إلى الأمام

تواصل الطبابة العسكرية مسيرتها إلى الأمام بخطوات حثيثة وثابتة لا يعوقها الواقع الاقتصادي في البلد، لا بل أنّه يزيدها إصرارًا على الاستمرار في توفير الأمان الصحي لمن هم على عاتقها. وفي هذا السياق يأتي افتتاح قائد الجيش العماد جوزاف عون مركز التدريب على أجهزة المحاكاة الطبية المخصص لتدريب الأطباء والممرضين على مهمات متنوعة تنفَّذ في سياق تأمين الرعاية الصحية، ومختبر الكيمياء الحيوية والمناعيات الذي من شأنه أن يضاعف قدرة المختبرات العسكرية المركزية على إجراء الفحوصات المخبرية الدقيقة.
إنجازان مهمان يُضافان إلى سلسلة نجاحات الطبابة العسكرية في مواجهة الظروف الصعبة، وهذا ما دعا العماد عون إلى تهنئة ضباط الطبابة وعسكرييها الذين التقاهم خلال الافتتاح. وإذ اعتبر أنّ ما تمّ إنجازه هو مصدر فخر للقيادة، لفت إلى أنّ توفير العلاج لنحو 450 ألف مستفيد يشكّلون 10% من سكان لبنان تقريبًا هو معركة يومية أكثر صعوبة من المعارك التقليدية، مثمنًا الجهود الكبيرة التي يقوم بها عناصر الطبابة في هذا الإطار.

الجيش بخير طالما الطبابة بخير
وقد توجّه إليهم بالقول: "أرى الثقة والإصرار والثبات والصمود في عيونكم كلما التقيتكم، وهذا ما يعطيني الدافع لإكمال مسيرة تطوير الطبابة العسكرية التي يعود نجاحها إلى تضافر جهود رئاسة الطبابة ومختلف العناصر من ضباط وعسكريين وطاقم طبي، إلى جانب الداعمين للجيش، سواء كانوا  دولًا أو جيوشًا صديقة أو أفرادًا يقدمون مساهمات حيوية نتيجة ثقتهم بالمؤسسة ومصداقيتها وشفافيتها".
وأضاف: "أقدّر حرصكم وحُسن إدارتكم وتضحياتكم التي تقدّمونها إيمانًا بقدسية مهمتكم في خدمة أهلنا. سنواصل العمل بأقصى طاقتنا لنرفع من شأن الطبابة العسكرية، فالجيش بخير طالما أنّ الطبابة بخير".

مركز التدريب على أجهزة المحاكاة الطبية Medical Simulator Center
يتألف هذا المشبّه الذي استُحدث في مدرسة الصحة في المستشفى العسكري المركزي من أربع غرف، وهو يحاكي مجموعة من التدخلات الطبية من بينها العمليات الجراحية والتخدير والإنعاش وتمييل القلب والتنظير... وغيرها من الأعمال الطبية المتعددة لتدريب الطاقم الطبّي على تقنيات جديدة بطريقة تفاعلية متطورة، إذ إنّه يقوم بتوجيه إنذار في حال وجود أي خطأ طبي، وذلك خلال التدريب أو العمل الطبي الفعلي، ما يسمح بالتصحيح الفوري.
يرفع المشبّه مستوى جهوزية الطاقم الطبي في المستشفى وكفاءته ويشرف عليه ضابط (رئيس مدرسة الصحة)، وهو يتيح للمسعفين الميدانيين والممرضين والأطباء وعموم المتدربين تقديم رعاية طبية أفضل وأكثر شمولًا، ويمكن أن تشمل خدماته مستقبلًا تدريب طواقم طبية من المستشفيات المدنية.  
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا المشبّه هو الثالث من نوعه في لبنان، بعد كل من جامعة البلمند والجامعة اللبنانية الأميركية LAU.

مختبر الكيمياء الحيوية والمناعيات
أضيفت إلى معدات المختبرات العسكرية المركزية آلة حديثة تُتيح مضاعفة القدرة على تحليل عينات الدم في المختبر، وهي يمكن أن تعطي نتائج دقيقة خلال 25 دقيقة بدلًا من ساعتين. ومن مميزات الآلة الجديدة أنها Fully Automated Machine لا تحتاج إلى التشغيل اليدوي بل يكفي الإشراف عليها فقط. ولدقتها، سوف تجعل من المختبرات العسكرية المركزية مرجعًا أو Reference يُشهد لقدراته، وستمكّنها من إجراء فحوصات مخبرية لم تكن موجودة فيها سابقًا. كذلك، جدير بالذكر أنّ هذه الآلة تتمتع بميزة scalable technology أي يمكن تعزيز قدراتها، ما يسمح بإجراء فحوصات تضاف إلى سجل بياناتها في ما بعد.
إضافة إلى ما ذكر، سوف تخفف هذه الآلة الضغط في مختبرات المناطق، كما أنّها ستوفر على خزينة الطبابة العسكرية كلفة تحليل عينات الدم في المختبرات المدنية.
تمّ تمويل المشروعين عن طريق هبات قدَّمَها داعمون للجيش، والمسيرة مستمرة، فعلى الطريق ثمة المزيد من الخدمات والنجاحات لتظل صحتكم بخير، ويبقى الجيش بخير.