- En
- Fr
- عربي
بين الأمس واليوم
العماد قهوجي: العسكريون جسّدوا معاني العيد بدم الشهادة
العماد طنوس: نشكر متابعة القيادة شؤون المتقاعدين
في قاعة العماد نجيم في وزارة الدفاع أقيم حفل تكريم للضباط المتقاعدين بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لتأسيس الجيش ترأسه قائد الجيش العماد جان قهوجي وحضره الى الضباط المتقاعدين، رئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري ورئيس رابطة قدامى القوى المسلحة اللبنانية العماد المتقاعد ابراهيم طنوس وعدد من كبار ضباط القيادة.
كلمة العماد قائد الجيش
قائد الجيش العماد جان قهوجي ألقى كلمة هنأ فيها الضباط المتقاعدين بعيد الجيش ووجّه تحية إكبار وإجلال الى أرواح الشهداء الذين سقطوا في أثناء الإشتباك الأخير مع العدو الإسرائيلي.
استهل العماد قهوجي كلمته بالترحيب بالمحتفى بهم، وقال:
يأتي عيد الجيش هذا العام، وقد أبى رفاقكم العسكريون المرابطون عند حدود الوطن في الجنوب، إلا أن يجسّدوا معانيه بدم الشهادة، مؤكدين مرة أخرى وفاءهم للقَسم والتزامهم الواجب مهما غلت التضحيات. وذلك في مواجهة بطولية مع العدو الإسرائيلي، أثبتت له بالدليل القاطع، أن الإعتداء على أي شبر من تراب لبنان، هو في عقيدة المؤسسة العسكرية ومبادئها اعتداء على الوطن بأسره.
أيها الحضور الكريم
لطالما تساءل الكثير من المحللين والمراقبين، عن سرّ مناعة الجيش، وبقائه موحّداً متماسكاً طوال عقود من الزمن، بالرغم من الأحداث القاسية التي شهدها الوطن، ورياح الفتن التي عصفت به من كل صوب واتجاه، ويتشعّب التساؤل ايضاً الى تساول آخر، لماذا شكّل الجيش وما يزال القاسم الوطني المشترك، وموضع ثقة اللبنانيين جميعاً، وجسر تلاقيهم على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والفئوية؟
والجواب بكل تأكيد، يكمن في التنشئة الوطنية والأخلاقية الصحيحة، التي استندت اليها المؤسسة منذ ولادتها، والتزمتها قولاً وممارسة على امتداد مسيرتها، فيما جوهر هذه التنشئة يرتكز على دور الجيش الإستثنائي، في وطن إستثنائي بكل ما للكلمة من معنى، استثنائي بموقعه الجغرافي وتنوّع شعبه التوّاق دائماً الى الحرية والإنفتاح على العالم، الأمر الذي يجعل منه باستمرار عرضة للمصاعب والأخطار.
أيها الحفل الكريم
إن عيد الجيش هو بمثابة محطة سنوية، نستذكر بها شهداءنا الأبرار الذين بذلوا أرواحهم رخاصاً على مذبح الوطن، وفي الوقت عينه نقف على حصاد العام المنصرم، مجدّدين العهد والوعد، على صون الرسالة ومتابعة المسيرة.
وبمقدار شعورنا بالفخر والإعتزاز، نتيجة الإنجازات الوطنية المشرقة، التي حقّقها الجيش في مجالات الدفاع والأمن والإنماء، وكان من ثمارها عودة الثقة المحلية والخارجية بالوطن، ووضعه مجدّداً على سكة الإستقرار والإزدهار، نحن مصمّمون أكثر من أي وقت مضى على ترسيخ هذه الإنجازات والعمل على تطويرها باستمرار. من هنا فإن المرحلة المقبلة، تتطلب منا أعلى درجات اليقظة والجهوزية، والإستعداد التام لمواجهة مختلف الإحتمالات، وكما لم يبخل الجيش في تقديم قوافل الشهداء في مواجهة العدو الإسرائيلي والإرهاب، لن يبخل كذلك في تقديم المزيد منها حفاظاً على الإستقرار الداخلي، فلا عودة لعقارب الساعة الى الوراء، ولا تساهل مع أي إخلال بأمن المواطن وكرامته، وستبقى مصلحة الوطن العليا فوق كل اعتبار.
رفاق السلاح
نغتنم هذه المناسبة العزيزة على قلوبكم جميعاً، لنؤكد العزم على تعزيز التواصل بين الجيش ورابطة قدماء القوى المسلحة، التي تمثّل ظل المؤسسة في الحياة المدنية العامة، وعلى رفد الرابطة بما أمكن من مساعدات معنوية ومادية، خصوصاً لجهة تشجيع العسكريين المتقاعدين على الإنضواء تحت رايتها، والمساهمة في بناء وتجهيز المكاتب العائدة لها في مختلف المناطق اللبنانية.
ختاماً، أهنئكم وأهنئ عائلاتكم بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لتأسيس الجيش، وعلى أمل أن نلتقي العام القادم، وقد ارتفع العلم اللبناني فوق أرضنا المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، أسأل الله لكم دوام التوفيق والنجاح لما فيه خير المؤسسة والوطن.
العماد طنوس
بدوره ردّ قائد الجيش الأسبق العماد المتقاعد ابراهيم طنوس بكلمة استهلها بالتعزية باستشهاد جنديين من جيشنا الباسل في مواجهة العدو الإسرائيلي الغاشم، وقال: أُجدّد باسم رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية اعتزازي ببطولات جنودنا والتزامهم القَسم ووفائهم لرسالة الشرف والتضحية والوفاء. كما أتقدّم من ذوي الشهيدين ورفاقهما بالعزاء الكبير. إن بطولة شهدائنا الميامين تزيدنا ثقة بأن جهودكم وجهودنا لم تذهب سدى، وقد كانت نتيجتها، وما تزال، حماية لبنان. إن عنايتكم الدائمة بتدريب عناصر الجيش وتأهيلهم للتصدّي للعدو، وقتاله ودحره، قد أعطت ثمارها، كما تثبت الوقائع واحدة تلو الأخرى، وستتضاعف فعاليتها مع الزمن، بعد أن ركزتم اهتمامكم على تفعيل الوحدات العسكرية كافة، وتجديد شباب الجيش، وترسيخ عقيدته الوطنية. لقد زادتنا هذه التدابير ثقة بأن المؤسسة العسكرية هي بعهدة قائد مقدام، وأن المستقبل سيشهد بأنكم عرفتم أن تستثمروا قدرات رجالكم، في الوقت الذي يحول العدو دون تسليحهم بعتاد حديث.
وأضاف قائلاً:
صحيح أن المخاطر التي تواجه لبنان تزداد يوماً بعد يوم، لكن عناية فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان وحكمته وتضامن حكومته في مواجهة الأزمات التي تعصف بالوطن، شجّعت الرؤساء العرب على التلاقي في لبنان، ومساعدة الأطراف كافة على تجاوز أي فتنة محتملة، إفساحاً في المجال أمام اللبنانيين لكي يواصلوا إعمار وطنهم، والدفاع عن حدوده.
ننتهز هذه المناسبة، يا حضرة العماد، لشكركم على التدابير التي اتخذتموها بشأن تحسين ظروف العناية الصحية للمتقاعدين، والقيام بكل ما من شأنه الحفاظ على معنوياتهم. ونحن نأمل منكم مزيداً من الدعم، فكلفة المعيشة تتصاعد باستمرار، والقدرة الشرائية للرواتب تتدنى بوتيرة أسرع، مما يحتّم علينا البقاء في حالة متابعة مع السلطات المالية لبلوغ حقوقنا استناداً الى القانون، ووفق الأنظمة. فإلى جانب قانون فروقات الرواتب العائد للمسرّحين قبل العام 1995، والمجمّد في لجنة الدفاع منذ عدة أشهر، هناك مجموعة من المطالب بحاجة الى حلول، ولا يمكن الاستمرار في معالجتها بالمسكّنات. أذكر هنا أن المؤهلين الأول والمؤهلين المتقاعدين في الجيش، يشكون عدم مساواتهم بزملائهم في قوى الأمن الداخلي، على سبيل المثال، كما يشكون حرمانهم حقّهم بالمحروقات... والزوجة الثانية للعسكري المتقاعد، محرومة مع أولادها من الحق في الراتب التقاعدي، من دون سبب جوهري. ومشروع القانون الذي ينصف هؤلاء، مجمّد في المجلس النيابي منذ عدة سنوات، ولا أمل بتصديقه. وأولاد العسكريين المتقاعدين المعوقين حُرموا الشهر الماضي من حصتهم براتب والديهم، لأن وزارة المالية رأت أن إعاقتهم ناتجة عن سبب ثالث غير الولادة...
وختم بالقول:
لقد تمسّكت رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية بآداب السلك العسكري وامتنعت عن الإحتجاج والإضراب، وما اليهما، بهدف الوصول الى حقوقها. ونحن مصمّمون على الاستمرار في هذا النهج، فهل تستطيع قيادة الجيش أن تدعم مطالبنا لتجنّبنا الوقوع في مثل هذه التجربة؟ إن الرعاية التي تحيطوننا بها في هذا اليوم، تشجّعنا على اليقين بأنكم ستبذلون الجهد لمساعدتنا في الحصول على تحقيق مطالب أبناء المؤسسة العسكرية من المتقاعدين.
وفي ختام الحفل توجّّه الجميع الى مقصف الوزارة حيث قطعوا قالب الحلوى للمناسبة وتبادلوا الأنخاب في صحة الوطن والجيش.