثل مدير عام الإدارة في الجيش، ممثل المفتش العام في الجيش العميد الركن رياض شيّا، ممثل أمين عام المجلس الأعلى للدفاع العميد ناصر تقي الدين، العميد الركن حسين الحجار نائب رئيس الأركان للعديد، العميد الركن شادي المعلم أمين سر المجلس العسكري، مدير المخابرات العميد الركن إدمون فاضل، ممثل عضو المجلس العسكري الرائد سليم أبو ضاهر، مدير التوجيه العميد الركن صالح حاج سليمان، ممثل مدير عام الأمن العام الرائد كمال صفا، أمين عام المؤسسة الدرزية للرعاية الإجتماعية عصام مكارم، رئيس الصليب الأحمر اللبناني الشيخ سامي الدحداح، بالإضافة الى فاعليات المنطقة.

إحتفال وكلمات
بدأ الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، ثم كانت كلمة عريفة الإحتفال الآنسة هلا أبو سعيد التي توجّهت بالكلام الى اللواء الركن شوقي المصري قائلة: «نجتمع اليوم بك لتكريمك فيكرمنا حضورك المهيب، وأجد نفسي عاجزة عن التعريف بك وأنت الفارس الباسل الذي وقف مارداً بوجه التحديات حين عصفت الرياح بالوطن... في الحقيقة، تخجل كل كلمات التكبير والإجلال من هامة الرجال الرجال أمثالك، واسمح لي أن أستبدل كلماتي المتواضعة بالقراءة في سيرتك الذاتية التي تشعرني بعزّة إبنة الجبل - وأنت منه - إبناً باراً التحم بنضاله بكل أجزاء الوطن. نفتخر بك إبن الجبل البار لأننا عهدناك مدرسة في التعالي عن المناطقية والمذهبية والتفرقة الطائفية... وهذا الجبل لم ينتج ولم يفخر يوماً إلا بالرجال الرجال الذين أعطوا الأجيال دروساً في الوطنية».
بداية الكلمات كانت مع رئيس مؤسسة الشيخ أبو حسن عارف حلاوي الشيخ الدكتور بهجت حلاوي الذي قال: «إنه ليوم مجيد فعلاً، اليوم الذي نلتقي فيه لنكرّم رجلاً من رجالات الوطن العظام، وهو ما يزال في معترك الخدمة والحياة. عظمة التكريم الذي نحن بصدده اليوم، ينبع منه أمران أولهما شخص المكرّم وثانيهما المؤسسة العريقة التي يمثّل. فالمكرّم اللواء شوقي المصري انتسب الى المؤسسة العسكرية بما تحمل من قيم الشرف والتضحية والوفاء التي آمن بها، حتى أنه شغل منصب قيادة الجيش وكالة ثم عاد الى منصبه من دون أن تغيّر المناصب والرتب من التزامه وقيمه شيئاً.
وثانيهما المؤسسة العسكرية التي شكّلت درعاً لوطننا العزيز فاستبسل ضباطها وجنودها في الدفاع عن أرض الوطن».
المستشار القانوني لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان المحامي جوزف خوري كانت له كلمة قال فيها: «إن هذا الجبل حضن تاريخ هذا الوطن في أحلك ظروفه وأهم محطاته. إن هذا الجبل منبت القيادات التي سطّرت تاريخاً مجيداً في البطولات وفي المواقف الوطنية... فهنيئاً للمؤسسة العسكرية بأبنائها بدءاً بفخامة رئيس الجمهورية إبن هذه المؤسسة الذي يدأب على وحدتها ويحرص على صونها ويراهن على دورها في حماية السلم الأهلي... واليوم على رأس هذه المؤسسة قائد حكيم يتمتّع بمناقبية عالية تسهر على تنظيم الجيش وتدريب عناصره ليكون الحصن المنيع في وجه المؤامرات كافة التي تحاك ضد هذا الوطن. حمى الله الجيش قيادة وأفراداً من عملاء الداخل والخارج».
مستشار محكمة التمييز القاضي الدكتور خالد حمّود عاد بالذاكرة الى ما قبل عشرين سنة عندما تولّى منصب المدعي العام العسكري في المحكمة العسكرية، متمنياً «لو أن الجميع في لبنان وخصوصاً من يتولّى الشأن العام وقبل مباشرته العهد، يتعلّم المناقبية العسكرية لتترسّخ فيه معاني الوطنية والشرف والتضحية والوفاء».
وتوجّّه الى اللواء الركن المصري بالقول:
«عرفتك إنساناً ودوداً خلوقاً محباً لوطنك ولشعبك، حبك للجيش الذي ترعرعت فيه وأعطيته زهرة شبابك وما تزال تعطيه المزيد ليحيا لبنان سيداً حراً مستقلاً».
رئيس بلدية عاليه وجدي مراد افتخر أن تبدأ مهرجانات الصيف في عاليه بتكريم اللواء الركن شوقي المصري وقال: «تربطني باللواء الركن شوقي المصري معرفة شخصية وصداقة أعتز بها، فهو إبن هذا الجبل الأشمّ. بفضل حكمته وقيادته إستطاع أن ينقذ لبنان من عدة أزمات مررنا بها الى جانب الناس المحبين لوطنهم لبنان. فتكريم اللواء الركن المصري هو تكريم لكل لبنان».

تكريم يتجاوز الشخصية
المنظمة الدولية الصحية الطبيعية المنبثقة عن البرلمان الدولي للأمن والسلام أرادت من خلال تكريم اللواء الركن شوقي المصري رئيس الأركان في الجيش اللبناني تكريم الشخص والمؤسسة معاً. هذا ما شدّد عليه سفير المنظمة الدولية للصحة الطبيعية الدكتور هيثم أبو سعيد في كلمته. ومما قاله: «ما جمعنا وسيجمعنا بالأمس واليوم وغداً مع الجيش هو المسلك، وحين نقول المسلك نعني به الأداء، أي الوقوف الى جانب المظلوم والمحروم، حيث أن المنظمة وجميع سفاراتها تقف على مسافة واحدة من كل التيارات الإجتماعية والسياسية. لا تفرّق في الدين ولا العرق وتحترم آراء الجميع، وإني على يقين من أن الجيش في هذا التوجّه ايضاً. لقد رسّخ الجيش هذا المفهوم من خلال الممارسات لجهة وقوفه مع الحق في أحلك الظروف التي مرّت بها البلاد حين كان فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان آنذاك قائداً للجيش وكان معه رئيس الأركان المكرّم اللواء الركن شوقي المصري ليتسلّم من بعدها راية القيادة للمؤسسة، فكان خير السلف...».
وتابع قائلاً: «مهما قلنا في هذه الحضرة يبقى الكلام قليلاً. فقد استحق اللواء الركن شوقي المصري من المنظمة الدولية الصحية الطبيعية هذا التكريم بمنحه الدكتوراه الفخرية من الجامعة الإنسانية الطبية في كندا فهو قدوة لرجال الغد، وركناً داعماً من أركان الوطن...».
الكلمة ما قبل الأخيرة كانت لسفير البرلمان الدولي للأمن والسلام الدكتور زهير العبيدي الذي اعتبر أن لهذا التكريم عدة دلالات ومما قاله: «إننا في البرلمان الدولي للأمن والسلام نعتبر أن هذا التكريم يتجاوز شخصية المكرّم الحقيقية لنجسّد بها تكريم الإنسان بإنسانيته بل المواطن اللبناني بوطنيته، فالتكريم بهذا المعنى النبيل يشمل أهل الإباء والعزة والكرامة والمناقبية والأخلاق الحميدة بل إن اللواء الركن شوقي المصري هو واحد من أفراد هذه العائلة الإنسانية والعسكرية التي نكرّمها اليوم».
وتابع: «ومن دلالات هذا التكريم ايضاً نصل الى تكريم المؤسسة العسكرية التي احتضنت اللواء الركن ورعته وأظلّته وباركت جهوده، فبادلها الرعاية والتبريك بالتزام الشرف العسكري والدفاع عنه».
وختم قائلاً: «إن هذا التكريم يصل بمداه ايضاً الى تكريم الدولة اللبنانية بشعبها وأرضها ومؤسساتها عبر الجيش اللبناني المدافع عن مبادئ العيش المشترك بين المواطنين بصرف النظر عن ولاءاتهم الحزبية والدينية...».

كلمة اللواء الركن شوقي المصري
ختاماً كانت الكلمة لرئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري الذي قال:
اسمحوا لي بداية أن أتوجّه بعميق الشكر، الى كل من مجلس البرلمان الدولي للأمن والسلام ممثلاً بالدكتور زهير العبيدي والى المنظمة الدولية الصحية الطبيعية، بشخص سفيرها في لبنان الدكتور هيثم أبو سعيد، على هذه البادرة الكريمة تجاهي، وتجاه المؤسسة العسكرية التي أنتمي اليها، والتي كان لي شرف تولي قيادتها لفترة إنتقالية، قبل أن تؤول الشعلة الى قائد الجيش العماد جان قهوجي، السائر بالمؤسسة نحو مزيد من التقدم، والساهر دوماً على تطبيق رسالتها، وتحقيق أهدافها الوطنية النبيلة.  
وفي الوقت الذي أشعر فيه بملء الفخر والإعتزاز، إزاء ثقكم الغالية، التي أعتبرها بمثابة مسؤولية إضافية، أتشرف بها، أؤكد لكم بأن هذا التكريم هو في الحقيقة تكريم منكم ولكم، فصانع الخير هو أكثر من يدرك معانيه. إنه الزارع في كل مواسم العطاء، إنه كالشمس تشرق على الجميع، وتعطي النور للجميع، من دون منّة ولا حساب.

أيها الحضور الكريم
لم يعد بناء الأوطان في عصرنا الراهن، يقتصر على عمل المؤسسات الرسمية فحسب، إنما أصبح للمنظمات غير الحكومية ولهيئات المجتمع المدني، دورها الفاعل ايضاً في خدمة هذه الأوطان، لا بل أكثر من ذلك، تعدّى دورها الإطار المحلي والإقليمي، ليشمل خدمة العالم بأسره، والإنسان بحد ذاته، في عيشه واستقراره، في أمنه وأمانه، وفي سلامته وكرامته وتطورّه، بصرف النظر عن انتمائه الوطني والقومي والديني والإتني.
أما على صعيد لبنان، فقد كان للعديد من المنظمات غير الحكومية الباع الطولى في تنفيذ الكثير من المشاريع ذات الطابع الأمني والإنمائي على السواء، والتي أسهمت بصورة فعّالة في دفع مسيرة النهوض والبناء في البلاد، ورفع الخطر عن أرواح المواطنين وتمكينهم من استغلال أرزاقهم، وأخص بالذكر تلك المنظمات التي بادرت الى مساعفة مصابي الحرب، وشاركت في عمليات نزع الألغام والقنابل العنقودية من الجنوب ومناطق أخرى، بفعل الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد لبنان.
وفي حضرة المنظمة الدولية الصحية الطبيعية، التي تشكّل وجهاً مشرقاً من وجوه المنظمات غير الحكومية، لا يسعني إلا التنويه بجهد هذه المنظمة في العالم، كما في لبنان حيث وضعت في طليعة أهدافها، توفير صحة سليمة للإنسان، وذلك من خلال العودة الى الجذور، أي إلى الطبيعة التي أنعم الله بخيراتها على بني البشر، لاستخلاص الأدوية منها، بعيداً عن كل أشكال التزييف والتضليل.
ولا بد هنا من ذكر بعض النشاطات التي قامت بها المنظمة الصحية الطبيعية في لبنان والتي شملت:
- تنظيم المؤتمر الدولي للشؤون الإنسانية للوقوف على أهم المشاكل الصحية والاجتماعية في لبنان، وذلك من خلال المؤسسات الصحية والإنسانية المحلية والدولية التي شاركت في المؤتمر.
- توقيع بروتوكولات صحية وإنسانية مع أربع مؤسسات لبنانية، اثنتان منها لهما صفة المنفعة العامة.
- تنظيم محاضرات توعية صحية لما في ذلك من مصلحة للفرد والمجتمع.
- وضع اقتراح مسودة مشروع تنظيم الطب الطبيعي في لبنان ضمن المنظومة الدولية (أصبح جاهزاً وسيصار إلى تقديمه الى وزارة الصحة اللبنانية وللجنة الصحية البرلمانية).
- إنهاء تصميم خرائط المبنى العام في مدينة عاليه، للبرلمان الدولي للأمن والسلام والمنظمة الدولية الصحية الطبيعية، ليكون المقر العام للإثنين معاً في الشرق الأوسط.

أيها الأخوة الأعزاء
في هذا اللقاء العامر بالوجوه النيّرة بالأمل، والقلوب المتعطشة للعطاء، يسرّني أن أعبّر بإسم قائد الجيش العماد قهوجي وبإسم قيادة الجيش، عن التطلع مستقبلاً، إلى تعاون وثيق بين الجيش والمنظمة، وإلى تقديم المساعدة ضمن الامكانات المتاحة لهذه القيادة، بغية تفعيل دور المنظمة في لبنان، وإسهاماً في تحقيق حلم اللبنانيين بحياة هانئة وصحة معافاة، على كامل رقعة الوطن ومن دون أي تمييز، كما في المساعدة قدر الإمكان، على تخطي الظروف المادية الصعبة، التي تفرضها الأوضاع الصحية للكثيرين منهم.
ختاماً أحيّي كل من أسهم في الإعداد لهذا الحفل التكريمي وشارك في حضوره، كما أحيي رئيس بلدية عاليه وأعضاء البلدية جميعاً، على جهودهم المبذولة لإنجاح هذا الحفل.
وعهدنا لكم متابعة المسيرة يداً بيد وجنباً إلى جنب، في سبيل وطن آمن حر مزدهر».

مراسم التكريم
اعتلى المنصة كل من الدكتور هيثم أبو سعيد والدكتور زهير العبيدي والدكتور بهجت حلاوي لتقديم الدكتوراه الفخرية ضمن الأصول الجامعية المتّبعة الى اللواء الركن شوقي المصري.
كذلك منحه مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي درعاً تكريمياً تقديراً لعطاءاته سلّمه إياه ممثله في الإحتفال العميد منير شعبان.

من هي المنظمة المكرمة؟
إن المنظمة الدولية الصحية الطبيعية هي منظمة عالمية منبثقة عن البرلمان الدولي للأمن والسلام. لا تبتغي هذه المنظمة الربح المادي فهي منظمة إنسانية هدفها المساعدات الصحية الإجتماعية والدراسية، الى جانب هدفها الرئيس وهو تعليم الطب التقليدي ضمن الجامعات والمراكز التعليمية، كما تهدف الى الحدّ من الإعتداءات على الطب الطبيعي من قبل ممارسي المهنة غير الشرعيين.
مقر المنظمة الأم في كندا وجميع سفاراتها ومن ضمنها لبنان والشرق الأوسط حيث هي ممثلة بسفيرها الدكتور هيثم أبو سعيد (إختصاصي أمراض قلب) وهي على مسافة واحدة من جميع التيارات والأحزاب والإنتماءات السياسية والدينية.
إن المنظمة الدولية الصحية الطبيعية ممثلة في 146 دولة في العالم ضمن راية البرلمان الدولي الممثل بسفيره في لبنان النائب السابق الدكتور زهير العبيدي وهي تعمل في لبنان منذ العام 2006.

تصوير:
طلال عامر
الرقيب بلال صالح