- En
- Fr
- عربي
الأول من آب
157 ملازماً أقسموا الواجب حتى الإستشهاد
رئيس الجمهورية: أنتم قطعاً حزام الأمان للوطن
يوم واحد في السنة نرى فيه النجوم مجتمعة في وضح النهار. إنه يوم مَن حمل الشرف والتضحية والوفاء رسالة حياته، وهدف وجوده، يوم مقدس، إنه يوم عيد الجيش.
ففي الأول من آب، كل عام يتحضّر وطننا لاستقبال دفعة جديدة من الملازمين الذين نذروا شبابهم وحياتهم لحمايته والدفاع عن كل حبة من ترابه وعن كل غصن من أرزه.
وفي الأول من آب هذا العام كان الموعد معقوداً لضباط دورة العميد الشهيد نجيب واكيم، الذين أقسموا يمين الولاء للوطن والتزام واجب الدفاع عنه.
الحضور
أقيم إحتفال تقليد السيوف للضباط الجدد في ملعب فؤاد فرحات في ثكنة شكري غانم، برئاسة العماد ميشال سليمان رئيس الجمهورية، الذي قال في كلمته إن القرار 1701 يؤمن الطريق الدبلوماسي لتحرير الأرض، لكنه ليس الطريق الوحيد المشروع لمن هتكت أرضه. ودعا العماد سليمان الى الوقوف وقفة مساءلة ذاتية ونقد مسؤول عما قدّمناه كسياسيين منحنا الشعب ثقته (نص الكلمة في مكان اخر).
كذلك لبّى دعوة قائد الجيش الى الإحتفال رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة، ورئيس الوزراء المكلّف سعد الدين الحريري. وحضر نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، نائب رئيس مجلس الوزراء اللواء الركن عصام أبو جمرا، والوزراء في حكومة تصريف الأعمال: الياس المر، زياد بارود، نسيب لحود، ماريو عون، ألان طابوريان، جبران باسيل، طارق متري، خالد قباني، تمام سلام، محمد جواد خليفة، غازي زعيتر، ريمون عودة، جو تقلا، وفوزي صلوخ. والنواب: حكمت ديب، أنطوان زهرا، وليد خوري، فريد حبيب، عاطف مجدلاني، بطرس حرب، ألان عون، وعمار حوري.
وحضر ممثلو المرجعيات الروحية وشخصيات دبلوماسية بالإضافة الى ممثلي قادة القوى الأمنية وكبار ضباط القيادة وفعاليات رسمية واقتصادية واجتماعية.
وصول الشخصيات
بعد انتهاء تمركز القوى المشاركة، أعلن قائد العرض وصول علم الجيش على عزفة التأهب. ومع أمر «الى العلم» وقف الحضور وعزفت موسيقى الجيش عزفة العلم ولازمة النشيد الوطني اللبناني، حيث بدا المتخرّجون بأبهى حلّتهم، وجوههم تلمع افتخاراً، لا يهمهم شمس ولا حرّ، تتجه أنظارهم نحو العلم الذي سيقسمون يمين الدفاع عنه.
تتالى وصول الشخصيات بدءاً باللواء الركن رئيس الأركان، العماد قائد الجيش، وزير الدفاع الوطني، رئيس مجلس الوزراء المكلف، رئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس النواب، الذين حيّا كل منهم العلم وسط مراسم التكريم المحددة، قبل أن يتوجّهوا الى منصة الإستقبال.
عند التاسعة، وصل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، على وقع عزفة التأهب، فقدّم السلاح وعزفت الموسيقى لحن التعظيم، ثم النشيد الوطني، قبل أن يضع الرئيس إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري لشهداء ضباط الجيش.
في هذه الأثناء ساد الصمت المكان، وعقب عبارة فلنتذكر شهداءنا ردّد المشاركون في العرض بصوت واحد عبارة: «لن ننساهم أبداً» ثلاث مرات.
لحظة رهيبة نشعر خلالها أن الشهداء ما زالوا أحياء حقاً، وأرواحهم تسكن كل شاب من هؤلاء الذين أقسموا على متابعة الدرب.
الرئيس استعرض القوى المشاركة يرافقه وزير الدفاع وقائد الجيش، ومن ثم اتخذ الجميع أماكنهم على المنصة الرسمية.
تسليم البيرق
«مل سلاحك - الى الأمام سر»، ويأخذ حمَلة الأعلام والبيارق أماكنهم على أرض الملعب. وبأمر من مساعد قائد العرض: «حمَلة الأعلام والبيارق - قف»، يتوجّه حمَلة بيرق المدرسة الحربية الى المكان المخصّص في وسط الملعب وكذلك تلامذة ضباط السنة الثانية الذين سيتسلمون البيرق.
قائد المدرسة يتسلّم البيرق من الدورة المتخرّجة ويسلمها الى طليع السنة الثانية ثم يأمر قائلاً: «تسلّموا بيرق المدرسة الحربية»، فيتسلّمه طليع السنة، فيما عيون تلامذة السنة الثانية تلمع شرراً وكأنهم يهنئون من سبقوهم الى الجهاد والقيادة، ويقولون لهم: انتظرونا فأنتم السابقون ونحن اللاحقون. أمّا تلامذة السنة الأولى فيشاهدون عرّابيهم بكل فخر.
تسمية الدورة
تقدّمت الدورة المتخرّجة التي تضم 157 ملازماً، وأدّت نشيد المدرسة الحربية ضمن صفوف منتظمة وبصوت واحد موحّد. بعدها، تقدّم طليع الدورة السابقة وتسلّم إمرة الدورة المتخرّجة قائلاً: «دورة، الأمر لي». وأمر الدورة المتخرّجة «أيها الفتيان اركعوا»، وبحركة واحدة رفعوا أيديهم الى السماء وركعوا على ركبة واحدة منزلين أيديهم معاً. ووجّه طليع الدورة السابقة السؤال الى طليع الدورة المتخرّجة، بهجت مصطفى الخطيب: «يا طليع الفتيان ماذا اخترتم لتسمية دورتكم؟» فأجاب الخطيب: «نطلب لدورتنا إسم دورة العميد الشهيد نجيب واكيم».
تقدّم طليع الدورة السابقة من الرئيس سليمان بخطى رياضية وطلب تسمية الدورة: «بإسم هؤلاء الفتيان، أطلب تسمية دورتهم، دورة العميد الشهيد نجيب واكيم»، فردّ رئيس الجمهورية: «فلتسمَّ دورتكم دورة العميد الشهيد نجيب واكيم».
وعلى وقع هذه الكلمات، علا التصفيق بين الحضور والأهالي، فيما كان طليع الدورة السابقة عائداً الى مكانه، وأمر الدورة المتخرّجة قائلاً: «يا رجال دورة العميد الشهيد نجيب واكيم، قفوا». وقد قُرعت الطبول اختتاماً بأمر من مساعد قائد العرض.
تلاوة المراسيم
بعد العرض، تلا وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال الياس المر، مرسوم ترقية تلامذة ضباط الجيش، الذين يتوزعون على النحو الآتي: 85 ضابطاً في القوات البرية، 9 ضباط في القوات الجوية و5 ضباط في القوات البحرية.
وتلا وزير الداخلية والبلديات زياد بارود، مرسوم ترقية تلامذة ضباط قوى الأمن الداخلي والأمن العام.
خلال تلاوة الأسماء، علت التصفيقات والزغاريد والهتافات، آتية من ناحية أهالي المتخرّجين ولمعت دموع الفرح في عيون الضباط الجدد.
السيف والقَسَم
بعد ذلك، وقف رئيس الجمهورية وبدأ بتسليم السيوف الى المتخرّجين الذين تقدم كل منهم بخطى رياضية، فور تلاوة إسمه، يتسلّم سيفه من رئيس الجمهورية ويضعه تحت إبطه الأيسر ثم ينصرف.
بعد الإنتهاء من مراسم تسليم السيوف، أمر التأهب، احتراماً لعلم الجيش الذي يتقدّم من أمام رئيس الجمهورية، بينما يؤدي طليع الدورة التحية، وينزع غطاء الرأس ممسكاً زاوية العلم بيده اليسرى، رافعاً يده اليمنى مقسماً اليمين:
«أقسم بالله العظيم أن أقوم بواجبي كاملاً حفاظاً على علم بلادي وذوداً عن وطني لبنان».
هذا القَسَم الذي جرّد الشباب والرجال من أنانيتهم، واستشهد الكثير منهم التزاماً به. أعلن الضباط المتخرّجون التزامهم مقسمين:
«والله العظيم».
كلمة رئيس الجمهورية
رئيس الجمهورية ألقى كلمة في المناسبة هنا نصها:
«أيها الضباط المتخرّجون، تشمخون اليوم بسيوفكم المعقودة في ساحات المجد والعزة والكرامة. وما العميد الشهيد نجيب واكيم سوى بطل من أبطالها ما رضي بالغدر والعدوان، فكان مع كوكبة من الضباط والجنود من الأوائل الذين قدّموا دمهم فداء لعقيدتهم الوطنية فتخلد هو والرفاق ليخلّد العلم وينهض الوطن. تنطلقون من منهل المعرفة والشرف لتلتحقوا بقطعاتكم وأفواجكم وألويتكم حماة الوطن أنتم وعنوان بقائه. إعلموا أن تنشئتكم العسكرية وتاريخ جيشكم والقوى الأمنية يدعوانكم إلى التزام قسمكم كما أسلافكم ورفاق السلاح. بكم يأمن المواطن غده ويطيب يومه فأنتم الذين عصيتم على العدو فما استطاع شرذمتكم وانتصرتم عليه. يكفيكم أن شعبكم يؤازركم فقد كنتم على الدوام له وللدولة ولن تكونوا يوماً مجرد حماة للنظام.
لقد عانى لبنان منذ نشأة الكيان الإسرائيلي وكانت التضحيات تلو الاخرى ترخص للرد على العدوان فتصديتم لأدواته ولعملائه حفظاً لعزّة الوطن وصوناً لقيمه وحضارته الفريدة المميزة. فلقد حاول الإرهاب وتحت ستار الدين الذي هو منه براء، وبإستعماله مخيمات الشعب الفلسطيني المظلوم، أن يوجه لكم ضربة قاصمة باعتقاده أنه يستطيع إرهابكم مقدّمة لإنهاء الوطن. كما نشطت شبكات العملاء محاولة اختراق بعض ضعاف النفوس إلا أن تضحياتكم وصمودكم وسهركم الدائم وأنتم أصحاب قضية قبل كل شيء أحبط كل تلك المؤامرات.
إن كل نقطة دم أريقت لم تذهب هدراً بل روت هذه الأرض الطيبة ليبقى لنا الربيع. ولم تقو الأعاصير على زعزعة كياننا. إن المهام الملقاة على عاتقكم جسيمة فأنتم تدافعون عن الحدود إلى جانب قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام. ومع هذا فإن إسرائيل لا تزال تخرق القرار 1701 بأعمال استفزازية جواً وبراً وبحراً وبتجنيد العملاء في شبكات التجسّس. من هنا فإننا نجدد المطالبة بمتابعة التطبيق الكامل لهذا القرار من دون أي تعديل في مندرجاته، ونشدّد على تنفيذ بنوده كافة من قبل إسرائيل والإنسحاب من الأجزاء التي لا تزال محتلة من أرضنا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر. فهذا القرار الذي إرتضيناه ووفرنا الدعم الكامل له عبر إنتشار سريع وغير مسبوق للجيش في الجنوب بعد غياب لأكثر من ثلاثة عقود، إنما يؤمن الطريق الدبلوماسي لتحرير الأرض، لكنه بالطبع ليس الطريق الوحيد المشروع لمن احتلت أرضه وهتكت حدوده. كما ينبغي التأكيد في هذا الصدد أن واجبنا يدعونا أن نحرص أشد الحرص على عناصر قوات الطوارئ، كما نحرص على جنودنا وعناصرنا وهم الآتون من عدة دول بناءً على طلبنا، للتأكد من الإنسحاب الإسرائيلي الكامل من أراضينا بدون قيد أو شرط وللمحافظة على الأمن والسلام في جنوبنا الغالي».
وتابع:
«إعلموا أيها الضباط المتخرّجون أن مؤسستكم تقدم النموذج المميز في المحافظة على القيم الإنسانية المتمثلة بالديمقراطية وصون الحريات العامة وإحترام حقوق الإنسان ونبذ التعصب والطائفية، فهي تعمل وتنتظم بالقرار السياسي. وقد شهدنا إستحقاقات كبرى واكبت عودة لبنان الدولة إلى مكانتها في الخريطة العربية والدولية، فكانت العلاقات الدبلوماسية مع الشقيقة سوريا، والتي رسّخت عمق العلاقة بين الشعبين. واستطعنا أن نجنّب الوطن ارتدادات وآثار الأزمات الإقليمية والعالمية، ولم يعد ساحة للصراعات بل للحوار وإستعاد صوته المدويّ والمسموع في المحافل. كما اجتزتم وبإمتياز استحقاق الإنتخابات النيابية التي اجريت للمرة الأولى في يوم واحد وكانت شفّافة وحرة بشهادة الداخل والخارج، وما الحركة السياحية والثقافية والإقتصادية التي تعم أرجاء الوطن بأكمله إلا ثمرة جهودكم وتضحياتكم والتزامكم الدؤوب. أنتم قطعاً حزام الأمان لوطن استعاد رونقه وتألقه».
وتابع فخامة الرئيس:
«أيها اللبنانيون، لا بد لنا في هذا اليوم ونحن نشهد على حصاد عقود من عمل شبابنا الذي إختار الإنضواء في الأسلاك العسكرية، إلا أن نقف وقفة مساءلة ذاتية ونقد مسؤول عما قدمناه كسياسيين، منحنا الشعب ثقته لتحصين وحدتنا الوطنية، أقله وفاء لدم الشهداء كل الشهداء على مساحة الوطن لأي طائفة أو دين إنتموا وفي أي عقيدة أو حزب إنتظموا. ترى ما الذي يمنعنا من تحقيق حلم كل شهيد بوطن ديموقراطي حرّ بعيداً عن الطائفية والمحاصصة؟ وما الذي يثنينا عن القيام بخطوات إصلاحية لازمة فنعزل الفاسد ونكف يد السارق ونتبرأ من حامل السلاح لغاياته الخاصة لتتمكن القوى الأمنية من ضرب المخلين؟
هلمّوا نقف وقفة ضمير أمام أرواح شهداء الجيش الذين تصدوا للإرهاب وللعدو الإسرائيلي جنباً إلى جنب مع شهداء المقاومة، وأيضاً مع الشهداء من الأطفال والشيوخ والنساء الذين آمنوا فصمدوا بوجه آلة العدو المجرمة وغدر الإرهاب. هلمّوا نقف وقفة تأمل أمام أرواح الشهداء الرؤساء والقادة والسياسيين والإعلاميين والمثقفين الذين عملوا فأغنوا الوطن وكانوا قرابين على مذبحه. منهم نستلهم مسيرتنا وبإرادتكم نقارع المستحيل وبالمؤسسات نبني وطناً.
إن التاريخ لن يرحم والشباب الذين شاركوا في العملية الإنتخابية وأولئك الذين سيشاركون مستقبلاً عندما يبلغون الثامنة عشرة من العمر وأقرانهم المغتربين الذين لبّوا دعواتنا فأتوا ليلمسوا أن وطنهم بخير، والذين سيمارسون حقهم في الإنتخاب العام 2013، كلهم سيحاسبوننا على أي تقصير أو تقاعس أو تفريط فصوت الشعب من صوت الله، ومن غير المسموح أن نخذلهم. حرام علينا بعد كل ما جرى أن نقع أسرى الأرقام. حرام على الوطن أن نأسره بأرقام وتواريخ طبعت سجالاتنا ومعاركنا الإنتخابية الطائفية بل المذهبية. لنخرج لبنان من هذا السجن فهو والحرية صنوان.
تعالوا نتّحد حول كل تاريخ يحررنا بدل أن يأسرنا. إن العالم يثق بقدراتنا وما من زائر أو متابع خارجي لأوضاعنا إلا ويعرب عن إعجابه الشديد بحيوية الشباب اللبناني، سواء في الوطن أو في بلاد الاغتراب. فما العلة إذا؟ إذا كانت العلة فينا كمسؤولين فلنذهب ونعطي مكاناً لهؤلاء. وإذا كانت في الدستور فلنعمل على تعديله أو تصحيح ما يعتريه من شوائب وضمن روحية اتفاق الطائف ما يكفل تحقيق التوازن بين السلطات. أما إذا كانت العلة في الطائفية فلنعمل على تطبيق ما دعا إليه الطائف في هذا المجال، فنباشر فوراً في وضع قانون إنتخابي جديد يزيل شوائب الماضي ويعكس تمثيلاً حقيقياً لأصوات الناخبين، ووضع تصور منهجي متدرج يفضي إلى إلغاء الطائفية السياسية التي ما زالت تفرز المطبّات المعيقة لتطور الحياة السياسية في لبنان. إن ذلك لا يعني التفريط في المشاركة الكاملة للطوائف وفقاً لميثاق العيش المشترك المنصوص عنه في البند «ي» من مقدّمة الدستور، بل تحصين هذه المشاركة بتطوير قواعد الإختيار ليبقى لبنان حاجة للإنسانية ونموذجاً حياً وخلاّقاً للتنوع والحوار والتفاعل بين الطوائف. فلا مبرر لأن يتملكنا خوفٌ أو ترددٌ أو خشية من المحظور في مقاربة هذا الموضوع. كما لا يجب ألا تكون لدينا خشية من مقاربة موضوع الإشكالات الدستورية التي ظهرت خلال الأزمات التي واجهها لبنان خلال السنوات الماضية بشأن دور رئيس الجمهورية والمسؤوليات الواضحة التي يجب أن تلقى على عاتقه كي يتمكن من إدارة البلد وإخراجه من مأزق التجاذبات المعطّلة لمصالحه وشؤون المواطنين».
وتابع:
«إن ما يدفعني إلى طرح هذه النقاط والتساؤلات هو وفقاً لأحكام الدستور بالذات، مسؤوليتي كرئيس للدولة تجاه شعبي، خصوصاً ونحن نجري المشاورات لتأليف حكومة جديدة تعكس وحدة اللبنانيين وروح المشاركة الحقيقية. وفي هذا الإطار دعوني أؤكد من جديد على دور رئيس الجمهورية الضامن لهذه المشاركة إلى جانب دوره كحام لهذا الدستور. ويشكل المسار الذي تتخذ عملية التشكيل تجربة متجددة لروح الديموقراطية وصيغة العيش المشترك بعد سنوات طويلة لم نكن نقرر فيها الاستحقاقات الدستورية الرئيسة، حيث كانت تغلب طوال هذه الفترة تدخلات خارجية مساعدة أو معيقة لمثل هذه الاستحقاقات، أكان ذلك على مستوى إجراء الإنتخابات أو تشكيل التركيبة الوزارية. إلا أن تأخر ولادة الحكومة بالسرعة التي يتوق إليها اللبنانيون وتستلزمها حاجات البلاد وإستحقاقاتها، يدعونا إلى التفكير في الثغرات الدستورية التي تعيق قواعد اللعبة الديموقراطية ودوران عجلة الحكم وحسن سير المؤسسات الدستورية والسلطات المحركة للدولة. وعلينا معاً أن نضع الإصبع على هذه الثغرات ونبتدع لها الحلول والمخارج وفقاً لروحية الدستور اللبناني. لذا أمام حكومتنا العتيدة مهمات ومسؤوليات كبيرة. فهي إذ تضم مختلف الأطياف السياسية يتوقع اللبنانيون منها أن تباشر عملية إصلاح واسعة في القطاعات الإدارية والإقتصادية والمالية والخدماتية والإجتماعية، بحيث تنقل البلاد إلى عتبة الحداثة والتطور وتغلق مزاريب الهدر وتضع خطة واقعية وواضحة للخروج من الأزمة الإقتصادية التي تعيشها البلاد، وتخفيف أعباء الديون التي ترهق خزينة الدولة والمواطنين، وإيجاد حلول ناجعة لمشاكل الكهرباء والمياه وقطاع الإتصالات والنقل وغيره».
وقال:
«إن بناء الوطن لن يكون إلا بتقديم التضحيات والتنازلات لأجله. ولا تقوم قائمة وطن إلا بمقدار ما يتنازل كل منا عن أنانيته ومصالحه لصالح الخير العام، فخير الوطن خير للجميع وخير الجماعات شر لغيرها. إن العالم يتحرك ويتقدم بسرعة يكفينا أن نتابع ما يجري على مساحة الحداثة والإختراع لذا لا يجوز أن نقف مكتوفي الأيدي نراوح مكاننا، بل علينا السعي بإيمان وعزم ومنهجية وثبات لحل مشاكل اللبنانيين الحياتية والعمل لبناء مستقبلهم وتحقيق آمالهم والأحلام. إن الشعب توّاق إلى الإصلاح الإداري والسياسي، وإلى تطبيق ما تبقى من إتفاق الطائف الذي يعتبر ضمانة للجميع. وما تم الإتفاق عليه في مؤتمر الحوار الوطني العام 2006 انطلاقاً من روحية وميثاقية اتفاق الطائف الذي يجب أن يقرأ بتمعن وعمق. والشعب توّاق بالتأكيد إلى أن يلمس خطوات جدية وهادفة لتحديث المؤسسات ولتعزيز الديموقراطية والمواطنية، وآليات قيام المجتمع المدني، وتحقيق اللامركزية الإدارية تمكيناً من تحقيق الإنماء المتوازن والمستدام. فالعمل كثير ومتراكم وآخر ما يتوقعه اللبنانيون من المسؤولين هو أن يغرقوا في التجاذبات السياسية التي تعرقل العمل على تحقيق تطلعاتهم وتجهض أحلامهم وآمالهم بالعيش الكريم والآمن».
وختم قائلاً:
«أيها الضباط المتخرّجون، لنا أن نفتخر بكم دماء جديدة تضخ في عروق المؤسسات العسكرية فيتحوّل الأول من آب إلى ربيع متجدّد على تراب الوطن سياجاً وقدوة. ولكم أن تكونوا مثالاً للوطنية ورسالة لبنان، اليكم تشخص العيون وبكم يطمئن الى غده وأحلام أبنائه. فلا تترددوا يوماً أمام كبر المسؤولية والواجب. عشتم عاش الجيش وعاش لبنان».
عرض التحية
بعد كلمة رئيس الجمهورية أمر قائد العرض بالإستعداد لعرض التحية وأعطى الأوامر اللازمة لتحريك الوحدات إلى المكان المخصّص. وبعد خروج القوى أعطى طليع الدورة المتخرّجة الأوامر اللازمة واخذت الدورة مكانها شمال ممر خط عرض التحية في مواجهة المنصة. ثم أعطى أمر تقديم الحسام فوشحه كل ضابط متخرّج عند مرور علم الجيش من أمامه.
بعدها وقف رئيس الجمهورية والحضور وأمر قائد العرض «إلى الأمام سر» وسارت القوى بالترتيب المحدد لها، في الطليعة فصائل الخطوة الموقعة، تليها فصائل الخطوة الرياضية.
العرض العسكري
شاركت في العرض العسكري الذي أقيم للمناسبة فرق من موسيقى الجيش، الأعلام والبيارق، المدرسة الحربية، معهد التعليم (مدرسة الرتباء)، القوات البحرية، القوات الجوية، الشرطة العسكرية، لواء الحرس الجمهوري، لواء الدعم، اللواء اللوجستي، المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، المديرية العامة للأمن العام، المديرية العامة لأمن الدولة، مديرية الجمارك العامة، فوج المغاوير، فرع المكافحة، الفوج المجوقل، وفوج مغاوير البحر.
وفي أثناء العرض العسكري، حلّقت طائرتان من نوع «هوكر هنتر»، ومروحيات عسكرية من طراز «غازيل»، وطائرة تدريب «كرافان - سيسنا».
العميد الشهيد نجيب واكيم
- من مواليد 29/5/1957 - جبيل.
- تطوّع في الجيش بصفة تلميذ ضابط بتاريخ 22/9/1980.
- حائز العديد من الأوسمة والتهاني الى تنويه العماد قائد الجيش.
- من عداد فوج الأشغال المستقل.
- متأهل وله ثلاثة أولاد.
- استشهد بتاريخ 18/7/2006 في حارة الست - الجمهور (عدوان تموز).
- رقي لرتبة عميد بعد الاستشهاد.
يوم استشهد هو ورفاق السلاح، نعت قيادة الجيش ضباطها ورتباءها وأفرادها الذين، وإن غابوا بأجسادهم، سيبقون راسخين في عقولنا، وإسمهم خالد في ذاكرة الوطن وتاريخه:
«إنه قدر الأبطال...
قدر مَن حملوا حياتهم على أكفّهم وسواعدهم، يسعون بها الى ترميم ما تقطّع من وصال الوطن... فاحتضنهم تراب الوطن يروونه بدمائهم الطاهرة التي أسالتها صواريخ الغدر الحاقدة.
إنه قدر الشرفاء...
قدر مَن تكلّلوا بشرف الإنتماء الى هذا الوطن، والوفاء لمؤسسته العسكرية، والتضحية بحياتهم على مذبحه.
هؤلاء الأبطال، رفرفت أرواحهم في سماء لبنان، وتحديداً فوق ثكنة شكري غانم - الفياضية في الأول من آب 2009، فتوجّهت أنظار الضباط الجدد نحو السماء نحو الشهداء الأبرار تعاهدهم على الوفاء لذكراهم ومتابعة درب الشرف والتضحية.
في السجل الذهبي
دوّن فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في سجل المدرسة الحربية الكلمة الآتي نصها:
سيوفكم تُعلي سياج الوطن، وتعلو للحق والأمان والذود عن لبنان وشعبه في مواجهة العدوان الإسرائيلي وغدر الإرهاب.
من مدرسة الشرف، وفي عيد المؤسسة التي تمثّل وجه بلادنا الفريد، تُضخّ دماء جديدة في عروق الوطنية والتضحية والإباء.
لكم هذا الفخر أن تكونوا دوماً للعلى، ولمجد تصنعونه ببريق العزّة والوفاء والسهر على تراب وطن يولد كل يوم من تضحيات أبنائه، وعزمهم وتضامنهم في إطار الدولة الجامعة والعادلة والقادرة التي نسعى لتصليب لبنتها وإعلاء بنيانها.
فهنيئاً لكم شمعة جديدة تطفئونها على إسم قيم محفورة في قلب المؤسسة وأبنائها، شعلة للوطنية والبطولة.
العماد ميشال سليمان رئيس الجمهورية اللبنانية
• الجيش:
1- القوات البرية:
• بهجت مصطفى الخطيب - إشارة.
• فؤاد داني وهبي - هندسة قتال.
• حسام علي مهنا - مدرعات.
• حسين علي حماده - لوجستية.
• محمد كمال بدر الدين - مدفعية.
• محمد يوسف شمعون - مشاة.
• هشام صلاح البتديني - مشاة.
• علي حسن زين الدين - مدرعات.
• قاسم حيدر أحمد - مدفعية.
• مروان فهد ذبيان - مدفعية.
• جان طانيوس أسعد - مشاة.
• باتريك الياس حليحل - مشاة.
• سعيد محمد أبو ريش - هندسة قتال.
• حسام علي شكر - هندسة قتال.
• محمد عباس يحي - مشاة.
• اسكندر عبد الحسين حسان - هندسة قتال.
• محمد غسان قداح - مشاة.
• شادي فؤاد زين - مشاة.
• شربل ابراهيم حكيم - هندسة قتال.
• زكريا رهيف الحاج شحادة - مشاة.
• جورج أسعد زعيتر - مدرعات.
• نادر نقولا ايساكوف - مشاة.
• رئبال أنور تمراز - مدرعات.
• يحي أسعد عقل - مدرعات.
• حمد أحمد بهاء الدين - مشاة.
• اسكندر جوزف العلم - إشارة.
• الياس أنطوان البلعة - مشاة.
• روبير فواز أبو رزق - مدرعات.
• انترانيك سركيس دميرجيان - مشاة.
• مالك حسن الأدرع - مدرعات.
• أحمد محمد الأسعد - هندسة قتال.
• أحمد محمد معطي - مشاة.
• أدولف ميشال نبهان - مدرعات.
• غطاس نمر عطيه - مدفعية.
• أحمد حسين خليفة - مشاة.
• رامي الياس مفرج - مشاة.
• عماد سليم جانبين - مشاة.
• أحمد محمود طبيخ - مشاة.
• وائل سامي منصور - مدرعات.
• جمال فواز ساطي - مشاة.
• بكر أحمد علي - مشاة.
• محمد سامي فرحات - مشاة.
• جوزف جورج التنوري - هندسة قتال.
• جان الياس الخوري - مشاة.
• محمد شكيب بو حمدان - مشاة.
• جرجس مارون الخوري - مشاة.
• خليل نقولا الفلك - مشاة.
• كريم سامر المشطوب - مشاة.
• أنطوني رزق أبو فيصل - مدفعية.
• شربل جوزف بشعلاني - مدفعية.
• أحمد ابراهيم أيوب - مشاة.
• توفيق ريمون الخوري - مشاة.
• علي رياض أبو شاهين - مشاة.
• حسين علي نايف - مشاة.
• علي كامل ترحيني - مشاة.
• أنطونيوس كرم كرم - مشاة.
• مارون جوزيف رزق - مشاة.
• جوزيف الياس سمعان - مشاة.
• سليم عبد الله الزيبق - مدفعية.
• الياس جوزاف خليل - مدرعات.
• نبيل يوسف صراف - مشاة.
• باسل طنوس طعمه - مشاة.
• محمد نزيه البابا - مشاة.
• يوسف سليم مينا - مشاة.
• الياس جرجي سمعان - مشاة.
• موسى محمد ناصر الدين - مشاة.
• أحمد مصطفى برغل - مشاة.
• جان ميشال الشامي - مشاة.
• جرجس مطانيوس رزق - مشاة.
• محمد عون حميه - مشاة.
• بديع كرم كرم - مشاة.
• سركيس باخوس رحمه - مشاة.
• لوسيان دوميط ليشاع - مشاة.
• الياس البدوي البيسري - مشاة.
• وليد محمد ديب عدويه - مشاة.
• مارون بشارة زيدان - لوجستية.
• حنا جوزيف الحمصي - مشاة.
• عامر خالد العتر - مشاة.
• فضل عباس عباس - مشاة.
• يعقوب رياض عطيه - مشاة.
• علي محمد أبو ملحم - مشاة.
• بيتر الياس هندي - مشاة.
• أسعد طعان الياس - مشاة.
• جورج بطرس مزهر - مشاة.
2- القوات الجوية:
• أدهم عدنان شرف الدين - طيار.
• علاء علي خشيش - طيار.
• جورج أنطوان فريحة - طيار.
• يوسف بول الحاج - طيار.
• ميشال فريد منصور - طيار.
• جورج ايلي لبس - طيار.
• رامي عبد الساتر الحجيري - طيار.
• منوال شكري نعمة - طيار.
• وسام مفيد زبد - طيار.
3- القوات البحرية:
• حسين علي طباجه - بحري.
• مكرم شفيق الحايك - بحري.
• شارل زخيا القصيفي - بحري.
• محمد جمال حمزه - بحري.
• ربيع جوزيف مخول - بحري.
• أمن داخلي:
• سامر أبو شقرا.
• عمر السيّد.
• زيدان ياسين.
• فادي توما.
• محمد عاشور.
• إيلي أبي فاضل.
• عاصي الشعار.
• عوض شعبان.
• ابراهيم غيا.
• منير عبد الخالق.
• جورج عبده.
• جوزف سرحان.
• حسن سرور.
• وجدي الحلبي.
• محمد عبدالله.
• فيليب المرّ.
• حسين وهبي.
• جاك شكور.
• نزيه عليق.
• أمير دياب.
• شربل سكندر.
• سامر سليمان.
• غسان الحاج حسن.
• حسن حمزة.
• نادر قصب.
• طارق يونس.
• محمد الحاج شحادة.
• سامر سكاف.
• خالد قدورة.
• جورج عاصي.
• ايلي الراسي.
• طارق بدران.
• عباس فواز.
• مخايل الخوري.
• أمين أحمد.
• أنطوان الفخري.
• زياد داغر.
• سعد أبو شقرا.
• سامر حنين.
• حسن منصور.
• ألان أبو طعان.
• ريمون عزيزة.
• جوني عيسى.
• سامر معلوف.
• طيفور حدشيتي.
• جورج الهاشم.
• رامي شقير.
• سيدريك سلوم.
• روجيه الجبرين.
• أحمد طالب.
• أمن عام:
• فريد خليل.
• خليل حربس.
• وائل عون.
• زياد أسطه.
• منصور عبدالله.
• مروان مخايل.