- En
- Fr
- عربي
تربية وطفولة
من «التغريد» إلى التعبير عن الأفكار كيف نواكب كل مرحلة؟
يبدأ معظم الأطفال بإطلاق أصوات ذات معنى عندما تقترب سنّهم من العام الأوّل، ولكن بعض الأطفال يتأخرون عن هذا الموعد عدة أشهر، من دون أن يعني ذلك أنهم ليسوا بطبيعيين. ويبدو أنّ المسألة تتعلّق بالمزاج أو الشخصية. فمن الطبيعي أن يحب الطفل الودود أن ينطق باكرًا. أمّا الطفل الهادئ فيبدو أنّه يؤثر أن يمضي وقتًا أطول في مراقبة العالم قبل أن تكون لديه رغبة في النطق بأي شيء.
عوامل مؤئرة
للجوّ الذي ينشأ فيه الطفل والطريقة التي يعامل بها أهميتها أيضًا، فإذا كانت أمه تلتزم الصمت باستمرار عندما تكون معه بسبب ما تعانيه من توتر مثلًا، فإنّه يحسّ بالافتقار إلى الاتصال بالناس ويشعر بالوحدة. ويشعر المراقب أحيانًا أن طفلًا ما بطيء في تعلم ألفاظ جديدة لأنّ أمه تتحدث إليه بجمل طويلة، فلا يتسنى له الوقت الكافي لكي يتعلم كل كلمة على حدة. ولكن هذه الحالة لا يمكن تعميمها لأنّ الأم تعرف بغريزتها أنّ عليها أن تستخدم مع الطفل أوّل الأمر ألفاظًا محددة واضحة، أو تؤكّد على أهمية الكلمة في العبارة الواحدة.
اعتراضات وتمارين
في الشهر الأوّل يصدر عن الطفل صراخ ناتج عن الألم أو عدم تلبية حاجاته الغذائية، فيأتي صراخه تعبيرًا عن اعتراضه. أمّا في حالة السكينة، فيباشر الطفل بتمرينات أوّليّة تقتصر على إصدار صوت واحد مكرر لا رنّة له.
وبعد الشهر الثاني، يصدر عدّة أصوات تشكّل بداية حقبة «التغريد» التي تتضمن سلسلة تمارين تتميّز بتناغم نطقي، من دون أي وزن أو هدف تواصلي.
ويؤكّد الباحثون أنّ الطفل يلفظ أوّلًا الأحرف الصوتية (أ – و – ي) وبعدها الأحرف الساكنة.
وخلال الشهر السادس أو السابع، يستطيع أن يدمج الحرف الصوتي (أ – و – ي) مع الحرف الساكن، ليلفظ أولى كلماته (بابا – ماما).
بداية التواصل
مع بداية الشهر التاسع، تصبح اللّغة بالنسبة للطفل وسيلة اتصال حقيقية، أصواتها ترتبط بأشياء ومواقف، فإذا سمع كلمة «الو» مثلًا، ينظر إلى الهاتف.
ويحدد علماء النفس سن العشرة أشهر لبداية الروابط الاجتماعية، أي الرغبة في إقامة علاقة. وهذه العلاقة تأخذ منحى الانسجام مع طفل في العمر نفسه، عن طريق النظر إليه والابتسام له... وفي المقابل يتلقى الطفل الآخر هذا الحوار ويكون هناك ما يسمى إرسال وتلقٍ.
نلاحظ من خلال مراقبة الأطفال أنّ هناك طفلًا مسيطرًا وآخر مسيطر عليه، وهذا أمر طبيعي يجب ألّا يقلق الأهل. فعلى الأطفال معالجة مشاكلهم الصغيرة بأنفسهم، وبهذه الطريقة يتعلمون، والذي نلاحظ أنّه مسيطر اليوم قد يصبح مُسَيطرًا عليه غدًا.
في سنته الأولى، يكوّن الطفل لنفسه لغة جديدة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بلغة الراشدين. فيبتكر كلمات لمناداة الأشخاص حتى في غيابهم، وأخرى لطلب ما يريده. وفي هذه السن يصبح قادرًا على الفهم الجيد.
وقد يخرج التوائم رموزًا صوتية تسمح بإقامة حوارٍ خاصٍ بهم لا يفهمه الآخرون. التواصل اللغوي بين الأطفال يترافق مع تواصل حركي وفي عمر السنة ونصف السنة، قد نلاحظ ميلًا عند طفل لضرب طفل آخر من دون سبب ظاهر. لا تقلقوا للأمر، واتركوا الطفل لأنّه سيتوقّف عن هذه التصرفات من تلقاء نفسه. والأهم لا تضربوا الطفل الذي يتصرف على هذا النحو. وبشكل عام لا تتدخلوا في حوار الأطفال الكلامي والحركي، واتركوهم يتعلمون الروابط الاجتماعية.
مستويان للحوار
من جهة ثانية، على الأهل اعتماد مستويين مختلفين للحوار مع أطفالهم.
المستوى الأوّل يقضي بالتحدث مع الطفل بصورة طبيعية وواضحة. فبدلًا من تسمية الأم «مامو» يجب قول «ماما». أمّا المستوى الثاني فيقوم على التحدث مع الطفل بلغته، أي إرفاق الكلمة بإشارات وحركات معبّرة. فعندما نناديه ليأتي إلينا، يجب مدّ اليدين لاحتضانه، وهكذا يفهم الكلمة جيدًا.
الصغير يعبّر عن أفكاره
في عمر السنتين، يدمج الطفل الكلمات فيركّب جملًا صغيرة تعبّر عن أفكاره، وفي سنته الثالثة يبدأ بتطبيق نظام اللّغة الخاص، لكنّه يقع في أخطاء عديدة يحاول الأهل تصحيحها. والخلاصة أنّ الاهتمام بالتطور اللّغوي لدى الطفل أساسي، كذلك السهر على تعليمه أساليب اللّغة بطريقة سهلة وبسيطة، خصوصًا أنّ هذه اللّغة ستكون من أهم ما يحتاج إليه عند خروجه من البيت إلى المدرسة...