تدريب

«شرف لنا أن نضع خبراتنا في تصرّف الجيش اللبناني»
في بلدة السمّاعية في صور، فريق إيطالي يستمتع بشمس الجنوب فيما يؤدي مهمته التدريبية لمصلحة الجيش اللبناني، متمنيًا أن تظل العلاقة راسخة بين لبنان وإيطاليا.
ومن بيروت توجّهنا جنوبًا لمقابلة هؤلاء الخبراء الذين شغفوا بلبنان وبأهله، وبالمهمة التي يؤدونها.

إنشاء المركز وتجهيزه
بعد عدة لقاءات تنسيق بين وزارتي الدفاع اللبنانية والإيطالية، صدر القرار الرقم 3120 (بتاريخ 16/6/2014) والذي أنشئ بموجبه مركز تدريب مؤقت في مركز السمّاعية بإشراف فريق تدريب إيطالي. عمل المركز يرتبط مباشرة بمديرية التعليم، وقد تمّ اختيار موقعه بحسب المواصفات المطلوبة لتحقيق أفضل النتائج من الدورات.
قائد الوحدة الإيطالية تحدّث عن المشروع وآلية تنفيذه، وعن مراحله ومدرّبيه ونتائجه، قال: بدأنا العمل على التدريب في هذا المركز في آذار الماضي، وكنا حوالى عشرة أشخاص. وبتمويل من وزارة الدفاع الإيطالية، قمنا بترميم المبنى وتجهيزه بكل المستلزمات المطلوبة، المستلزمات الحياتية (حمامات، باركيه، فوبلافون...) والأجهزة التدريبية (طاولات، مكاتب، LCD Projector ،White board...).
وأضاف قائلًا: تضمّ المباني الأربعة، التابعة لنا في هذه الثكنة، المكاتب الإدارية للمسؤولين والمدرّبين وصفوف التدريب والمستودعات، ونحن نسعى لإقامة محطة لتوليد الطاقة لتأمين الكهرباء، وكلّ المستلزمات الحيوية للوحدة.
بالنسبة إلى التدريبات، يتولى الفريق الإيطالي استقدام مدرّبين متخصّصين على أعلى المستويات من معهد خاص في إيطاليا. وهؤلاء يتم اختيارهم وفق موضوع الدورة، علمًا أن الدورات تشمل عسكريين من الجيش اللبناني من مختلف الرتب، تختارهم القيادة بحسب حاجتها للاختصاصات. تراوح مدة الدورة بين أسبوعين وستة أسابيع، وتضم نحو 25 متدربًا، وفي نهايتها يمنح الناجحون شهادات.

امتحانات ونتائج باهرة
يوضح رئيس البعثة: قبل البدء بالتدريب، نجري امتحان دخول للمتدربين لمعرفة مستواهم، ونستخدم في الامتحان المعايير المعتمدة في تدريبات الجيش الإيطالي ذاتها، وعند نهاية التدريب يخضع المشاركون في الدورة لامتحان نهائي (نظريّ وعمليّ)، لمعرفة مدى استيعابهم المعلومات. هذا الامتحان، يعتبر قاسيًا بعض الشيء، لكنّ الطلاب اللبنانيين حققوا نتائج باهرة إذ بلغت نسبة النجاح 99 بالمئة.
وعن أنواع الدورات التدريبية وأماكن تنفيذها، يفيدنا أحد أعضاء البعثة بأنه تم تنفيذ تدريبات في مجالات متعددة منها: مكافحة الشغب، الوقاية من أسلحة الدمار الشامل، الإسعاف الميداني في أثناء القتال، العمليات النفسية، مكافحة القنص، التعاون العسكري – المدني CIMIC، وحماية القوى. ويوضح أن تحديد أماكن التدريب يرتبط بنوعية الدروس على أن يتمّ ضمن قطاع جنوب الليطاني حيث تتمركز البعثة.
هذه البعثة صغيرة نسبيًا لكنّها فعّالة جدًا، وفق ما يخبرنا أحد أعضائها، عديدها حوالى عشرين مدربًا، الثابتون منهم عشرة، أما الباقون فتتغير أعدادهم بحسب نوعية الدورات.

500 ساعة تعليم خلال 6 أشهر
خلال الأشهر الستة الماضية، قام المدرّبون الإيطاليون بتنفيذ دورات مدّتها 500 ساعة تعليم تابعها 132 متدرّبًا (13 ضابطًا و44 رتيبًا و65 جنديًا) من مختلف قطع الجيش ووحداته. وقد أتت النتائج مميزة لجهة نوعية التدريب ومستواه، حيث بذل فريق التدريب المذكور جهدًا أكاديميًا ولوجستيًا كبيرًا لرفع مستوى الطلاب وقدراتهم الفكرية والجسدية.
وفي الختام قال رئيس البعثة: إنّه شرف لنا أن نكون في لبنان ونضع خبرتنا بتصرّف الجيش اللبناني، لأنّ تاريخًا من العلاقات يجمع بين لبنان وإيطاليا ليس فقط من الناحية الدفاعية، بل أيضًا من الناحية التاريخية والثقافية. وإذا دعت الحاجة، نحن جاهزون لتوسيع تدريباتنا وتجهيزاتنا وتطويرها، فنحن بعثة مؤقّتة، ما يعني أن اتفاقيتنا تتجدّد عامًا تلو الآخر، وفق ما تطلبه وزارة الدفاع الوطني اللبنانية وبحسب حاجة الجيش اللبناني.