- En
- Fr
- عربي
اسماء لامعة
مكسيم شعيا أحلام شاهقة تتحقق "إذا كان هدفك القمة فالباقي تفاصيل"
بطلٌ من أبطال لبنان، مغامر تحدّى القمم وآخرها «إڤيرست» الأعلى في العالم. زرع العلم اللبناني على قمم العالم السبع، وفي القطبين الجنوبي والشمالي.
شعاره «عندما يكون هدفك القمة فالباقي تفاصيل»، هدفه في الحياة توعية الشباب وصولاً الى تعزيز قدراته واستغلالها الى أقصى الدرجات.
إنه رائد الطموح مكسيم شعيا، الذي أكّد مقولة أنه «ما من شيء سهل، ولكن ما من شيء مستحيل».
ولادة بطل
في بيروت العريقة، ولد البطل مكسيم شعيا العام 1961. والده السيد إدغار شعيا (رئيس نقابة الصيارفة سابقاً) ووالدته السيدة رينه عبدالله، وهو الإبن البكر للعائلة المؤلفة من أربعة أولاد.
تأثر مكسيم بمبادئ والده وعاداته، ومن أبرزها ممارسة الرياضة. فقد كان يصطحبه وهو في الثانية عشرة من عمره، الى الأندية الرياضية. والى ممارسة رياضة المشي، وركوب الدراجات الهوائية وصيد السمك. كما أخذ عن أمه الصبر ومحبة الناس.
تلقى علومه الإبتدائية في عدة مدارس داخل لبنان وخارجه. فالعائلة اضطرت الى مغادرته، إثر اندلاع الحرب اللبنانية، متوجهة الى فرنسا، ومن ثم الى كندا فاليونان وبريطانيا.
في بريطانيا تابع علومه الجامعية في جامعة بريطانيا للعلوم الإقتصادية والسياسية, وحاز إجازة في الاقتصاد بدرجة ممتاز.
عاد الى لبنان ليتسلم عمل والده في شركة الصيرفة، ولكنه كان دائم الحنين الى فترة من حياته في الخارج، حيث كان يمارس الرياضة في الطبيعة مشاركاً في المسابقات الرياضية الهوائية (الركض، الدراجات الهوائية، التزلج، التسلق والتجديف...). ففي المدارس التي انتسب اليها (كندا، فرنسا واليونان) احتل المراتب الأولى في هذه المسابقات وحاز مئات الكؤوس والميداليات، ومن بينها الكأس الأحب الى قلبه «سبيرو تسيليمباريس» (Spiro Tsilimparis Cup)، التي كتب عليها عبارة شكسبير الشهيرة، «الجبان يموت مئة مرة قبل موته، أما الشجاع فلا يذوق الموت إلا مرة واحدة». كانت هذه الكأس نتيجة اعتباره أفضل رياضي في المدرسة اليونانية «كامبيون سكول» (Campion School).
تزوج مكسيم شعيا من السيدة باسكال كسرواني العام 1989، وله منها ولدان، إدغار (15 عاماً)، وكيلي (13 عاماً) وهي تعشق الرياضة كوالدها، وقد شاركت منذ شهرين في معسكر للتزلج على ارتفاع 3000 متر.
الحلم يتحقق
على الرغم من نجاحه في عمل الصيرفة، إلا أن الحلم بالمشاركة بسباقات رياضية أو تنظيم مثل هذه السباقات، استمر يراوده، الى أن تحقق هذا الحلم مع تأسيسه شركة «ڤي أو تو ماكس» (متخصصة باللوازم الرياضية، وتنظيم السباقات).
شارك مكسيم في العديد من السباقات الرياضية في لبنان والعالم، ومثّل لبنان في العديد من الدول كتايلاند، مصر، وكينيا. وفي أفريقيا، تعرّف على قدراته البدنية، من خلال تسلّقه جبل كيليمينجارو، وقرّر ممارسة رياضة التسلّق.
من أهم السباقات التي كان مكسيم شعيا صاحب فكرتها «دورية التزلج في بلاد الأرز» (العام 2008). هذا السباق كان الأول من نوعه في لبنان والعالم العربي وقد شارك فيه رياضيون من مختلف دول العالم، إضافة الى الجيش اللبناني الذي فاز بالسباق (فوج المغاوير) وهو اليوم في صدد تنظيم سباق مماثل يقام في آذار القادم.
القمم السبع
اكتشف مكسيم شعيا أن هناك ما يسمى بالقمم، وقال في سرّه: «عليّ أن أتحدّى نفسي، وأتسلّق هذه القمم»، وضع نصب عينيه مقولة أنه «عندما يكون هدفك القمة فالباقي تفاصيل». وهكذا حصل، تحدّى نفسه بإيمان، واجه البرد والجوع والعطش، واجه المخاطر على أنواعها، ولكنه وصل، وصل الى القمم السبع، ومن بينها أعلى قمة في العالم قمة «أڤيرست»، وزرع عليها علم بلاده، العلم اللبناني الذي يفتخر به، ويطمح أن يجعله مفخرة شعوب الأرض قاطبة.
تحدّي شعيا القمم لم يقف عند حدودها السبع، بل تخطاها وصولاً الى القطبين الجنوبي والشمالي الذي كان آخر موقع تسلّقه في 25 نيسان 2009.
ويقول عن تجربته:
«تعلّمت الكثير من الصبر والتواضع والمثابرة. زاد إيماني بالخالق وأصبحت أكثر التصاقاً به. ومما تعلمته من حكمة ودروس أن الحياة سلسلة قمم، فكلما حقّقنا واحدة، كلما سعينا الى تحقيق أخرى. علينا تجنّب الغضب والانفعال في المشاكل، فلكل مشكلة حلّ. وأدركت أهمية العمل الجماعي، وأهمية الفرد بالنسبة الى الجماعة، والجماعة بالنسبة الى الفرد، كي يكون العمل ناجحاً ويصل الجميع الى الهدف المنشود».
وأكّد أنه تسلّح خلال تجاربه الصعبة والخطرة التي خاضها على القمم السبع وقمة «إڤيرست» وعلى القطبين الجنوبي والشمالي، بقول جبران خليل جبران: «لا تسأل نفسك ماذا يقدمه لك بلدك، بل ماذا سأقدمه أنا لبلدي»، وبأنه «ما من أمر سهل، ولكنه ليس بمستحيل».
ينقل مكسيم شعيا خبرته الى جيل الشباب متنقلاً بين المدارس اللبنانية والعالمية، إضافة الى المؤسسات التجارية، وقد خصّ المدرسة الحربية بلقاء خاص مع التلامذة الضباط.
إنه اليوم سفير لبنك عودة، يمثله في عدة مجالات، كما أنه يقوم بإعداد كتاب باللغة الإنكليزية تحت عنوان «أحلام شاهقة - رحلتي الى أعلى قمة في العالم»، ويتحدث عن تجربته في تسلق القمم السبع لا سيما قمة «إڤيرست».
يتضمّن الكتاب نحو 700 صورة ملوّنة موزّعة على 496 صفحة.
يمارس مكسيم شعيا يومياً الرياضة على اختلاف أنواعها، ويعتبر أن الحياة نعمة، نعيشها لفترة وجيزة، علينا استغلال كل دقيقة منها، وتسليط الضوء على مواهبنا وقدراتنا وتنميتها.
تقديراً لإنجازاته
نال الرياضي المغامر مكسيم شعيا تقديراً لإنجازاته العديد من الدروع والأوسمة وأهمها:
• وسام الأرز الوطني من رتبة فارس العام 2003.
• وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط العام 2006.
• درع من رئيس الجمهورية بعد تسلقه القطب الشمالي في أيار 2009.
• درع المدرسة الحربية في حزيران 2009.
• درع المجلس الوطني لقدامى موظفي الدولة في حزيران 2009.
• طابع بريدي من وزارة الإتصالات.
• طابع بريدي من وزارة المالية.
علم لبنان رفرف على القمم
تسلّق مكسيم شعيا القمم السبع والقطبين الجنوبي والشمالي، وزرع العلم اللبناني، شامخاً كأرز لبنان.
حصل ذلك وفق التسلسل الزمني الآتي:
• ماك كينلي، شمالي أميركا، ألاسكا، يبلغ ارتفاعها 6194 متراً، تسلقها في 27 حزيران 2003.
• قمة فيزون في أنتاركتيكا، يبلغ ارتفاعها 4897 متراً، تسلقها بتاريخ 26 كانون الأول 2004.
• قمة أكونكغوا في الأرجنتين، يبلغ ارتفاعها 6960 متراً، تسلقها في 19 كانون الثاني 2004.
• قمة كوسكيوسزكو في أوستراليا، يبلغ ارتفاعها 2228 متراً، تسلقها بتاريخ 5 آذار 2004.
• قمة إلبروس في روسيا، يبلغ ارتفاعها 5642 متراً، تسلقها في 3 تموز 2005.
• قمة كارستينز في أوستراليا، يبلغ ارتفاعها 4884 متراً، تسلقها في 7 كانون الأول 2005.
• قمة إڤيرست في آسيا، يبلغ ارتفاعها 8848 متراً، تسلقها في 15 أيار 2006.
• القطب الجنوبي 90 درجة في جنوب الكرة الأرضية، تسلقه في 27 كانون الأول 2007.
• القطب الشمالي 90 درجة في شمال الكرة الأرضية، تسلقه في 25 نيسان 2009.