- En
- Fr
- عربي
تكريم
قائد الجيش: إن وجودكم بيننا خلال أيامنا القاسية والمظلمة
ظلّ يذكّر العالم كلّه بوجود هذا البلد الصغير
الذي كان يشعر أهله أن الجميع قد تخلّى عنه
أقام قائد الجيش العماد جان قهوجي حفلًا تكريميًا للقوات الدولية العاملة في لبنان وهيئة مراقبة الهدنة تقديرًا لجهودهما وعملهما في لبنان، وذلك في نادي الضباط – اليرزة.
حضر الاحتفال قائد الجيش العماد جان قهوجي، إلى جانب المنسّق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيد ديريك بلامبلي، وقائد قوات الأمم المتحدة المؤقّتة في لبنان الجنرال باولو سييرّا، ورئيس أركان هيئة مراقبة الهدنة (UNTSO) اللواء مايكل فين، وعدد كبير من كبار ضبّاط الجيش والقوات الدولية وهيئة مراقبة الهدنة والإعلاميين. بدأ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد «اليونيفيل»، ثم الوقوف دقيقة صمت حدادًا على أرواح العسكريين الشهداء من الجيش والقوات الدولية.
الجنرال سييرّا
الجنرال سييرّا أكّد في كلمته أن التعاون بين الجيش والقوات الدولية سيظلّ أساس نجاح تنفيذ القرار 1701، لافتًا إلى أن الجيش اللبناني برهن مرارًا وتكرارًا مسؤوليته العالية والتزامه ضمان أمن لبنان واستقراره، على الرغم من الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان والمنطقة، مشيدًا بجهود قيادته ورؤيتها السليمة خلال فترة الإضطرابات التي شهدها هذا الوطن.
اللواء فين
من جهته، اعتبر اللواء فين أنه منذ تشكيل منظمة مراقبة الهدنة العام 1948، وهذه المنظمة تساند الجيش اللبناني في مهماته في الجنوب وتحرص على تعزيز العلاقات معه، لأن المؤسستين تتشاطران هدفًا مشتركًا وهو الاستقرار، مشددًا على أهمية مواصلة الجهات الدولية في تقديم الدعم للجيش اللبناني، خصوصًا بعد أن أثبت قدرة حاسمة في مكافحة الإرهاب والنزاعات الفئوية والطائفية، وخير دليل على ذلك العمليات التي قام بها في نهر البارد وطرابلس والبقاع.
السيد بلامبلي
أما السيد بلامبلي فتوجّه بالشكر إلى قائد الجيش على بادرته، مؤكّدًا اهتمام الأمين العام للأمم المتّحدة بأوضاع الجيش اللبناني، ومواصلة المجموعة الدولية تقديم الدعم له، مشيرًا إلى أن الجهود التي يبذلها الجيش بالتعاون مع القوات الدولية وفق القرار 1701، تصبّ في خدمة استقرار لبنان والإقليم عمومًا، كما أثنى على دور الجيش في حماية لبنان من انعكاسات الأزمة السورية، والنجاحات الكبيرة التي حققها من خلال الخطة الأمنية التي نفّذها أخيرًا.
العماد قهوجي
ثم تحدّث قائد الجيش العماد جان قهوجي معربًا عن تقديره لوجود قيادة القوات الدولية بيننا، بعيدًا عن عائلاتهم في زمن الأعياد. وألقى الكلمة الآتية:
«اليوم في عيد الفصح، حرصنا على اللقاء معكم، في ضيافة الجيش اللبناني، لنقول لكم مجدّدًا، إننا ممتنّون لوجودكم بيننا، وأنتم تمضون الأعياد، بعيدًا عن أهلكم وأولادكم وأحبائكم، لكنكم بين عائلاتٍ لبنانية تحبكم وتحترمكم.
أهلًا بهيئة مراقبة الهدنة.
أنتم من واكبتم لبنان والمنطقة منذ العام 1948، مع بدء القضية الفلسطينية، وواصلتم عملكم منذ ذلك الوقت، ولو أن بعض السياسيين يتجاهل دوركم. لكن حين ذهب اللبنانيون إلى المصالحة، وكتابة عقد اجتماعي جديد في الطائف، أعلنوا تمسّكهم باتفاق الهدنة، وكانت مهمّتكم جزءًا أساسيًا من هذا العقد.
أهلًا بالقوات الدولية.
لقاؤنا اليوم لقاء شكر وعرفان بالجميل. منذ أن بدأ لبنان يعيش تحت وطأة الأحداث الإقليمية والحروب والإعتداءات الإسرائيلية، ومنذ أن دخلنا كلبنانيين في حرب عبثية، كنتم دائمًا إلى جانبنا، تعملون من أجل بقاء لبنان.
كنتم معنا في أزماتنا الكبيرة وحروبنا الصغيرة. ومنذ وصولكم في العام 1978 وحتى اليوم، أكّدت حكوماتنا المتعاقبة، احترامها القرار 425، ثم القرار 1701، الذي تعملون كقوّات دولية على تطبيقه، بالتعاون مع الجيش اللبناني. وقد أكد لبنان تمسكه بكم، بمطالبته تكرارًا بالتجديد لكم.
إن وجودكم بيننا خلال أيامنا القاسية والمظلمة، ظلّ يذكّر العالم كلّه بوجود هذا البلد الصغير، الذي كان يشعر أهله أن الجميع قد تخلّى عنه.
لقد كنتم دومًا عاملًا أساسيًا لاستقرار لبنان والمنطقة. ومع مرور الأعوام وقساوة الظروف، بقي اللبنانيون ينظرون إليكم، على أنكم تحملون لهم، الأمل بالاستقرار وبقاء لبنان.فوجودكم ليس ضروريًا فحسب، إنما كان وسيبقى مفيدًا: مفيد سياسيًا، ومفيد أمنيًا، ومفيد اجتماعيًا.
أنتم في هيئة مراقبة الهدنة والقوات الدولية، أصبحتم جزءًا اساسيًا من تاريخنا منذ الاستقلال وحتى اليوم.
باسم اللبنانيين عمومًا والجنوبيين خصوصًا، الذين عانوا الظروف السيئة والظالمة، يشكر الجيش اللبناني، عملكم وسهركم وتضحياتكم، ويؤكد استمراره في العمل معكم للحفاظ على لبنان.
عشتم، عاش الجيش، عاش لبنان».