- En
- Fr
- عربي
لبنان في العالم
البروفسور عصام صليبا
اسم متداول على نطاق واسع في المحافل الطبيّة العالمية
في مشارق الأرض ومغاربها وحيث تتاح لهم الفرص، يسجّل اللبنانيون الإنجاز تلو الآخر في ميادين مختلفة. البروفسور عصام صليبا واحد من هؤلاء وقد بات اسمه متداولاً على نطاق واسع في المحافل الطبيّة بفضل العديد من الإنجازات التي سجّلها، وأبرزها تقنيّة ترميم طبلة الأذن المثقوبة بعملية بسيطة...
تقنيّة ثورية
منذ خمس سنوات طوّر البروفسور عصام صليبا اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة، والجراح والباحث في CHUM Centre Hospitalier Universitaire de Montreal، تقنية ثورية لعلاج طبلة الأذن المثقوبة أو رأبها في وقت لا يستغرق أكثر من 20 دقيقة، ولا يتطلب من المواد الأساسية سوى حمض الهيالورونيك (Hyaluronic Acid)، وكمية صغيرة من الدهون (Fat Graft) المأخوذة من الرقبة، مع مخدر موضعي. هذه التقنية أطلق عليها البروفسور صليبا اسم Hyaluronic Acid Fat Graft Myringoplasty HAFGM. وترميم الطبلة عملية جراحية يتم لإصلاح غشاء طبلة الأذن عندما تكون مثقوبة نتيجة صدمة، أو إصابة أو خلع من أنبوب myringotomy (المعروف أيضًا باسم أنبوب ضغط المعادلة). ويسمح الترميم الجراحي للثقب باستعادة المريض السمع ومنع التهابات الأذن المتكررة، خصوصًا بعد السباحة أو الاستحمام تقليديًا.
من أهم مميزات التقنية التي طورها البروفسور صليبا أن العملية لا تتطلب تخديرًا كاملاً إذ يكفي التخدير الموضعي، ما يجعلها أسهل للكبار والأطفال على حد سواء، وهي لا تتطلّب أكثر من 20 دقيقة، ويمكن إجراؤها في عيادة خارجية خلال زيارة روتينية إلى الطبيب الإختصاصي، وبالتالي فهي متاحة بسهولة من دون الحاجة إلى انتظار أو حتى إلى فترة نقاهة تعقبها. التقنية الجديدة تتمتّع بفعالية الجراحة التقليدية، مع العلم أن هذه الأخيرة كانت تتطلّب نحو ساعتين وتخديرًا عامًا بالإضافة إلى البقاء في المستشفى لمدة يوم أو يومين والتغيّب عن العمل، وفي ما يتعلّق بالأطفال فإنّهم يضطرون إلى التغيّب عن المدرسة لمدة عشرة أيام ويضاف إلى كل ما سبق وفرًا كبيرًا في كلفة العملية.
العملية التي يتم تنفيذها من خلال مجرى الأذن، تسمح للجسم بإعادة بناء غشاء الطبلة كاملاً بعد شهرين تقريبًا، لأن حمض الهيالورونيك يمكن أن يحسّن شفاء الأنسجة، فيما تدعم الدهون هجرة الخلايا من بقايا طبلة الأذن. وقد بلغت نسبة نجاح العملية لدى المرضى البالغين حوالى 92.7 في المئة، ولدى الأطفال 85.6 في المئة وفق دراسة أجريت لمدة أربع سنوات على عدد من المرضى، عولجوا باستخدام التقنية الجديدة. وقد أجرى البروفسور صليبا هذه العملية التي أظهرت النتائج فعاليتها في رأب طبلة الأذن بشكل كامل، في كندا وفرنسا والبرازيل والصين وسواها، بحيث استفاد منها مئات المرضى من الأطفال والبالغين.
والجدير بالذكر أن طبلة الأذن تتضرر نتيجة صدمة، مثل ضربة على الرأس، أو ضوضاء عالية جدًا، أو عن طريق إدخال جسم غريب في قناة الأذن. ولدى الأطفال، يمكن لالتهابات الأذن الحادة أن تؤدي إلى تمزّق طبلة الأذن وأحيانًا إلى فقدان السمع في الأذن المصابة.
البروفسور صليبا في سطور
البروفسور عصام صليبا من مواليد العام 1969، يحمل الجنسيتين اللبنانية والكندية. بدأ دراسة الطب وحصل على شهادتي الدكتوراه والاختصاص (الأنف، الأذن والحنجرة) من كلية العلوم الطبيّة في الجامعة اللبنانية، الفرع الثاني. سافر إلى كندا حيث تابع دراسته في جامعة مونريال، بعدها تخصّص في الجراحة في المعهد الملكي لأطباء وجرّاحي كندا. وتابع ولا يزال المؤتمرات الطبية وكل جديد في اختصاصه.
يعمل حاليًا في قسم الجراحة في جامعة مونريال وفي المعهد الملكي للفيزيائيين والجرّاحين في كندا، وقد سبق أن عمل كبروفسور مؤسس في الجامعة اللبنانية - الأميركية في بيروت.
خلال عمله في كندا، حاز البروفسور صليبا عدة جوائز منها، الجائزة الأولى للمؤتمر السنوي لجمعية أطباء الأنف والأذن والحنجرة وجراحي الوجه والعنق، والجائزة الأولى في «محادثات الأطباء المقيمين» (Les Entretiens des Résidents) لعدة سنوات على التوالي (2005 وحتى 2011). كما نال جائزتي «Le Grand Crus» للبروفسور الأكثر حماسة والأكثر اثارة للإهتمام (2009) وجائزة «عرّاب الأبحاث» (2010) من جامعة مونريال. وفي الآونة الأخيرة، حصل على عدة جوائز، منها جائزة غرفة التجارة في مونريال (Prix de la chambre de commerce du Montreal Métropolitain) عن تقنيته الجديدة في رأب طبلة الأذن، وجائزة أفضل بروفسور للعام، وجائزة إسقلابيوس من مستشفى جامعة مونريال في كندا.