- En
- Fr
- عربي
طب وصحة
الصداع النصفي (Migraine) والصداع التشنّجي (Tension Headache) هما السببان الرئيسان لأوجاع الرأس، التي تستحوذ على النسبة الأكبر من المعاينات الطبية. تشخيص المرض المسبّب لآلام الرأس وطرق العلاج في هذا الحديث مع الدكتور شاكر خميس الإختصاصي في أمراض الجهاز العصبي.
أسباب الوجع
• ما هي نسبة أوجاع الرأس، وما هي الأسباب الكامنة خلفها؟
- تعتبر أوجاع الرأس من بين أهم أسباب المعاينات الطبية، وهي تصيب أكثر من 10 في المئة من الناس.
أوجاع الرأس متعددة الأسباب، ويشكّل الصداع النصفي أي «الميغرين» والصداع التشنّجي أبرز الأسباب، فهما مسؤولان عن 90 في المئة من أوجاع الرأس.
ينتج الصداع النصفي «الميغرين»، عن توسّع جزء من الشرايين الخارجية للرأس، وهو يأتي بشكل نوبات أوجاع مؤلمة وحادة تراوح مدتها بين دقائق معدودة و48 ساعة أو أكثر. يسبب الصداع النصفي معظم الأحيان أوجاعاً تمتد من العين الى نصف الرأس، وهي غالباً على شكل نبضات القلب، تنتقل من جهة الى جهة أخرى، ويرافقها غثيان أو تقيؤ وانزعاج من الضوء والضجيج. وقد تسبق أوجاع الرأس أحياناً غشاوة على العين تمرّ كالبرق (Aura)، كما يرافقها نادراً شلل جزئي أو نصفي، ولكنه مؤقت يزول مع زوال الصداع.
تشخيص الطبيب لهذا النوع من الصداع يرتكز على قدم هذه النوبات. حيث من الممكن أن لا تتكرر لعدة أشهر، أو أن تتكثّف لتصبح بمعدل نوبة أو نوبتين أسبوعياً، وهنا يبدأ المرض بالتأثير على نوعية الحياة والعمل.
وأضاف الدكتور خميس: الصداع النصفي من أهم أسباب التعطيل عن العمل، وتفادياً لذلك يجب تشخيص هذا المرض وعلاجه. والجدير بالذكر، أنه لا فحوصات إشعاعية أو مخبرية تشخّص الصداع النصفي، فالتشخيص يتمّ سريرياً فحسب من خلال طرح العديد من الأسئلة على المريض. أمّا الفحوصات التي تُطلب من المريض، فهي لاكتشاف أسباب أخرى غير الصداع النصفي أو التشنجي.
طريقة العلاج
• ما هي العوامل المؤثرة على المرض، وكيف تتم طريقة العلاج؟
- يصيب الصداع النصفي نسبة من النساء أكبر من نسبة الرجال، وذلك بسبب التقلبات الهرمونية في أثناء العادة الشهرية. كما أن تقلبات المناخ تؤثر على الصداع النصفي، ولا سيما الطقس الحار. ولطريقة التغذية تأثيرها ايضاً، لذلك ننصح بتفادي أنواع عديدة من الأجبان والنبيذ والبهارات، وباعتماد نوعية حياة معتمدة على طريقة معينة من التغذية وبعيدة عن السهر الطويل والضجيج والبدانة، الى ممارسة الرياضة بشكل دائم.
وقبل اللجوء الى الأدوية نحبّذ مراقبة وتيرة تكرر النوبات وأسبابها.
أما العلاج بالأدوية فهو نوعان:
1- العلاج من النوبة الحادة، الذي يعتمد على أنواع من الأدوية المسكّنة... ويعطى فقط عند حصول النوبة، وخصوصاً إذا كانت تأتي بشكل عابر.
2- العلاج المزمن للمريض، والذي يعطى عندما يعاني المريض، على الأقل، نوبة صداع حادة أسبوعياً أو نوبة كل أسبوعين تدوم نحو 48 ساعة، وبالتالي تشكّل تعطيلاً لحياته العملية.
ولفت الدكتور خميس الى أن تناول المسكّنات بصورة مستمرة، يجعل الصداع على علاقة مباشرة بهذه الأدوية، بمعنى أنها تصبح المسبب الرئيس للصداع.
الصداع التشنّجي
• ما هي أسباب الصداع التشنّجي، وهل هي مشابهة في عوارضها للصداع النصفي؟
- لم يتوصل العلم الى معرفة الأسباب المباشرة لهذا الصداع، الذي يصيب عدداً كبيراً من الناس. والصداع التشنّجي هو صداع حاد ومزمن، يتميّز عن الصداع النصفي، بأنه ليس بشكل نبضات، وهو ينطلق في معظم الأحيان من خلف الرأس ترافقه أوجاع في الرقبة، ويمكن أن يرافقه تقيؤ وانزعاج من الضجيج وليس من النور.
وأوضح قائلاً: إنه صداع يشمل الرأس بأكمله ويشدّ في صداغات الرأس. ويمكن أن يحصل مرة أسبوعياً، أو يومياً، ويترافق الألم مع القلق الدائم، ولا سيما خلال النوم.
وهذا النوع من الصداع، على عكس الصداع النصفي، يتكرّر بصورة مستمرة، لدرجة أن المريض يعتاد عليه، ولا يشكّل سبباً لتعطيله عن العمل.
تطوّر المرض
• هل يتطور هذا المرض وكيف؟
- يتطور هذا المرض بحيث يصبح مرضاً مزمناً يصيب المريض يومياً، ويمكن أن ترافقه أوجاع متنقلة في جميع عضلات الجسم وفي الأطراف والظهر (فيبرو ميالجم). وعلى الطبيب العمل على إراحة مريضه وتنبيهه وإعلامه، بأن كثرة الفحوصات الطبية، تشكّل مصدر قلق له من دون أن تكون ذات فائدة.
وأشار الدكتور خميس الى أن هناك بعض الحالات التي يكون الصداع فيها مزدوجاً أي يترافق الصداع النصفي مع التشنّجي، وأنه على الطبيب حثّ المرضى على عدم تناول المسكّنات مجدداً، لكي لا يتحوّل المسكّن الى مسبّب الوجع بدل أن يكون علاجاً.
العلاج النفسي
• ما هو العلاج لهذا النوع من الصداع؟
- يوصي الطبيب مريضه باعتماد العلاج النفسي، وأحياناً بتناول الأدوية الخاصة بحالات الإكتئاب والقلق النفسي في حال ترافقها مع الصداع، وتناول الأدوية المسكّنة مؤقتاً عند حصول نوبة وجع عابرة.
ويشير الدكتور خميس الى أن هناك صداعاً نصفياً في الوجه أو في العصب الخامس للوجه (نيفرالجي)، وصداعاً في شرايين الوجه (ألجي فاسكولير).
واعتبر أن توعية المريض أهم من العلاج، وخصوصاً طمأنته الى عدم خطورة مرضه، وعدم الإنجرار الى إجراء الفحوصات الطبية المتكررة، فهذه تصبح مصدر قلق.
وذكر أنه لكل مريض ولكل حالة، طريقة علاج مختلفة عن غيرها، وذلك وفق ما تستدعيه الحاجة وعوارض المرض.
وأخيراً لفت الى وجود أسباب أخرى مسؤولة عن نسبة ضئيلة من أوجاع الرأس منها ما يرتبط بالجيوب الأنفية، وضغط العين، أو أمراض السحايا والتورمات الدماغية والتهابات شرايين الرأس...