- En
- Fr
- عربي
العوافي يا وطن
في أعالي الجرود وعلى مشارف الخطر يقيمون.
أسابيع، أشهر، سنة...
معركة، معارك...
شهداء، أسرى، بطولات...
حرّ، قرّ، وعرّ...
وهم هناك. لا زند يلتوي. لا إرادة تنكسر، ولا عزيمة تضعف.
بين شقوق الصخور يتصبب عرقهم فتنبت ازهار طرية.
على جماد الصقيع تحفر خطواتهم دروبًا جديدة.
في عتمة الليل تلمع عيونهم وتهدي النجوم الشاحبة خلف الغيم، وميضًا وبريقًا.
هم هناك. زادهم الإيمان، خبزهم المودة، نهارهم والليل تعب ورضى.
بالتعاون ينسجون سياج الأمان حول مراكزهم، يصبح الزند عشرة زنود، مئة، وربما اكثر.
يكبر العطاء وينكسر الخطر.
ينتهي نهار، يأتي ليل، وتستمر الحكاية.
يمرّ شتاء، يطل ربيع فصيف، وتستمر الحكاية.
جنود تسير حياتهم على إيقاع واحد إسمه الواجب، أيًا كان الإيقاع في ساحات السياسة والاقتصاد والمشاكل والحلول وحفلات الجنون.
وكأنهم في عالم آخر، وكأنهم من صنف آخر.
ماذا نملك أن نقول لهم في عيدهم، وفي استشهادهم، وفي أي يوم ومناسبة؟!
العوافي يا وطن...