- En
- Fr
- عربي
ثقافة وفنون
طبيعة وتراث وحالات نفسية
افتتح وزير الثقافة غازي العريضي معرض الفنان التشكيلي هراتش عينتابليان في كنيسة الأرمن الكاثوليك وسط بيروت، في حضور عدد كبير من نواب الأرمن وفاعليات أرمنية وبيروتية، إضافة الى عدد من رجال الفكر والقلم والريشة.
بداية ألقى مدير معهد مسروبيان الفني غريغوار كالوست كلمة أشار فيها الى أن “مبادرة المعهد في تنظيم معرض الفنان هراتش عينتابليان، لمناسبة مرور خمسة وستين عاماً على تأسيس ثانوية مسروبيان كمنبر للحرف والكلمة، هي حلقة من الحلقات المخصصة لعرض نتاج ما تبدعه أنامل الرسامين والفنانين من لوحات، وأن الفنان صاحب المعرض ذو ريشة أثبتت جدارته وجعلته في مصاف الفنانين المشهورين من خلال معارض أقيمت للوحاته في كثير من عواصم العالمين العربي والغربي”.
أما الوزير العريضي فقد شكر في كلمته القيمين على ثانوية مسروبيان الذين اختاروا في مناسبة ذكرى التأسيس الخامسة والستين إقامة هذا المعرض لفنان مبدع قدّم لنا من خلال ما شاهدناه كل مشاعره وشفافيته وحسّه المرهف، في صور أظهرت لبنان وطبيعته وعفوية الناس فيه وهم يزرعون ويستثمرون نتاج زراعتهم من العنب طيباً وحلوى، ومن الفاكهة مذاقاً طيباً ومن المياه عذوبة الحياة”. ورأى أن الرسام هراتش يقول في معرضه أن “هذا هو لبنان الذي نريد وهذا هو لبنان الذي ننتمي إليه وندعو الجميع للعودة إليه...”. يضم معرض هراتش عينتابليان 45 لوحة زيتية، هي نتاج ثلاث سنوات من التحضير والتعبير عن حالات وجدانية حاول الرسام تجسيدها بأزهى الألوان، وبريشة ثابتة متقنة ركّزت على الموضوع وقدمته بأسلوب احترافي أكاديمي. تحاول لوحات عينتابليان التعبير عن الحالات النفسية للبنانيين في ظل الظروف الإقتصادية، في بعضها مناجاة لله بطرق مختلفة لا سيما عبر الموسيقى، وفـي أخرى تطالعـنا سخرية القدر، والأم المهمومة التي تنتظر إبنها أو تودعه...
وقد أراد الفنان إحياء التراث اللبناني من خلال مجموعة من لوحاته ركزت على التحضير للمونة، وحاول بطريقة جميلة جداً إبراز حياة الإلفة والتعاون بين أبناء القرية الواحدة، وكذلك حلم الرحيل والغموض وتوازن الأفكار... ولم تغب عن المعرض المناظر الطبيعية الصامتة: الخريف، الصخور والمياه... أخيراً إشارة الى أن الرسام شارك مع رسامين عالميين بعرض لوحاته في فريزند ولـوس أنجلوس في أميركا وفي مبنى الأمم المتحدة في نيـويورك وفي بروكـسل وكذلك في قاعة الأمير تشارلز في القصر الملكي البريطاني، وذلك لمناسبة حلول الألفية الثالثة.