- En
- Fr
- عربي
من جيلٍ إلى جيل
تواصل بين الحاضر والماضي في ظلّ الوفاء
يتوزّع شهداء الجيش على صفحات سجلّه الذّهبي كما تتوزّع النجوم في سماء لبنان، هم قلب المؤسسة العسكرية ووجدانها. تضحياتهم حفظت الوطن، والوطن وفيّ لذكراهم وتضحياتهم.
الكليّة الحربية وللسنة الثانية على التوالي، أحيت ذكراهم في يوم تكريميّ سبق الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من التلامذة الضباط. وعنوان هذا اليوم التكريمي هو الوفاء للضباط الشهداء عبر الوفاء لعائلاتهم...
الروابط الوثيقة
منذ الصباح بدأت عائلات الضباط الشهداء بالتوافد إلى الكليّة الحربية، النقيب يوسف سلوم كان في استقبال الزوار الاستثنائيين. رافقهم إلى ساحة الشرف، حيث شاركوا في تكريم العلم ووضع إكليل من الزهر على النصب التذكاري للشهداء.
المحطة التالية كانت في ملعب فؤاد فرحات، هناك كان التلامذة الضباط ينفّذون تمرين النظام المرصوص، «تمامًا كما كان يفعل أبي ورفاقه»... يقول أحد أبناء الضباط الشهداء.
بعدها، كان لقائد الكلية، العميد فادي غريّب، ممثّلا العماد قائد الجيش لقاء بعائلات الضباط الشهداء، لقاء أبناء العائلة التي تجمع بين أفرادها روابط وثيقة، تعزّزها الذكريات الغالية، ويظلّلها الوفاء المتمثّل باحتضان المؤسسة العسكرية لعائلات الشهداء ووقوفها إلى جانبها في مواجهة أعباء الحياة.
العميد غريّب قدّم لكلّ من أبناء الشهداء درعًا تذكاريًا، عربون وفاء وتقدير، وإذ شكرهم على مشاركتهم، لفت إلى أنّ هذا اليوم أصبح تقليدًا سنويًا، متأمّلا لقاءهم في العام المقبل. وأخذ الجميع صورة تذكارية قرب النصب التذكاري للشهداء في ساحة الشرف، ثمّ توجّهوا لتناول الفطور معًا في نادي الضباط الميداني.
بعد الفطور، جال الزائرون في أرجاء الكلية برفقة النقيب سلوم وتعرّفوا إلى الأماكن التي احتضنت آباءهم ثلاث سنوات: ساحات التدريب، قاعات الدروس، غرف المنامة، والمتحف...
لحظات مؤثّرة
«رأيت أين كان ينام والدي ورفاقه، وأين كان يأكل.. ويدرس...» تقول رين إبنة الرائد الشهيد فادي عبدالله، أمّا كريس إبن المقدم الشهيد ابراهيم سلوم فيقول: أريد أن أدخل الكليّة الحربية لأصبح ضابطًا بطلًا مثل أبي.
خلال هذه الجولة، تعرّف الزائرون إلى بعض التدريبات التي يتابعها التلامذة الضباط، نقولا وبولا نعمه اعتبرا أنّ التلميذ الضابط يتعب كثيرًا في الدرس والتدريب. أمّا والدتهما السيدة إليزابيت، فوجّهت تحيّة للجيش اللبناني وللكلية الحربية، وقالت: هذا المكان غالٍ على قلوبنا، ونطلب من الله أن يحمي هؤلاء الشباب، مستقبل المؤسسة العسكرية.
المحطة التالية كانت في مطعم السنة الثالثة حيث تشارك الضيوف والتلامذة الضباط الذين سيتخرجون بعد أيام، الخبز والملح، ومشاعر الإلفة والودّ.
وقبل أن يغادروا الصرح الذي تدرّج فيه أباؤهم، كان في يد كلّ من أبناء الضباط الشهداء هدية، وفي قلبه مشاعر قد لا يفهمها سواهم.