- En
- Fr
- عربي
حدث رياضي
الرئيس العماد سليمان يرحّب بالمشاركين في وطن الأرز ويؤكد حضور لبنان القوي دولياً وعربياً
«من بيروت أم الشرائع، حاضنة معهد الحقوق والثقافات الواسعة، أعلن باسم الجمهورية اللبنانية افتتاح الألعاب»، بهذه الكلمات أعلن رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان انطلاق أهم حدث رياضي يستضيفه لبنان.
وهكذا، ولمدة عشرة أيام، فتحت عاصمة لبنان، بيروت، وكعادتها في التاريخ، ذراعيها لاستضافة الدورة السادسة من الألعاب الفرنكوفونية بين 27 أيلول و6 تشرين الأول 2009. وكان هذا المهرجان الرياضي العالمي الحدث الرياضي الرابع الكبير في تاريخ لبنان الذي استقبل دورة الألعاب العربية العامين 1957 و1997، ودورة ألعاب البحر المتوسط العام 1959 وكأس الأمم الآسيوية لكرة القدم العام 2000.
افتتاح مهرجان «الذهاب والعودة»
تحت عنوان «رحلة الذهاب والعودة»، افتتحت الدورة السادسة للألعاب الفرنكوفونية في بيروت، بعرض فني لافت استضافته مدينة كميل شمعون الرياضية. وانطلق الحفل في حضور نحو ٢٠ ألف متفرج تقدّمهم رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان وعقيلته السيدة وفاء سليمان، الرئيس نبيه بري وعقيلته السيدة رندة، رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة وعقيلته السيدة هدى، الرئيس المكلف سعد الحريري، وحضر أمين عام المنظمة الفرنكوفونية السنغالي عبدو ضيوف، الأمير ألبير دو موناكو، رئيس حكومة فرنسا فرنسوا فيون، وزير الدولة للشؤون الرياضية في تونس بشير الوزير، وزير الثقافة في بوركينا فاسو أحمد الرز، وزير الشباب والرياضة في ساحل العاج كونوه أوغيستان، وزير الشباب في هايتي اسكوفلير لوفون، الوزير التشادي يوسف دجيبار، وزير الرياضة التوغولي تشادو بادو مهكوا، ووفود وزارية ورسمية من عدد كبير من الدول المشاركة في الدورة، وشخصيات سياسية وفعاليات والوفود الرياضية والثقافية المشاركة.
استهل حفل افتتاح الدورة بعزف الفرق الموسيقية العسكرية مقطوعات وطنية وتراثية، وقبل دخول الـ3000 مشترك من البلدان الـ42 المشاركة في الألعاب من أصل 70 بلداً منضماً الى المنظمة الدولية للفرنكوفونية، غرس المغامر اللبناني مكسيم شعيا علم الفرنكوفونية وسط الملعب، وهو الذي اعتاد غرس علم لبنان على أعلى قمم العالم. ووسط ترحيب مقدّم البرامج طوني بارود (باللغة العربية) والآنسة هلا كبابي (باللغة الفرنسية) شقّت كل بعثة طريقها أمام الجمهور بزيّها الذي به اشتهرت أو برقصة خفيفة، فافتتح وفد النيجر الذي نظّمت بلاده النسخة السابقة من الألعاب، عرض الوفود الـ42، وحظي الوفد اللبناني، الذي حمل علمه بطل الجودو رودي حشاش وكان آخر الداخلين بصفته الدولة المنظمة، بترحيب حار ووقف له الحضور. وكانت وفود كندا وفرنسا ولبنان والكاميرون من بين أضخم الوفود المشاركة.
وكانت بعدها كلمة الأمين العام لمنظمة الدول الفرنكوفونية السنغالي عبدو ضيوف الذي عاد ليذكّر بالشعار الذي يختصر جوهر هذه الدورة «تضامن وتنوّع وتفوّق». وخاطب المشاركين في الألعاب وقال: «أياً تكن نتائج المسابقات، ستكون لكم ميزة أن تقولوا لشباب العالم أجمع من هذه المنطقة في الشرق الأوسط التي ما تزال تشهد الكثير من العنف والحقد، إن الحوار والصداقة والتضامن والمشاركة تتفوّق على الفروقات في الألوان والإنتماء والأديان». ثم دعا الرئيس سليمان الى افتتاح الدورة.
الرئيس يفتتح الدورة
ألقى الرئيس سليمان كلمة ترحيبية باللغة الفرنسية، ركّز خلالها على موضوع اللاجئين الفلسطينيين فقال «كيف لنا ألا نفكر باللاجئين الفلسطينيين الذين أجبروا على النزوح العام 1948. وهناك عدد كبير من بينهم موجودون في ناحية ليست بعيدة من هنا، ويعيشون في حالة مؤقتة بانتظار قرار عادل ودولي يحل مشكلتهم ويضمن لهم حق العودة»، ثم تحدّث بالعربية ليلقي الكلمة الآتي نصها:
أصحاب السمو والفخامة،
السيدات والسادة،
إن الحدث الرياضي - الثقافي الذي ينطلق اليوم يعكس صورة التضامن والتنوع والتفوّق، وهي صورة مشرقة لازمت لبنان منذ عهده بالحياة، ولم تغب يوماً أو تتراجع، على الرغم مما حل به من محن وصعاب.
وهو يؤكد بالتالي أن بيروت هي مدينة كل الحوارات وهي كانت، وما زالت تحتضن مروحة واسعة من الثقافات الوافدة من شرق وغرب، والتي تمكّنت عبر تفاعلها وتواصلها من إضفاء هوية مميزة على هذه المدينة العريقة.
نرحّب بكم في وطن الأرز، حيث يتقاطع عند منعطفاته الأمس الغابر واليوم الحاضر والغد الآتي، وتتقارب الأعراق والأجناس وتتهافت الحدود الجغرافية، ويتوحّد الجميع اليوم من خلال لغة كونية تنبض حروفها بالتواصل الإرادي الحرّ.
إن لبنان الذي يستهدي عنوان هذا الحدث الكبير: «الذهاب والعودة»، يؤكد حضوره القوي دولياً وعربياً وانتقاله الى دائرة الحياة، دولة مدنية، ديموقراطية، جامعة كل أبنائها تحت سقف الدستور والقانون.
من هذا المكان بالذات، ومن بيروت عاصمة لبنان، أم الشرائع، حاضنة المعهد الأول للحقوق وداعية النهضة الفكرية والثقافية والعربية، أعلن باسم الجمهورية اللبنانية، إفتتاح الدورة السادسة للألعاب الفرنكوفونية.
واختتمت المراسم البروتوكولية بتلاوة بطلة كرة الطاولة تيفين مومجوغوليان قسم المتبارين والحكم الدولي علي صباغ قسم الحكام والفنيين.
رحلة الألوان والتراث
على مساحة 18 ألف متر مربع، وبمشاركة 1200 فنان ومؤد وموسيقي تجسّدت رحلة «الذهاب والعودة» من خلال الألوان والأضواء مجسّمات الشاطئ والأمواج والسهل والجبل والقلاع والقصور والفسيفساء ورونق الحرف. وعلى وقع مقاطع لحنية لغبريال يارد مزيّنة بأزياء المصممين ايلي صعب وغابي أبي راشد وكوريغرافيا ريتا هاشم، تداخل التراث اللبناني مع ألوان الفرنكوفونية العابقة بالحياة المترامية بين أوروبا وأميركا وآسيا وأفريقيا. ولعل في الصورة الخلفية لهذه الألوان والأجناس والأطياف والأعراق التي احتضنت الفنانين ماجدة الرومي ويوسو ندور في أغنية الدورة، أصدق تعبير عن معاني الفرنكوفونية وأهدافها وصرخة شبابها نحو المستقبل ورسالة تعبّر عنها الدورة السادسة للألعاب تحت عنوان «تنوّع وتضامن وتميّز - بيروت 2009».
وتماوجت الألوان والأضواء مع قامات الفنانين والراقصين على مدى 39 دقيقة في رحلة عيد الفرنكوفونية العشرين، لقاء احتضنه لبنان وحمل غنى شعبه وكنوزه الى العالم.
بدأ الحفل في الساعة السابعة والربع وقادت الرحلة المتفرجين من جبيل مهد الأبجدية الى طرابلس وعهدها المملوكي وقلعة سان جيل على صوت عبد الكريم الشعار ورقص صوفي لفرقة الدراويش، الى وادي القديسين قاديشا الذي تربض على منكبيه إهدن وبشري ترافقه تراتيل سريانية لجوقة جامعة سيدة اللويزة، الى بعلبك جوبيتر وباخوس والدبكة اللبنانية، وعنجر وقلعتها الأموية تواكبها آلة الدودوك الأرمنية، الى الشوف بيت الدين ودير القمر والأمير فخر الدين والأمير بشير الشهابي وأميرات الجبل، فصيدا الصيادين وزهر البساتين العاصية على الفاتحين غنتها موسيقى أحمد قعبور، الى صور المصدّرة أليسار وأوروبا ملكتين الى قرطاج... والقارة القديمة حملتهما قوارب فينيقية عبرت اليمّ والأمواج العاتية.
وما حمله لبنان الى العالم وتفاعل معه يعود الى بيروت أم الشرائع، بيروت التعدّد، التنوع والإنفتاح، الى بيروت ست الدنيا تبسط ذراعيها مرحّبة بالعالم، أنشدتها الفنانة ماجدة الرومي قبل أن ينضم اليها الفنان السنغالي يوسو ندور لينشدا معاً بالعربية والفرنسية أغنية الدورة «نحن اصدقاء العالم»، المقتبسة بتصرف من مسرحية قدموس الشعرية للشاعر سعيد عقل... ومع نهاية الأغنية المشتركة اختتمت الألعاب النارية الحفل الباهر.
الجدير بالذكر أن من أبحاث المؤرخ أسد سيف استوحى معدّو العمل قصة الثقافة والتنوّع في بلاد الأرز، وميزة الإنفتاح التي عرفها منذ الإنسان الأول الذي اكتشفت آثار له في كسار عقيل في انطلياس تعود الى أربعة آلاف سنة. أمّا التنوع الغني فقد مزجه المخرج الفرنسي دانييل شاربانتييه الذي بنى روحية الإفتتاح على ثلاث قيم هي: التضامن والتنوّع والتميّز، التي تختصر فكرة الألعاب الفرنكوفونية ومحور أحداثها التي ارتكزت الى إرادة أساسية تنقل صورة الفرح، وأعاد صوغه موسيقياً خالد مزنر مستعيناً بمقاطع وأعمال فنية لعمالقة لبنانيين كالرحابنة ومارسيل خليفة وزكي ناصيف وأحمد قعبور ومختارات من أعمال عبد الحليم كركلا ومساهمة عبد الكريم الشعار، الى جوقتي جامعة سيدة اللويزة والفيحاء ومشاركة تانيا قسيس التي حازت جائزة خاصة في فئة الغناء في دورة الـ2001 الفرنكوفونية في أوتاوا هول.
ومع نهاية الأغنية المشتركة اختتمت الألعاب النارية الحفل الباهر. الجدير بالذكر أن من أبحاث المؤرخ أسد سيف استوحى معدّو العمل قصة الثقافة والتنوّع في بلاد الأرز، وميزة الإنفتاح التي عرفها منذ الإنسان الأول الذي اكتشفت آثار له في كسار عقيل في انطلياس تعود الى أربعة آلاف سنة. أمّا التنوع الغني فقد مزجه المخرج الفرنسي دانييل شاربانتييه الذي بنى روحية الإفتتاح على ثلاث قيم هي: التضامن والتنوّع والتميّز، التي تختصر فكرة الألعاب الفرنكوفونية ومحور أحداثها التي ارتكزت الى إرادة أساسية تنقل صورة الفرح، وأعاد صوغه موسيقياً خالد مزنر مستعيناً بمقاطع وأعمال فنية لعمالقة لبنانيين كالرحابنة ومارسيل خليفة وزكي ناصيف وأحمد قعبور ومختارات من أعمال عبد الحليم كركلا ومساهمة عبد الكريم الشعار، الى جوقتي جامعة سيدة اللويزة والفيحاء ومشاركة تانيا قسيس التي حازت جائزة خاصة في فئة الغناء في دورة الـ2001 الفرنكوفونية في أوتاوا هول.
ومع نهاية الأغنية المشتركة اختتمت الألعاب النارية الحفل الباهر.
اختتام الألعاب الفرنكوفونية
اختتمت الدورة السادسة للألعاب الفرنكوفونية بحفل أقيم في مجمّع البيال، حضره وزير الشباب والرياضة طلال أرسلان، وسفراء الدول الفرنكوفونية المشاركة، وفاعليات من اللجنتين المنظمتين الدولية واللبنانية.
وأحيا الحفل الفنان راغب علامة، والمايسترو هاروت فازليان، وتخلله عزف الموسيقى الفولكلورية الإفريقية الخاصة بالألعاب الفرنكوفونية، إضافة الى عزف كل من إيليا فرنسيس وسينتيا سماحة مقطوعات للموسيقار أماديوس موزار. كما قدّمت رقصة «زوربا اليوناني»، لتختتم السهرة بموسيقى لـDJ عالمي.
السيدة الأولى تكرّم الفائزين في الأنشطة الثقافية والفنية المرافقة للألعاب الفرنكوفونية
كرّمت عقيلة رئيس الجمهورية السيدة وفاء ميشال سليمان الفائزين في الأنشطة الثقافية والفنية المرافقة للألعاب الفرنكوفونية، في حفل حضره اليها السيدة هدى السنيورة، وزير الثقافة تمام سلام وعقيلته ووزير الدولة جو تقلا والوزير التشادي باي اور، السيدة زينة طلال أرسلان والسيناتور الفرنسي جاك ليجوندر ومدير عام رئاسة الجمهورية السفير ناجي أبي عاصي وممثل رئيس الجمهورية لدى الفرنكوفونية الدكتور خليل كرم، وعدد من الشخصيات الديبلوماسية والاجتماعية والثقافية وحشد من المدعوين.
افتتح الاحتفال بكلمة لعريف الحفل، الإعلامي الفرنسي باتريك سيمونين رحّب فيها بالسيدة سليمان وبالحضور، ثم كانت سلسلة عروض فنية ومداخلات ثقافية إضافة الى ثلاثة عروض متلفزة لكل من فرنسا، تشاد وغينيا تظهر استعدادات هذه الدول المرشحة لاستضافة الألعاب الفرنكوفونية المقبلة في دورتها السابعة.
ثم كانت كلمة للسيدة الأولى أكّدت فيها «أن لبنان ما يزال متمسكاً بالحفاظ على دوره كصلة وصل بين الشرق والغرب وطن العيش الواحد بين ثماني عشرة طائفة بطريقة فريدة واستثنائية»، مشدّدة على أن وطن الأرز مدرك «أهمية الرسالة التي تحملها الفرنكوفونية بمجملها وهي رسالة السلام والوئام والعدالة والتضامن». ورأت أن «الإزدهار الثقافي والتطور الإقتصادي والإجتماعي لا يمكنهما أن يتحقّقا ويترسّخا بقوة من دون بيئة استقرار وسلام»، معتبرة «أن السلام الذي نتوق اليه، لكي يكون دائماً، يجب أن يرتكز على أسس الحق والعدالة استناداً الى القرارات ذت الصلة بالأمم المتحدة ومبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان».
وفي ختام الحفل سلّمت السيدة سليمان درع رئاسة الجمهورية للفائزين.
القرية الفرنكوفونية
مدينة رفيق الحريري الجامعية في منطقة الحدث تحوّلت قرية فرنكوفونية لتصبح ملتقى ثقافياً وحضارياً. وخصّص لبنان مبانيها لإقامة المشاركين في الدورة السادسة للألعاب الفرنكوفونية، وقد فاق عددهم الألفين والخمسماية شخص حملوا معهم تراث وثقافة 42 دولة مشاركة في الألعاب من أصل سبعين دولة، يجمع بينها انضواؤها تحت لواء المنظمة الفرنكوفونية.
خصّصت منشآت المدينة الرياضية لمزاولة اللاعبين تمارينهم طوال الأيام التسعة من البطولة، فهي مدينة مكتملة ومجهّزة بكل وسائل الراحة والتكنولوجيا والاتصالات، وصلة الوصل بين جميع الملاعب والقاعات التي أقيمت عليها المباريات.
وتضم القرية إضافة الى غرف المنامة، ملاعب وقاعات رياضية، تشمل ملعب كرة القدم ومضماراً لألعاب القوى و7 ملاعب لكرة السلة و5 ملاعب للتنس، وملعباً رئيساً تمارس عليه ألعاب كرة اليد، كرة السلة والتنس، وتحوي القرية مسبحاً أولمبياً يتمتع بالمواصفات القانونية.
أما في المطبخ، فخمسون طباخاً يكبّون يومياً على تحضير وجبات طعام أعدها اختصاصيون في التغذية لتكون المأكولات صحية وتناسب اللاعبين الرياضيين. أما قاعة الطعام فتستوعب حوالى 4500 شخص وتضم 910 مقاعد.
وفي القرية كذلك طاقم طبي متخصص للحالات الطارئة من إصابات وجروح صغيرة وكبيرة. واللجنة الطبية منقسمة الى شقين، الأول مسؤول عن كل ما يختص بصحة اللاعبين المشاركين خلال وجودهم في القرية، أما الشق الثاني فيختص بكل ما يتعلق بالملاعب الموزعة على كل الأراضي اللبنانية. وفيها ايضاً مستوصف يضم الأطباء على مدار الساعة. وفي الحالات الطارئة، يتم نقل المريض الى المستشفى بسيارات الصليب الأحمر اللبناني.
قرية الشركاء في الفرنكوفونية
أنشئت قرية الشركاء في الفرنكوفونية في وسط بيروت التجاري وكانت بموقعها وعدد المشاركين فيها المكان الحقيقي لتبادل الخبرات ومدّ جسور التعاون بين الوافدين الى ألعاب الفرنكوفونية من لاعبين وضيوف شرف وشركات متعددة النشاطات والجنسيات. وشارك فيها أكثر من 15 دولة فرنكوفونية، وانقسمت نشاطاتها بين ثقافية، تجارية، سياحية، اقتصادية وعقارية. وشملت يومياتها عقد مؤتمرات في النهار وتنظيم حفلات في الليل.
عرفت تسعة أيام من النشاطات الثقافية والفنية والسياحية والخدماتية والتقنية والعقارية، واستقطبت سياحاً أجانب وعرباً تعرّفوا الى ثقافة لبنان وميزاته.
انتشرت في جنبات القرية أجنحة كثيرة منها: جناح التراث والثقافة اللبنانية حيث عرضت صور وتحف وأغراض، جناح منتوجات الفرنكوفونية: منحوتات خشبية تحاكي أفريقيا، وأكسسوارات وزينة، جناح الكونغو حيث تعرض أشهر الموارد البشرية التي تشتهر بها الجمهورية إضافة الى عرض عملتها وخرائطها السياحية، جناح مكتبات فرنسية، جناح مغربي يعرّف بالمملكة، جناح بوركينا فاسو حيث يبث جهاز تلفزيون رقصات شعبية، وغيرها كثير.
واستمتع الجمهور اللبناني بعدد كبير من الفعاليات التي تنوّعت بين نشاطات ثقافية وفنية وترفيهية فضلاً عن فعاليات اقتصادية وتقنية عرضت خلالها أبرز المنتجات الرقمية من دول فرنكوفونية. وكان بين نجوم القرية المذيع الفرنسي جوليان لوبيرس مقدم البرنامج الشهير «من سيصبح بطلاً» الذي قدّم حلقات مميزة بمشاركة الحاضرين في القرية، بالإضافة الى النجم الكوميدي اللبناني الأصل ياس الذي عرض فقرات معبّرة عن عمله الكوميدي الجديد. ومن المسرحيات التي عرضت مسرحية «النبي» للفيلسوف جبران خليل جبران ومسرحية «مكتوب سيرانو» للمسرحي الجزائري عزيز هلال تتناول تجربة العرب في بلاد الفرنكوفونية، إضافة الى عرض لفرقة YPEER للرقص، وحفل موسيقي للفنان زيد حمدان، وآخر للفنان جان غوبال كالالا، وحفل غنائي لفرقة «Coral Group»، وآخر موسيقي للفنان ديريك سين، ومهرجان «المهرجين واللاعبين بالنار للكبار والصغار»، وعروض السيرك وألعاب الخفة.
من جهتها، خصّصت مؤسسة «أمير موناكو ألبير الثاني» منصة بعنوان «أصدقاء لبنان في موناكو»، والتي تهدف الى مساعدة الأطفال المرضى والمصابين، وقد أطلقت الجمعية مشاريع عديدة، وتركّزت مشاركتها في الفرنكوفونية من خلال حفل موسيقي أحياه الفنان عاصي الحلاني وعاد ريعه الى إقامة مشروع بيئي في لبنان.
تميمة الدورة والمسابقات
تميمة الدورة التي اختير لها إسم «سيدروس» يعود الفضل في رسمها الى الرسام الكاريكاتوري أرمان حمصي.
ضمت الدورة السادسة للألعاب الفرنكوفونية سبع مسابقات رياضية هي:
- ألعاب القوى وأقيمت على مضمار مدينة كميل شمعون الرياضية.
- كرة القدم للناشئين وجرت على ملعب بيروت البلدي وملعب رفيق الحريري في صيدا.
- كرة السلة للسيدات وأقيمت في قاعة صائب سلام في النادي الرياضي - المنارة، بيروت.
- كرة الطاولة وجرت في قاعة أغباليان في نادي الهومنتمن في مزهر - انطلياس.
- الجودود وجرت مبارياته في مجمع ميشال المر في البوشرية.
- الملاكمة وأجريت مسابقاتها في قاعة بيار الجميل في المدينة الرياضية - بيروت.
- الكرة الطائرة الشاطئية وجرت في منتجع إده ساندز على شاطئ جبيل.
أما المسابقات الثقافية فسبع وجرت كالآتي:
- مسابقة الغناء في مسرح كازينو لبنان - المعاملتين، جونيه.
- مباريات القصة وجرت على مسرح بيريت في الجامعة اليسوعية.
- مباريات الأدب على مدرج أبو خاطر في جامعة القديس يوسف.
- مباريات الرقص والرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي في مقر الأونيسكو.
الدول المشاركة في الدورة السادسة بالألعاب الفرنكوفونية
النيجر، أرمينيا، بنين، بلغاريا، بوركينا فاسو، جيبوتي، بوروندي، كمبوديا، الكاميرون، كندا، مصر، ساحل العاج، أفريقيا الوسطى، بلجيكا، الكونغو، قبرص، مقدونيا، فرنسا، الغابون، اليونان، غينيا بيساو، هاييتي، لاوس، لوكسبورغ، مالي، المغرب، جزر موريس، موناكو، رومانيا، رواندا، السنغال، سويسرا، تشاد، توغو، تونس، فيتنام، بالإضافة الى لبنان البلد المضيف.
دور الجيش في الألعاب الفرنكوفونية
بناءً على قرار مجلس الوزراء اللبناني الرقم 47 تاريخ 23/3/2009 كلفت قيادة الجيش اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة بالتنسيق مع بقية الأجهزة الأمنية في أثناء إقامة الدورة السادسة للألعاب الفرنكوفونية في بيروت.
أما على المستوى الرياضي فقد كلف المركز العالي للرياضة العسكرية المهمتين الآتيتين:
- إشراك عناصر فرق الجيش ضمن الاتحادات الرياضية في هذه الألعاب.
- مساعدة الاتحادات الرياضية اللبنانية في إدارة الألعاب وتنظيمها.
وهكذا، وبالتنسيق مع الاتحادات الرياضية المشاركة في الألعاب تمّ اختيار لاعبين من المركز العالي للرياضة العسكرية لتمثيل لبنان بثلاث ألعاب رياضية هي: ألعاب القوى، ملاكمة، جودو.
ولم يقتصر دور الجيش على الناحيتين الأمنية والرياضية فحسب، وإنما ساهم في إنجاح حفلي الافتتاح والاختتام في هذه الدورة من خلال إشراك حوالى 180 عنصراً من مختلف قطع الجيش في هذين الحفلين حيث خضعوا للتدريبات اللازمة على همة اللجنة الفرنكوفونية بالتنسيق مع المركز العالي للرياضة العسكرية.
وكذلك بناءً على طلب إدارة دورة الألعاب الفرنكوفونية - بيروت 2009 كلّف العقيد حسان رستم من المركز العالي للرياضة العسكرية لتقديم المساعدة في إدارة وتنظيم سباقات ألعاب القوى وخصوصاً سباق الماراتون والمشي 20 كلم.
أما النتائج التي حققها الجيش في هذه الدورة فكانت بارزة ومشجّعة بالمقارنة مع المستوى العالمي للفرق الأجنبية المشاركة. فقد أثبت الجيش أنه الرقم الصعب في الملاكمة حيث أحرز العريف وائل شاهين الميدالية الفضية في الملاكمة (وزن 57 كلغ).
وحلّ الجندي عمر عيسى رابعاً في سباق ماراتون (42 كلم).
والجدير بالذكر أن ترجيح الكومبيوتر كان لمصلحة اللاعب الفرنسي بعد تعادله مع العريف وائل شاهين (7 - 7) الأمر الذي اقتضى تتويج هذا
الأخير ثانياً محرزاً الميدالية الفضية.
تاريخ الألعاب الفرنكوفونية
تأسست هذه الألعاب خلال المؤتمر الثاني لرؤساء الدول والحكومات الناطقة باللغة الفرنسية المنعقد في كيبك - كندا العام 1987.
فلقد أغوت فكرة تأسيس حدث يسلّط الضوء على الشبيبة الفرنكوفونية رؤساء الدول والحكومات فاتخذوا قرار إطلاق هذه الألعاب دورياً، مرة في بلد من بلدان الشمال، وأخرى في بلد من بلدان الجنوب، وتقرر كذلك الجمع بين المباريات الرياضية والمسابقات الثقافية، تماماً كما كان يحصل في الدورات الأولمبية القديمة.
• جرت أول دورة للألعاب الفرنكوفونية العام 1989 في المغرب - الرباط وكازابلانكا وشارك فيها 38 بعثة.
• الدورة الثانية جرت في فرنسا - باريس العام 1994 وشارك فيها 43 بعثة.
• الدورة الثالثة جرت في مدغشقر - انتناناريفو العام 1997 وشارك فيها 36 بعثة.
• الدورة الرابعة جرت في كندا - أوتاوا العام 2001 وشارك فيها 51 بعثة.
• الدورة الخامسة جرت في النيجر - نيامي العام 2005 وشارك فيها 45 بعثة.
ميداليات لبنان الفرنكوفونية
شارك لبنان في الألعاب الفرنكوفونية الخمس السابقة وحصد خلالها 16 ميدالية ومنها 6 ميداليات في المباريات الثقافية.
• الدورة الأولى في المغرب العام 1989 لم يحرز أي ميدالية.
• الدورة الثانية في فرنسا العام 1994، أحرز لبنان فيها ميدالية واحدة في المباريات الرياضية الثقافية وهي ميدالية ذهبية نالها فيليب عرقتنجي عن فئة «المرئي والمسموع».
• الدورة الثالثة في مدغشقر العام 1997 حصد فيها لبنان 3 ميداليات (فضيتان وبرونزية) عن المباريات الرياضية والثقافية، وفاز الكاتب ألكسندر نجار بالميدالية الفضية عن فئة «الأدب الفرنسي».
• الدورة الرابعة في كندا العام 2001، فاز فيها لبنان بثلاث ميداليات برونزية عن المباريات الرياضية ولم يكن ثمة فائزون في المباريات الثقافية.
• الدورة الخامسة في النيجر العام 2006، حصد لبنان فيها 5 ميداليات (ذهبيتان، فضية وبرونزيتان) ونال المشاركون في المباريات الثقافية ثلاثاً، ففاز بالميداليتين الذهبيتين ندى ميرزا عن فئة التصوير الفوتوغرافي وريتا بدورة عن فئة الأدب، وبالميدالية الفضية أيمن البعلبكي عن فئة الرسم، فيما فاز بالميداليتين البرونزيتين مشاركان رياضيان.
• الدورة السادسة في لبنان، بيروت 2009، حصد لبنان فيها 4 ميداليات: اثنتين فضيتين في الرياضة: العريف وائل شاهين في الملاكمة (57 كلغ) والياس ناصيف في الجودو، واثنتين في الثقافة: كارولين حاتم عن القصة، وأسامة بعلبكي عن الرسم.